يجب طاعة الوالدين وعدم التصرف بما يثير الخلاف داخل الأسرة

التواصل بين شاب وفتاة دون ارتباط رسمي .. لا يصح شرعًا

يجوز للحائض حفظ القرآن من المصحف الإلكتروني ولا يجوز لها دخول المسجد

إيجار الشقة الموروثة يوزع وفق قواعد الميراث الشرعي

هذا معني صلاة قيام الليل وعدد ركعاتها ووقتها

ترد إلي دار الإفتاء يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عليها د. محمود شلبي أمين الفتوي بالدار

* ما الحكم الشرعي في مسألة استخدام الأنسولين المشتق من الخنزير. خاصة أن بعض المرضي يعتمدون علي الأنسولين بشكل يومي كعلاج أساسي لا غني عنه؟

** الأصل العام في الشريعة الإسلامية هو تحريم الخنزير بجميع أجزائه ومشتقاته. سواء في الأكل أو الشرب أو حتي في غير ذلك من الاستعمالات. وهذا التحريم ثابت بقول الله تعالي في كتابه الكريم: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ.. وهذا الحكم يشمل أيضًا ما يُستخلص من الخنزير ويُستخدم في الصناعات الطبية أو الدوائية.
لكن في الوقت نفسه الشرع الحنيف راعي أحوال الناس وظروفهم. فأقر قاعدة عامة وهي أن الضرورة تبيح المحظور.

وبناءً علي ذلك. إذا قرر الطبيب المختص والمسؤول عن الحالة المرضية أنه لا يوجد أي بديل علاجي آخر غير الأنسولين المشتق من الخنزير. وأن حياة المريض تتوقف عليه. فيجوز عندئذي اللجوء إلي هذا العلاج للضرورة القصوي فقط. بشرط أن يكون القرار صادرًا عن طبيب ثقة ومتخصص. لا بناءً علي اجتهادات شخصية أو نصائح غير موثوقة.

* هل إذا ارتديت النقاب من وراء أهلي لأنهم لا يوافقون علي ارتدائي له يعتبر عقوق والدين؟

** مثل هذه المسائل لا ينبغي أن تُحدث خلافات داخل الأسرة. خاصة أن كثيرًا من الفقهاء يرون أن النقاب ليس فرضًا علي المرأة. بل من الأمور الزائدة عن الواجب. وبالتالي فتركه لا إثم فيه عند جمهور العلماء.

وارتداء النقاب من وراء الأهل سيؤدي في النهاية إلي كشف الأمر وحدوث مشكلات غير لازمة.

وإذا كانت الفتاة تعيش مع والديها ولم تتزوج بعد. فعليها أن تطيع والديها في هذه المسألة. لأن برّ الوالدين وطاعتهما واجب. وما هو واجب مقدم علي ما هو مختلف فيه.. فالعقوق يشمل كل قول أو فعل يؤذي الوالدين أو يسبب لهما الضيق. حتي لو لم يقتنع الابن أو الابنة تمام الاقتناع برأيهما.

وليس كل ما يتمناه الإنسان يدركه. وليس كل مباح يجب فعله. فهناك كثير من المباحات التي قد يتركها الإنسان لمراعاة مصلحة أعظم مثل برّ الوالدين وصلة الرحم.

ومخالفة الوالدين لا تجوز إلا إذا أمرا بمعصية صريحة. أما إذا كان رفضهما بدافع الحرص والخوف علي الابنة. فيجب طاعتهما وعدم التصرف بما يثير الخلاف داخل الأسرة. وكما تفعلون مع والديكم يُفعل معكم. فبرّ الوالدين أمر واجب يفتح أبواب الخير والبركة في الحياة.

* هل الحب حرام؟ ولو أنني أتحدث مع شخص لحين التقدم لخطبتي هل يعد ذلك حراما؟

** الحب حالة شعورية لا يملكها الإنسان. وبالتالي لا يُحاسب عليها. وقد ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم حين كان يقسم بين زوجاته ويقول: اللهم إن هذا قسمي فيما أملك. فلا تلمني فيما تملك ولا أملك. في إشارة إلي الميل القلبي الذي لا يملكه الإنسان.. والميل القلبي ليس محل تكليف شرعي. فلا يقال إنه حلال أو حرام.. وما يُحاسَب عليه الإنسان هو ما يترتب علي هذا الميل من أقوال وأفعال. فالتصرفات هي التي تدخل في دائرة الحلال والحرام.. فالإنسان يُحاسَب علي أقواله وأفعاله وليس علي ما يجول في قلبه أو نفسه. لقول النبي صلي الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدَّثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل به.

والتواصل بين شاب وفتاة دون ارتباط رسمي كالخطوبة أو الزواج لا يصح شرعًا. بينما نموذج النبي صلي الله عليه وسلم كان داخل إطار الزواج الشرعي.

وأنصح بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وعدم الاستسلام للأفكار والتخيلات السلبية. لأن استمرارها قد يدفع الإنسان لاحقًا إلي أفعال أو أقوال يُحاسب عليها.

* أحفظ القرآن الكريم في المسجد. وأثناء العذر الشرعي أمسك التليفون في إيدي وأحفظ. فهل هذا حرام؟

** جمهور الفقهاء يقررون أن المرأة في فترة العذر الشهري لا تقرأ القرآن بقصد التعبد. لكن إذا كانت حافظة أو معلمة أو متعلمة وتخشي نسيانه. جاز لها القراءة للحاجة. خاصة من مصحف إلكتروني أو عبر الهاتف. لتفادي مس المصحف الورقي قدر الإمكان.

ومسألة دخول المسجد واللبث فيه حال الحيض غير جائزة إلا للعبور. لقوله تعالي: ولا جنبا إلا عابري سبيل حتي تغتسلوا. وحكم الحائض كحكم الجنب في هذا الباب.

وما تفعله السائلة من حفظ القرآن في فترة العذر من غير ضرورة تعبّد محض.

* ماپحكم توزيع إيجار شقة موروثة تركها والدي  رحمه الله  لأبنائه الأربعة "ولدين وبنتين". وهل يحق للبنات نصيب في هذا الإيجار أم يقتصر علي الذكور فقط؟

** هذه الشقة إذا كانت ملكًا للأب المتوفي وكان قد أجّرها لشخص آخر. فإن العائد المادي منها يدخل ضمن التركة التي تُقسّم علي الورثة وفقًا للأنصبة الشرعية.

وهذا الإيجار يوزع وفق قواعد الميراث الشرعي. بحيث يحصل الذكر علي مثل حظ الأنثيين. وإذا كانت هناك زوجة للمتوفي فلها نصيبها المحدد "الثمن إن كان للمتوفي فرع وارث".

وفي حال كان الأب قد أوصي في حياته بتقسيم محدد للشقق بين الأبناء. وكانت الوصية في حدود الثلث وأقرّها جميع الورثة. وجب الالتزام بها لأنها تقطع النزاع وتمنع الخلاف. أما إن كانت وصية شفوية ولم يقرّها الورثة. فلا تُنفذ شرعًا.

والشقة المؤجرة يمكن أن تظل ملكًا مشاعًا لجميع الورثة إلي حين انتهاء عقد الإيجار. ويُقسم عائدها بينهم بحسب أنصبتهم الشرعية. أو يمكن أن يتفق الورثة علي ضمّها إلي نصيب أحدهم في الميراث مقابل تسوية عادلة لبقية الورثة فيما يُعرف بعقد القسمة.

والمعيار الشرعي في توزيع الإيجار هو الميراث الشرعي. وليس المساواة المطلقة بين الذكور والإناث. فالإيجار يتبع ملكية الشقة. وملكية الشقة تُقسم بالميراث. فيكون نصيب الذكر ضعف نصيب الأنثي وفقًا لقاعدة "للذكر مثل حظ الأنثيين".

* ماپمعني صلاة قيام الليل وما عدد ركعاتها ووقتها؟

** قيام الليل يشمل أي صلاة يؤديها المسلم بعد صلاة العشاء وحتي أذان الفجر. سواء كانت ركعة واحدة مثل صلاة الوتر أو أكثر. فهذا الوقت كله وقت قيام ليل.

وقيام الليل ليس له حد معين في عدد الركعات. فقد يصليه المسلم ركعتين أو أربع أو ثماني ركعات أو أكثر إلي ما شاء الله. لحديث السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلي الله عليه وسلم كان لا يزيد علي إحدي عشرة ركعة.