هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

"روبلوكس" .. صداع في رأس الأسرة المصرية

المنصة الاليكترونيه تستهدف ابتزاز الأطفال نفسيا وجنسيا

ترفيه وإثارة وتنمية مهارات التفكير والتعلم أم أداة ناعمة من حروب الجيل الخامس؟!

مصر تنفق على الالعاب الالكترونيه مليارات الجنيهات كل عام

الـ " روبلوكس Rob lox  " وما على شاكلتها من منصات الألعاب الإلكترونية أصبحت تمثل صداعا في رأس الأسرة المصرية ، غزت أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة للأطفال القاصرين والبالغين واستحوذت على عقول النشء وحتى الشباب وسرقت من أيامهم ساعات طويلة لايشعرون أمام ممارستها بمرور الوقت ، مابها من تحديات وإثارة يجعلهم كالمقاتلين على الفوز فيها دون الوعي بما تسربه إلى نفوسهم من مفاهيم خاطئه واستدراج لما هو أخطر من اللعب


الخبراء والمختصين قالوا لـ "الجمهورية أون لاين" ، أن  الإنفاق على الألعاب الإلكترونية في مصر  بلغ حوالي 1.71 مليار دولار في 2023  ، وأن مصر ثاني أكبر دولة عربية من حيث الإنفاق على الألعاب ،  و نسبة الشباب الذين يمارسون الألعاب الرقمية  92٪  ، ومساعد وزير الداخلية الأسبق لمكافحة الجريمة الإلكترونية والدولية  أكد أن المنصة تبدو بريئة وموجهة للتسلية لكنها أداة تجنيد واستقطاب الأطفال لابتزازهم والإتجار فيهم جنسيا ونفسيا ، ومستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية يفجر مفاجأة عن "'روبلكس " فهل هي  منصة لعب أم سلاح من حروب الجيل الخامس؟ .. وقانونيون أشاروا إلى أن القضاء المصري أصدر أحكاماً عديدة أقرت بمسؤولية أولياء الأمور عن مراقبة استخدام أبنائهم للتقنيات الحديثة ، وإستشاري علم النفس الرقمي قدمت حلول للحماية والمواجهة منها  تفعيل أدوات ضبط الأمان من المنصات .برامج الرقابة الأبوية على الأجهزة .

مستشار الأمن السيبراني يرد على هذا السؤال:

"روبلكس" منصة لعب .. أم سلاح من حروب الجيل الخامس؟

 قال د . محمد محسن رمضان مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية : في السنوات الأخيرة، أصبحت منصة روبلكس Roblox واحدة من أكثر منصات الألعاب انتشارًا بين الأطفال والمراهقين حول العالم، حيث تضم أكثر من 70 مليون مستخدم نشط شهريًا، معظمهم من الفئة العمرية بين 8 و18 عامًا هذه الشعبية الهائلة تجعلنا نتساءل: هل نحن أمام مجرد لعبة ترفيهية، أم أمام أداة رقمية تحمل في طياتها مخاطر حقيقية على عقول وسلوكيات أبنائنا؟
أضاف: روبلكس ليست مجرد لعبة واحدة، بل هي منصة مفتوحة تتيح للمستخدمين إنشاء ألعاب افتراضية بأنفسهم ولعب ألعاب الآخرين، باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي والبرمجة البسيطة،  هذا الانفتاح جعلها بيئة خصبة للإبداع والتعلم، لكنه في الوقت نفسه فتح الباب أمام استغلالها بشكل سيئ من قبل جهات أو أفراد قد يستهدفون الأطفال والشباب.
وعن خطورة روبلكس على الأطفال والشباب قال : تكمن الخطورة في عدة محاور أساسية:

1. الاستقطاب والتجنيد الرقمي: المنصات المفتوحة قد تُستغل من قبل جماعات أو أفراد لنشر أفكار متطرفة أو محتوى ضار داخل الألعاب.
2. الابتزاز الإلكتروني: بعض المستخدمين يتقربون من الأطفال عبر الدردشة داخل اللعبة، ثم يستدرجونهم لمشاركة بيانات شخصية أو صور، قد تُستخدم لاحقًا في الابتزاز. 
3. الإدمان الرقمي: نظام المكافآت الافتراضية (Robux) يعزز التعلق النفسي، ما يدفع الأطفال إلى قضاء ساعات طويلة أمام الشاشة، وهو ما يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية والجسدية.

أوضح : لا يمكن فصل منصات الألعاب الكبرى عن سياق الحروب الحديثة، حيث أصبح الفضاء الرقمي ميدانًا جديدًا لحروب الجيل الخامس ، هذه الحروب لا تعتمد على السلاح التقليدي فقط، بل على اختراق العقول وبناء وعي زائف عبر وسائل غير مباشرة مثل الألعاب ومواقع التواصل الاجتماعي، روبلكس قد تُستغل كأداة ناعمة في هذه الحروب، من خلال تشكيل وعي الأطفال منذ الصغر، وزرع قيم أو توجهات قد تخدم أجندات خارجية.
و هل الحل هو المنع التام؟ من وجهة نظري الخطأ أن نلجأ إلى سياسة المنع الكامل فالأطفال يعيشون في عالم رقمي متسارع، وحجبهم عن هذه المنصات بشكل مطلق قد يدفعهم لاستخدامها بطرق ملتوية، بعيدًا عن أعين الأهل ، والحل يكمن في أولا الاستخدام المقنن .. أي السماح باستخدام المنصات ضمن وقت محدد، وتحت إشراف الأسرة ، ثانيا تعزيز الوعي الرقمي ، أي  تعليم الأطفال كيفية التمييز بين الاستخدام الآمن والخطير، والتبليغ عن أي محتوى أو شخص مشبوه ، ثالثا أدوات الرقابة الأبوية بتفعيل إعدادات الحماية والخصوصية داخل اللعبة.

  خبير تكنولوجيا المعلومات :  

مصر ثاني أكبر دولة عربية تنفق على الألعاب

المنصة تسرق أموال الأطفال والمراهقين

أكد المهندس محمد الحارثي، خبير تكنولوجيا المعلومات أن مصر ثاني أكبر دولة عربية من حيث الإنفاق على الألعاب بعد السعودية ، وهناك بيانات عن نسبة الشباب الذين يمارسون الألعاب على الهاتف المحمول في القاهرة حوالي 92٪ من الفئة العمرية التي تتراوح ما بين 16-24 سنة و 94٪ من الفئة التي تتراوح ما بين 25-34 سنة لديهم تفاعل مع “الألعاب المحمولة” كنوع من اللعب الرقمي  .
أوضح : لعبة روبلكس من أكتر الألعاب التي يقبل عليها الأطفال والمراهقين،  لأنها تتيح حرية كبيرة جدًا في تصميم الألعاب والدخول لعوالم مختلفة ، لكن رغم ما بها من  متعة وإبداع، بها أيضا  مخاطر وجب على كل ولي أمر معرفتها كي  يتعامل معها بشكل صحيح.
 وتابع الحارثي : أول خطر واضح هو التواصل مع الغرباء ، لأن  اللعبة تسمح بالدردشة الصوتية والكتابية، مايعني أن  الطفل يمكن أن  يتعرض لأشخاص غير  معروفين، بعضهم يمكن  أن يكون لديه  نوايا سيئة  مالااستدراج أو الاستغلال ، وهذا يجعل  مراقبة المحادثات أو غلقها من أهم الخطوات.
واستكمل : هناك أيضا مشكلة في  المشتريات داخل اللعبة ،  روبلكس تعتمد على عملة افتراضية اسمها Robux، والطفل يمكن أن يتحمس ويبدأ يشتري أشياء أو يضغط على عروض دون قصد ، وهذا يعني ضياع  مبالغ  مالية كبيرة على الأهل من غير قصد .

من المخاطر المهمة  أيضا هو " الإدمان "، لأن  اللعبة مفتوحة بشكل ضخم وليس  لها نهاية، وبالتالي الطفل يمكن أن يجلس  بالساعات يلعب دون أن يشعر بالوقت، وهذا  يؤثر على صحة نومه ، دراسته، وحتى حياته الاجتماعية.

  أستاذ القانون :  

القانون  يعاقب مستخدم التطبيقات الإلكترونية

قال د. الحسين الزقيم محمد مدرس القانون العام بمعهد أكتوبر العالي للهندسة والتكنولوجيا - مصر ، عضو الهيئة العلمية  :  لا شك  أن الألعاب الإلكترونية أصبحت واقعاً يومياً يعيشه ملايين الأطفال والمراهقين حول العالم، والتي يعد من أبرزها لعبة "روبلكس" (Roblox) التي تقوم على بناء العوالم الافتراضية والتواصل بين اللاعبين ، ولكن على الرغم مما تحمله هذه الألعاب من جوانب تعليمية وإبداعية إلا أنها أثارت جدلاً واسعاً بسبب ما يُثار حولها من مخاطر تتعلق بالعنف  والإدمان والتواصل مع أشخاص أو كيانات مجهولة الهوية  قد يستغلون براءة الأطفال في ممارسات غير مشروعة ومحرمه شرعاً.
وتابع : تهدد مثل هذه الألعاب مستقبل أبنائنا جيل المستقبل ووجب التصدي لها من خلال 
اولاً :- موقف التشريع المصري من الألعاب الإلكترونية ، فنجد  المشرع المصري ينظر إلى هذه الألعاب في ضوء القوانين المنظمة لحماية الطفل والأمن المعلوماتي وبصفة خاصة قانون الطفل رقم ١٢ لسنة ١٩٩٦ والمعدل بالقانون ١٢٦ لسنة ٢٠٠٨ والذي حمل بين طياته وجوب حماية النشء من أي نشاط يضر بصحتهم أو أخلاقهم  وإذا تبين أن لعبة إلكترونية وليكن على سبيل المثال لعبة "روبلكس" التي تتضمن محتوى عنيفاً أو غير لائق، فإن تداولها بين الأطفال يعد مخالفاً لروح القانون ، وكذا قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم ١٧٥ لسنة ٢٠١٨ الذي يضع إطاراً عاماً لمساءلة أي شخص يستخدم شبكة الإنترنت أو التطبيقات الإلكترونية في نشر مواد تُهدد الأمن القومي أو القيم الأسرية، وهو ما ينسحب على الألعاب التي تسمح بفتح غرف محادثة غير مراقبة، قد تُستغل في التلاعب بالقُصّر أو استقطابهم ولو تطرقنا في الحديث لوجدنا أن قضاءنا المصري الشامخ قد أصدر أحكاماً عديدة أقرت بمسؤولية أولياء الأمور عن مراقبة استخدام أبنائهم للتقنيات الحديثة، ففي حكم لمحكمة جنح الطفل بالقاهرة عام ٢٠٢١، قضت المحكمة بمساءلة ولي أمر طفل تسبب في حادث نتيجة إدمانه للألعاب الإلكترونية التي دفعته للعنف، مؤكدة أن الإهمال الأسري يمثل صورة من صور المسؤولية القانونية.
ثانياً: الرؤية في ضوء الشريعة الإسلامية
والناظر بعين الاعتبار والشرع ليجد ان الشريعة الإسلامية  أقرت مبدأ الإباحة ما لم يترتب عليها ضرر أو مخالفة شرعية ، 
ولا يغيب عن بالنا ما اصدرته دار الإفتاء المصرية عام ٢٠١٩ بشأن الألعاب الإلكترونية التي تروج للعنف أو الانتحار (مثل لعبة "الحوت الأزرق")، حيث أكدت الدار أن هذه الألعاب محرمة شرعاً لأنها تُفضي إلى الضرر المؤكد، مستندة إلى قول النبي ﷺ: "لا ضرر ولا ضرار"، لذلك يمكن  إسقاط ذات الحكم على أي لعبة – كروبلكس أو غيرها – إذا احتوت على محتوى مؤذٍي أو قاد إلى هلاك النفس أو المجتمع.
اگد إن  التعامل مع "الألعاب الإلكترونية "  لا ينبغي أن يكون بالمنع المطلق، بل عبر سياسة متوازنة مثل :-

١- الرقابة التشريعية ، أي ضرورة إلزام الشركات المنتجة بتوضيح طبيعة المحتوى وتحديد الفئة العمرية المناسبة، مع إمكانية حجب الأجزاء المخالفة للقانون 
٢- المتابعة الأسرية فعلى الأبوين مراقبة حسابات أبنائهم داخل اللعبة، وتحديد ساعات الاستخدام، مع توجيههم نحو الأنشطة الواقعية.
٣- التثقيف المجتمعي ، حيث يجب أن تُطلق المدارس ووسائل الإعلام حملات توعية حول خطورة إدمان الألعاب الإلكترونية وأهمية الاعتدال.
٤- تطوير بدائل وطنية ، أي تشجيع المطورين المصريين والعرب على إنتاج ألعاب هادفة، تُنمّي القدرات العقلية والابتكار، وتلتزم بالقيم الإسلامية والعادات الأصيلة.

  مساعد وزير الداخلية الأسبق :   

الأمن الحقيقي يبدأ  .. من البيت

الرقابه الواعيه أهم .. من الضبط والمنع

أكد اللواء أحمد طاهر ، مساعد وزير الداخلية الأسبق لمكافحة الجريمة الإلكترونية والدولية  :  بعض المنصات الترفيهية مثل Roblox  وغيرها أصبحت من المنصات التي تقدم خدمات ممارسة الألعاب الإلكترونية للأطفال والقصر ،  ويتم ربطهم بمشتركين آخريين من بيئات مختلفة مجهولة  ولايمكن تحديد شخوصهم ولا أعمارهم ولا أهدافهم ، فباتت  بالفعل بيئة خصبة لمحاولات السيطرة على عقول وتصرفات الأطفال والتأثير عليهم نفسيا وسلوكيا ،  حيث يستغل البعض تلك  الألعاب في بث رسائل خفية أو استدراج الأطفال القصر للقيام بممارسات غير آمنة .
أضاف : للأسف الشديد أن كثيرا من الجرائم الإلكترونية تبدأ من داخل  ألعاب الأطفال سواء عبر التحرش الرقمي وسرقة البيانات الشخصية بل و أسرارهم وحياتهم الخاصة
أضاف اللواء أحمد طاهر : أمام هذه الظاهرة الإجرامية المستحدثة سارعت الأجهزة الأمنية في مصر والعالم العربي بالتعاون بدقة لمواجهة هذا  الملف 
وهناك إدارات متخصصة في مكافحة جرائم الإنترنت والإتجار بالبشر تعمل على رصد وتتبع أي نشاط مشبوه داخل المنصات وتلقي البلاغات والعمل علي فحصها وضبط مرتكبيها وهنا يجب أن نوجه رسالة قوية صريحة أنه لا يمكن مواجهة هذه الظواهر أمنيا فقط بل يلزم أن يكون هناك وعي أسري ومجتمعي يحصن الطفل  فالأمن الحقيقي يبدأ من البيت والرقابة الواعية أهم من الضبط  والمنع .

  إستشاري علم النفس الرقمي  :   

ربط حساب ولي الأمر بحساب الطفل .. يحل المشكله

قالت د.  نيڤين حسني إستشاري علم النفس الرقمي وعضو  الإستشارية العليا لتكنولوچيا المعلومات ونائب رئيس لجنة التحول الرقمي أنه لكي  نحمي أطفالنا من الألعاب الإلكترونية و يمكن اتباع مزيج من الإجراءات التقنية والتربوية ..أولًا: أدوات ضبط الأمان من المنصات نفسها ، من أبرز الخطوات لحماية الأطفال أثناء استخدام الألعاب الإلكترونية مثل روبلوكس، البدء بـربط حساب ولي الأمر بحساب الطفل، إذ يتيح ذلك مراقبة نشاطه وتعديل الإعدادات والتحكم في طبيعة التفاعلات والمحتوى (Roblox Support – Parental Controls) كما يمكن تفعيل خاصية تحديد مستوى نضج المحتوى (Content Maturity) التي تضمن أن يقتصر وصول الطفل على الألعاب والتجارب المناسبة لعمره، ومنع دخوله إلى أي محتوى مصنَّف بدرجة أعلى من مرحلته العمرية وإلى جانب ذلك، يمكن الاستفادة من ميزة حظر تجارب معيدد إذا رأى الوالدان أن بعض الألعاب أو العوالم الافتراضية لا تناسب طفلهم ،ويُعدّ التحكم في أدوات التواصل  خطوة أساسية، حيث يمكن من خلالها تحديد من يُسمح له بالدردشة مع الطفل أو إرسال رسائل خاصة أو الانضمام إلى خوادمه كذلك، تساعد خاصية ضبط وقت الاستخدام  على وضع مدة زمنية يومية للعب، بحيث يتوقف الحساب عن العمل بعد انتهاء الوقت المحدد ، أما من الناحية المالية، فتوفر المنصة أدوات التحكم التي  تمنع الطفل من إجراء عمليات شراء داخل اللعبة من دون إذن مسبق، أو تضع سقفًا شهريًا للإنفاق وأخيرًا، تُمثّل خاصية إعداد رقم سري للرقابة الأبوية (Parental PIN) وسيلة ضرورية لحماية هذه الإعدادات ومنع الطفل من تعديلها بمفرده.
وتابعت : ثانيًا: التدخل التربوي والإشرافي
الإجراءات التقنية غير كافية وحدها؛ يجب أن ترافقها التربية والمشاركة .. مثل 1. التوعية والمحادثة المنتظمة مع الطفل عن طريق التحدث معهم عن أنواع المخاطر مثل المحتوى الغير مناسب، الأشخاص الغرباء، واحتمالية الاحتيال. اجعلهم يشعرون بالأمان ليخبروك إذا واجهوا شيء مزعج أو طلب غير مريح.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق