هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

تحذيرات دولية من التراجع عن الرضاعة الطبيعية

في إطار رؤية مصر 2030 واستراتيجيات الأمن الغذائي والصحة العامة، تعمل الحكومة المصرية بالتعاون مع منظمات دولية مثل اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية على تعزيز الوعي بأهمية الرضاعة الطبيعية، بعد أن كشفت تقارير حديثة عن انخفاض مقلق في معدلات الرضاعة الطبيعية المبكرة، خاصة في ظل تزايد الاعتماد على الحليب الصناعي دون أسباب طبية. 


وأشارت الدراسات إلى أن حرمان الأطفال من الرضاعة الطبيعية خلال الساعة الأولى بعد الولادة يرتبط بمضاعفات صحية خطيرة، من ضعف المناعة إلى زيادة خطر الوفاة، في حين تعزز الرضاعة الطبيعية نمو الدماغ وتقي الأمهات من أمراض مزمنة مثل السرطان وأمراض القلب.

وكشف تقرير جديد صادر عن اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية أن ما يقرب من 78 مليون رضيع –أو 3 من كل 5 أطفال– لا يحصلون على الرضاعة الطبيعية خلال الساعة الأولى من ولادتهم، ما يجعلهم أكثر عرضة لخطر الوفاة والمرض، ويقلل احتمالات استمراراهم في الحصول على الرضاعة الطبيعية. ويولد معظم هؤلاء الأطفال الرضع في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

وفي هذا السياق، تواصلت RT مع الطبيبة الروسية داريا دورونينا طبيبة الأطفال والمتخصصة في الرضاعة والتغذية وأمراض الجهاز الهضمي التي أكدت أن عددا كبيرا من الأمهات يلجأن للبن الصناعي بدلا من اللبن الطبيعي وهذا يتسبب في انقطاع هذا اللبن الذي يتم خلقه خصيصا لكل طفل في ثدي الأم بشكل طبيعي مما يجعل الطفل غير قادر على الحصول على المعادن المطلوبة لحمايته من الأمراض.

ونوهت بأن الرضاعة الطبيعية تحفز نمو الطفل وتعزز مناعته، وتقيه من الأمراض وتمده بكافة العناصر التي يحتاجها في الأشهر الأولى من عمره.

وأوضحت أن الرضاعة الطبيعية تساعد على تحسين أداء الجهاز الهضمي للطفل الرضيع، لأن حليب الأم يحتوى على الأنسولين والكورتيزول، بالإضافة إلى الأحماض الأمينية، والتي لها دور كبير في تطور الجهاز الهضمي للطفل، مما يحد من الإصابة بالالتهابات المختلفة بالجهاز الهضمي، والتقليل من حالات الإمساك والإسهال والاضطرابات المختلفة التي يواجهها الطفل أثناء مرحلة نموه.

وأضافت أن الرضاعة الطبيعية تساعد على الوقاية من الأمراض المزمنة، وأمراض القلب والسكري في مرحلة الطفولة وباقي مراحل العمر إلى جانب الحماية من الأمراض المناعية مثل أمراض الحساسية المختلفة ومرض الربو و لها دور كبير في تطور دماغ الطفل، وزيادة نسبة الذكاء مقارنة بالرضاعة الصناعية، وتطور الأجهزة السمعية والبصرية.

ونوهت بأن الرضاعة الطبيعية هامة للأم أيضا لأن الرضاعة الطبيعية تساعد على إفراز هرمون الأوكسيتوسين، والذي يعيد الرحم إلى وضعه الطبيعي ويسهم في الوقاية من الإصابة بمرض سرطان الرحم والمبيض والثدي.

كما أكدت أنها تساعد أيضاً على التقليل من حالات الاكتئاب والتوتر والقلق التي تمر بها الأم بعد مرحلة الحمل ومروراً بمرحلة الرضاعة، إلى جانب المساعدة على التقليل من الوزن الزائد الذي اكتستبته المرأة أثناء فترة الحمل، بالإضافة إلي أنها تساعد على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري وهشاشة العظام.

يذكؤ أن حديثي الولادة الذين يحصلون على الرضاعة الطبيعية في الساعة الأولى من الحياة تزيد فرصتهم في البقاء على قيد الحياة بشكل ملحوظ. فتأخير الرضاعة لساعات قلائل بعد الولادة يمكن أن يؤدي إلى عواقب مهددة للحياة. وتحفز الملامسة الجسدية المباشرة بين الطفل وأمه إلى جانب إرضاعه من الثدي على إدرار لبن الأم، بما في ذلك لبن اللِّبَأ، الذي يُطلق عليه أيضاً "أول لقاح" للطفل، وهو غني إلى أبعد حد بالمغذيات والأجسام المضادة.

ووفقا لمنظمة اليونيسف بالرغم من الأهمية التي يكتسيها البدء المبكر في الرضاعة الطبيعية، فإن عدداً كبيراً جداً من الأطفال حديثي الولادة يُتركون للانتظار فترات طويلة للغاية لأسباب متفرقة، منها:

تغذية الأطفال حديثي الولادة بالطعام أو الشراب، بما في ذلك حليب الأطفال: بسبب الممارسات الشائعة، مثل التخلص من لبن اللّبأ، أو تغذية الرضيع بالعسل من جانب شخص أكبر سناً، أو إعطاء المهنيّين الصحيين سائلاً معيناً للرضيع، كالماء الـمُحلى بالسكر أو حليب الأطفال، وتأخير أول ملامسة جسدية مباشرة بين الوليد وأمه.

ارتفاع معدلات العمليات القيصرية الاختيارية: في مصر، زادت معدلات العمليات القيصرية إلى أكثر من ضعف ما كانت عليه بين عامي 2005 و2014، حيث ارتفعت النسبة من 20% إلى 52%. وخلال نفس الفترة، انخفضت معدلات البدء المبكر في الرضاعة الطبيعية من 40% إلى 27%. 
وتلاحظ دراسةٌ أُجريت عبر 51 بلداً أن معدلات البدء المبكر للرضاعة الطبيعية تقلّ على نحو ملحوظ في صفوف الأطفال حديثي الولادة الذين تمت ولادتهم باستخدام العملية القيصرية. ففي مصر، لم يحصل على الرضاعة الطبيعية في الساعة الأولى بعد الولادة سوى 19% من الأطفال الذين وُلدوا بعمليات قيصرية، مقارنة بنسبة 39% من الأطفال حديثي الولادة الذين وُلدوا بصورة طبيعية.

الفجوات المتعلقة بجودة الرعاية المُـقدمة للأمهات والأطفال حديثي الولادة: يبدو أن توافر أخصائي توليد ماهر لا يؤثر على معدلات الرضاعة الطبيعية المبكرة، وفقاً لما أورده التقرير. فقد زادت نسبة الولادات داخل مؤسسات صحية عبر 58 بلداً بين عاميْ 2005 و2017 بمقدار 18%، بينما ارتفعت معدلات البدء المبكر في الرضاعة الطبيعية بمقدار 6%. وفي كثير من الحالات، يتم فصل الأطفال عن أمهاتهم مباشرة عقب الولادة، كما يتسم التوجيه من جانب العاملين الصحيين بعدم الكفاية.

ويحث التقرير الحكومات والجهات المانحة وسائر صانعي القرار على اتخاذ تدابير قانونية قوية للحد من تسويق حليب الأطفال وسائر بدائل لبن الأم.

نقلا عن روسيا اليوم




تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق