من السنن النبوية التي فُقدت عند الكثيرين رغم عظيم أجرها وآثارها، سُنّة تفقد الصاحب والأحبة إذا غابوا والسؤال عنهم، وهي سنة تؤلف القلوب وتغرس في النفوس مشاعر المودة والإخاء، وتمنح الغائب شعورًا بالمكانة والاهتمام، خاصة في زمنٍ غلبت فيه العزلة والانطواء بفعل الانشغال بمواقع التواصل الاجتماعي.
قال رسول الله ﷺ:
«حقُّ المسلمِ على المسلمِ ستٌّ: إذا لقيتَه فسلِّمْ عليه، وإذا دعاك فأجبْه، وإذا استنصحك فانصحْ له، وإذا عطس فحمد الله فشمِّتْه، وإذا مرض فعُدْه، وإذا مات فاتْبَعْه»
(رواه مسلم).
وقد تواترت الروايات في بيان حرص النبي ﷺ على أصحابه، فكان إذا غاب أحدهم تفقده وسأل عنه، وعاده إن مرض، كما جاء في قوله ﷺ:
"ما لي لا أرى فلانًا؟"
إشارةً إلى رجلٍ كان يلازم مجلس الذكر مع ولده.
وجاء في صحيح البخاري:
أن النبي ﷺ افتقد ثابت بن قيس، فقال رجل: يا رسول الله، أنا أعلم لك علمَه.
وفي الأثر:
"أن النبي ﷺ كان يتعهد الأنصار ويسأل عنهم ويعودهم".
وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه:
"كان إذا فقد الرجلَ في المجلس ثلاثًا سأل عنه، فإن كان في غَيبة دعا له، وإن كان حاضرًا تهاون به عاتبه".
اترك تعليق