هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

منذ أكثر من 20 عامًا

دواء لتساقط الشعر يخفي وراءه مخاطر نفسية وانتحارية

كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة علم النفس السريري عن أدلة مقلقة تربط بين استخدام دواء "فيناسترايد"، المعروف لعلاج تساقط الشعر، واضطرابات نفسية خطيرة تشمل الاكتئاب والأفكار الانتحارية. رغم أن التحذيرات الأولى ظهرت منذ أكثر من عقدين، إلا أن المجتمع الطبي والهيئات التنظيمية – بما في ذلك إدارة الغذاء والدواء الأمريكية – لم تتخذ إجراءات كافية لحماية المستخدمين. 


وتسلط الدراسة الضوء على فشل منهجي في تقييم سلامة الدواء، وصمت مؤسسي دفع ثمنه مئات الآلاف من المرضى حول العالم، وتدعو إلى إعادة النظر بشكل جذري في كيفية ترخيص وتسويق الأدوية التجميلية التي قد تحمل آثارًا جانبية مدمرة.

وأشار البروفيسور ماير بريزيس، أستاذ الطب والصحة العامة المتقاعد في الجامعة العبرية بالقدس، إلى أن هناك فشلا منهجيا في مراقبة سلامة الدواء، حيث تم تجاهل بيانات واضحة ومؤثرة على مدار سنوات.

وحللت الدراسة بيانات ثماني دراسات أجريت بين عامي 2017 و2023، شملت تقارير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وسجلات صحية وطنية في السويد وكندا وإسرائيل. وأظهرت النتائج نمطا ثابتا: مستخدمو "فيناسترايد" أكثر عرضة للإصابة باضطرابات مزاجية وأفكار انتحارية مقارنة بغير المستخدمين.

وقال بريزيس: "لم تعد هذه مجرد ملاحظات عشوائية، بل أنماط ثابتة ظهرت في مختلف المجتمعات، وعواقبها كانت كارثية".

وأشارت التقديرات إلى أن مئات الآلاف ربما عانوا من الاكتئاب بسبب الدواء، وأن مئات وربما آلاف الأشخاص قد فقدوا حياتهم نتيجة الانتحار.

تجاهل التحذيرات وتأخير الاستجابة

رغم أن إدارة الغذاء والدواء اعترفت عام 2011 بالاكتئاب كأثر جانبي محتمل وأضافت خطر الانتحار عام 2022، فإن تحذيرات الباحثين تعود إلى عام 2002. ووثائق داخلية تعود لعام 2010 أظهرت تقديرات لعدد المستخدمين المتضررين، لكنها حُذفت وصُنفت "سرية".

وفي عام 2011، سجلت الإدارة 18 حالة انتحار فقط مرتبطة بـ"فيناسترايد"، في حين تشير التقديرات إلى أن العدد كان يجب أن يصل إلى الآلاف. ويوضح بريزيس: "كان هذا فشلا منهجيا وليس مجرد تقصير في الإبلاغ".

دواء تجميلي بمخاطر صحية جسيمة

يعمل "فيناسترايد" على منع تحويل هرمون التستوستيرون إلى ثنائي هيدروتستوستيرون (DHT)، ولكنه يؤثر أيضا على هرمونات عصبية، مثل ألوبريجنانولون، المرتبطة بتنظيم الحالة المزاجية في الدماغ. وأظهرت الدراسات على الحيوانات تأثيرات طويلة المدى على الالتهابات العصبية وتغيرات في بنية الحصين.

ويعاني بعض المرضى من أعراض مستمرة حتى بعد التوقف عن العلاج، وهو ما يُعرف بـ"متلازمة ما بعد فيناسترايد"، وتشمل الأرق ونوبات الهلع وضعف الإدراك وأفكار انتحارية تستمر لشهور أو سنوات.

ثغرات تنظيمية وصمت الشركات

ينتقد التقرير إدارة الغذاء والدواء وشركة "ميرك" المصنعة للدواء، موضحا أنهما لم تتخذا إجراءات كافية رغم توفر بيانات كافية وسجلات ملايين المرضى.

وقال بريزيس: "كان هناك صمت متعمد، مدفوعا بضغوط السوق والمسؤولية القانونية".

ورغم تأكيد الشركة على أن سلامة الأدوية أولوية، لم تُجر أي من الدراسات التي أشار إليها بريزيس. كما استغرقت إدارة الغذاء والدواء خمس سنوات للرد على طلب إضافة تحذير على الملصق، ليقتصر القرار على إدراج خطر الأفكار الانتحارية وليس تحذيرا رسميا.

ويدعو بريزيس إلى تغييرات عاجلة تشمل:

- تعليق تسويق "فيناسترايد" لأغراض تجميلية حتى إثبات سلامته.

- إجراء دراسات إلزامية بعد التسويق وتطبيق صارم لنتائجها.

- تسجيل تاريخ استخدام الدواء في تحقيقات حالات الانتحار.

وتهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على قصص مأساوية، مثل حالة رجل كان يتمتع بصحة جيدة قبل استخدام "فيناسترايد" "لمجرد" تحسين مظهر شعره، فأصيب باضطرابات نفسية حادة بعد أيام قليلة، ولم يتعاف، وانتحر بعد عدة أشهر.

نقلا عن روسيا اليوم




تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق