عمري 50 سنة كانت حياتي سلسلة من الكفاح والتضحيات كنت أضع نفسي دائما في اخر القائمة وكثيرا ما كنت أخرجها من قائمة حسابي وافضل الآخرين عليها بحجة الايثار تارة والإحسان تارة أخرى او تحت شعار المسؤولية لانني أرملة وام لولدين تحملت نفقاتهما وتربيتهما وحدي بعد أن رحل والدهما وهما دون سن الدراسة ولم يترك لنا ميراثا أو معاشا.
اصبحت التضحية في دمي ليس فقط لولدي ولكن لاهلي واصحابي وبدأ الآخرون يرونها حق مكتسب لهم حتي بدات اشعر بانني في حالة استنزاف مستمر وبدأت استشير طبيب متخصص لفت نظري لانني في هذا الجانب من حياتي من الذين ضل سعيهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا لان اول ما سبحاسبنا الله عليه هو الاحسان لأنفسنا اولا وإشباع حاجتها المعنوية والمادية حتي نعطي من وسع وليس بضغط واجبار وان هناك فرقا كبيرا بين الايثار عن قناعة وحب ووعي وبين التضحية كأنه فرضةواجب يراه البعض بمرور الوقت استحقاقا لهم.
هنا نويت الاحسان والإصلاح لنفسه وإذا بي أخوض معركه شرسة مع كل المتطفلين في حياتي فانفضت الدنيا حولي ولم يتبق سوي المخلصين وولدي اللذين غيرت معاملتي لهما تماما بفتح مجالات عديدة لهما لتحمل المسؤولية وبالصبر والمثابرة بعد عام واحد فقط تبدلت أحوالي وتحسنت صحتي النفسية والجسدية وبدأت اجد وقتا لنفسي لممارسة الرياضة وتعلم الجديد و تحول ولدي من الاعتمادية الي النضج وتعافيت من كل العلاقات السامة التي كانت تستغلني فأردت أن أنقل لكم تجربتي وما تعلمته من محنتي لتتعلموا الدرس بسلام وبلا تجارب مؤلمة.
اترك تعليق