هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

خلى بالك من نفسك 

التفكير المفرط وتأثيره على النفسية

د. ريمون ميشيل ثابت استشارى الصحة النفسية

إحدى المشكلات النفسية الشائعة التي تسبب للإنسان الأرق والقلق وفقدان متعة الحياة هي ظاهرة التفكير المفرط أو ما يعرف بالـ(overthinking) وهي ببساطة أن يستغرق الشخص في التفكير في أمرما مدة طويلة دون الوصول لحلول، ولا يمكنه السيطرة على عقله أو إيقاف عملية التفكير حتى وإن كان الأمر لا يستدعي القلق، فالعقل يعمل باستمرار حيث يشعر الإنسان أنه فقد السيطرة عليه، فيؤثر ذلك بالطبع على معظم جوانب حياته اليومية بما في ذلك الأرق الليلي المستمر وعدم القدرة على النوم بشكل طبيعي متصل، الشكوى من الصداع باستمرار، السرحان وعدم القدرة على التفكير أو التركيز لوقت طويل وفقدان الانتباه بسهولة وعدم القدرة على اتخاذ القرارات اليومية البسيطة، فقدان السيطرة على الأعصاب لأقل الأسباب، العزلة الاجتماعية واللجوء للوحدة، اجتماع كل أو معظم تلك الأعراض يعتبر أحد الدلائل الواضحة لوجود مشكلة التفكير المفرط، وهو ليس اضطراب مستقل في حد ذاته ولكنه قد يصبح مدخل يقود الإنسان للإصابة بالعديد من الاضطرابات النفسية العصابية أو الوجدانية كالإصابة باضطراب القلق أو الوسواس القهرى أو الاكتئاب أو تفكير الشخص في أن يؤذي نفسه كمحاولة للهروب من التفكير الذي يشعره 
أنه قد يصاب بالجنون قريبًا، هذا بالطبع إذا استمر مع الإنسان لسنوات وبدأ بالازدياد دون تدخل نفسي.


ولعل من أبرز أسباب الإصابة بداء التفكير المفرط والذي يصيب الشخصية الحساسة والشخصية الكتومة والشخصية التي تحمل سمات القلق والشخصية الشكاكة. يجب علينا بالطبع أن نحترم سمات كل شخص، ولكن أيضًا على الإنسان أن يسعى باستمرار لتنمية وتطوير جوانب القصور والضعف في شخصيته لأنه كما يقال أن عدو الإنسان الأول قد تكون أفكاره، فالأفكار قد تصنع من نفس الشخص إما شخص متزن سوى أو شخص مضطرب، إما شخص غني أو فقير، فدورة حياة سلوكنا جميعًا تبدأ بفكرة تقود إلى مشاعر وذلك يقود إلى السلوك والتصرف أخيرًا، فإذا أردت تغيير سلوك محدد عليك أولًا مراقبة الفكرة التي تسبقه والتي تسيطر على عقلك.

أخيرًا هنالك عدة عوامل يمكنها مساعدتك إذا كنت ترى أنك من أصحاب التفكير المفرط، يمكنك تدريب نفسيك على ممارسة التنفس البطني العميق وذلك لمدة أربع أنفاس صباحًا وأخرى مساءً يمكن أن يساعدك المعالج النفسي على تطبيق طريقة التنفس الصحيح أو التعرف عليها من خلال الإنترنت، هذا يساعد العقل على الهدوء نتيجة تشبعه بالأكسجين بعد التدريب، أيضًا يمكنك احضار دفتر تدوين وتقسيم صفحته إلى المشكلة والحل، اكتب في النصف الأول ما يشغلك بالكامل وفي النصف الآخر الحلول المقترحه أو ما يمكنني فعله خصص لذلك وقت يومي للالتزام به 10 دقائق يوميا، هذه عادة تساعد عقلك أن يصبح منظما وأكثر هدوءًا، استمر على ذلك لفترة حتى تحصد نتائج إيجابيه مرضية لك، وإن لم تصل لنتيجة أفضل فأنصحك باللجوء لمعالج نفسي لديه الأدوات والمهارات التي تساعدك على اجتياز ازمتك بسلام.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق