أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم الخميس، أن جميع النشطاء الذين كانوا على متن سفن "أسطول الصمود العالمي" المتجهة إلى قطاع غزة سيتم ترحيلهم إلى أوروبا، بعد أن تم اعتراضهم من قبل قوات البحرية الإسرائيلية في المياه الدولية أو القريبة من المياه الإقليمية.
وذكر بيان الخارجية الإسرائيلية على منصة "إكس": "ركاب الصمود على يخوتهم وهم في طريقهم بأمان وسلام إلى إسرائيل حيث ستبدأ إجراءات ترحيلهم إلى أوروبا. الركاب بخير وبصحة جيدة"، وذلك بعدما اعترضت البحرية الإسرائيلية عددًا من سفن أسطول المساعدات المتجه إلى غزة.
وفي وقت سابق، هاجمت البحرية الإسرائيلية، اليوم الخميس، أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة في المياه الدولية، وأمرت الأسطول بالتوجه إلى ميناء أسدود، كما اعتقلت عشرات النشطاء الموجودين على متنه.
وكشفت مراسلة "القاهرة الإخبارية" من القدس المحتلة، دانا أبو شمسية، عن تفاصيل الإجراءات العدائية التي باشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد "أسطول الصمود"، مؤكدة أن البحرية الإسرائيلية فرضت سياسة الأمر الواقع في عرض البحر.
تشويش على السفن
وأوضحت أن السفن الحربية الإسرائيلية بدأت في تنفيذ إجراءات التشويش والاعتراض على الأسطول في ساعات مبكرة من فجر يوم الأربعاء، قبل وصوله إلى المياه الإقليمية لقطاع غزة.
وأشارت المراسلة إلى أن الخارجية الإسرائيلية أصدرت بيانًا رسميًا وصفت فيه الأسطول بـ"أسطول حماس"، في محاولة مكشوفة لنزع الشرعية عن هذا التحرك البحري الإنساني عبر ربطه بالحركة الفلسطينية. ويُفهم من لهجة البيان أن إسرائيل تربط الأسطول بمحاولات دعم حماس، وهو ما نفاه منظمو الرحلة مرارًا، مؤكدين أن مهمتهم إنسانية بحتة وتهدف إلى كسر الحصار المفروض على غزة.
"أسطول الصمود العالمي" هو مبادرة دولية انطلقت من أوروبا بهدف إيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر منذ سنوات، بمشاركة عشرات النشطاء والمتضامنين من مختلف الجنسيات، بينهم أطباء ومحامون وصحفيون، وبعضهم من شخصيات سياسية وبرلمانية سابقة.
وأبحرت نحو 40 سفينة من موانئ إسبانيا وإيطاليا واليونان وتونس، بعد أن أكد خبراء من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي "IPC"، المدعوم من الأمم المتحدة، وجود مجاعة في مدينة غزة، وحذروا من إمكانية انتشارها إلى وسط وجنوب القطاع خلال أسابيع في 22 أغسطس الماضي.
ويُعد هذا الأسطول الثامن والثلاثين الذي يبحر باتجاه غزة في محاولة لكسر الحصار البحري، وهو حصار يعود إلى ما قبل الحرب الحالية، كما أنه يُعد أكبر محاولة حتى الآن ضمن الجهود التي بدأت عام 2008 للوصول إلى غزة بحرًا.
ويعتبر الأسطول ثمرة تعاون بين جهات مختلفة، من بينها ائتلاف أسطول الحرية، الذي كان يُعرف سابقًا باسم حركة غزة الحرة، وأسطول الصمود المغاربي، وهو قافلة شعبية من بلدان شمال إفريقيا، و"صمود نوسانتارا" الذي تنظمه ماليزيا وتسع دول أخرى.
اترك تعليق