هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

فى حب مصر

رئيس التحرير يكتب: وتحقق وعد الرئيس .. (مصر بقت قد الدنيا)

فرضت إرادتها على العالم ونالت الشكر والتقدير من كل الدول وفى مقدمتها أمريكا

توجيه الرئيس ترامب الشكر للرئيس السيسى نجاح كبير للسياسة المصرية.. واعتراف بدور مصر المهم فى الوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية

من كان يصدق هذا التغيير المفاجئ فى الموقف الأمريكى والإسرائيلى؟

بعد أن كنا نتكلم عن اقتراب المواجهة العسكرية مع حكومة الاحتلال بسبب ترحيل أهل غزة باتجاه معبر رفح ..الآن تتحدث الخطة الأمريكية عن وقف إطلاق النار ومنع التهجير وتبادل الأسرى والمعتقلين وإنفاذ المساعدات وانسحاب قوات الاحتلال وبدء إعادة الإعمار وإقامة الدولة الفلسطينية.. وهى محددات الموقف المصرى منذ البداية 

مع أول أيام أكتوبر شهر الانتصارات نقولها بكل قوة: 
مصر انتصرت باكتساح فى حربها الدبلوماسية على حكومة الاحتلال  

بقلم/ أحمد سليمان
[email protected]

يوم 28 أبريل عام 2013 وخلال الحفل الذى أقيم بمسرح الجلاء للقوات المسلحة بمناسبة ذكرى تحرير سيناء قال الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والانتاج الحربى: (إن الجيش المصرى جيش وطنى وشريف وصلب، وصلابته نابعة من شرفه، المصريين لما أرادوا التغيير غيروا الدنيا كلها.. الجيش المصرى حماكم 18 شهر، كان كل يوم يوجد 150 ألف جندى فى الشارع، كنا بنناضل علشان ما يتئذيش أى مصرى، علشان مصر تفضلمصر، وهتفضل مصر، طوال هذه المدة إيد الجيش ما اتمدتش عليكم.. إحنا إيدينا تتقطع قبل ما تمسكم .. بكره تشوفوا مصر، ما تقلقوش ابداً على بلدكم، مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا).


هذه العبارة الشهيرة نفسها (مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا) أعاد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى تذكير المصريين بها بعد أكثر من ثلاث سنوات من أول مرة ذكرها فيها وذلك خلال حديثه الخاص مع الإعلامى أسامه كمال على قناة الحياة فى شهر يونيو 2016 فقال السيد الرئيس: بافكر المصريين بهذه العبارة(مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا)، وخلال الاحتفال بيوم المرأة المصرية عام 2018 أعاد السيد الرئيس تذكيرنا بالعبارة نفسها (مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا).

الآن تحقق وعد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، (وأصبحت مصر أم الدنيا قد الدنيا)، تحقق ذلك ونحن نرى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يوجه الشكر والتقدير للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، واصفاً السيد الرئيس بأنه "شخص رائع" نظراً لدور مصر الكبير في محاولة التوصل لوقف إطلاق نار وإنهاء حرب غزة"، وقال الرئيس ترامب إن خطته بشأن غزة تعنى إنهاءً فورياً للحرب نفسها، وليس فقط الحرب في غزة".

من كان يصدق ما يحدث أمامنا ونراه على شاشات الفضائيات المختلفة؟ من كان يصدق أن يحدث هذا التغيير الجذرى فى الموقف الأمريكى والإسرائيلى؟.. فبعد أن كان الرئيس ترامب يتحدث عن تحويل غزة إلى ريفييرا الشرق الأوسط وتهجير أهلها إلى سيناء والأردن، ثم إعطائه الضوء الأخضر لرئيس وزراء دولة الاحتلال بإفراغ غزة من أهلها وإجبارهم على النزوح إلى جنوب غزة باتجاه معبررفح، رأينا الرئيس ترامب نفسه يطرح خطة لإنهاء الحرب ، ليس ذلك فقط ولكن تتحدث بنود هذه الخطة عن وقف إطلاق النار، ومنع التهجير، وتبادل الأسرى والمعتقلين، وإنفاذ المساعدات، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وعدم ضم الضفة الغربية، وبدء جهود إعادة الإعمار، واتخاذ خطوات تمهد لإقامة الدولة الفلسطينية، كل هذه البنود هىبالضبط محددات الموقف المصرى منذ بداية الأزمة، وهو ما أكد عليه السيد الرئيس امس خلال استقباله بارك بوم كىالمبعوث الخاص لرئيس كوريا الجنوبية، حيث جدد السيد الرئيس التأكيد على ثوابت الموقف المصرى تجاه الحرب فى قطاع غزة، وأكد أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية خطوة لها بالغ الأثر في دعم مسار حل الدولتين، داعيا الدول التى لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية إلى الإسراع فى اتخاذ هذه الخطوة.


إن بنود الخطة الأمريكية تتوافق تماماً مع الموقف المصرى الذى سعت الدبلوماسية المصرية للدفاع عنه أمام العالم كله، وكانت ترفضه الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال، وبدأوا يمارسون الضغوط على مصر والتى وصلت إلى حد التهديدات أحياناًحتىترضخ، وهو ما قوبل برفض شديد وبصدور التحذير المصرى المهم بأن تهجير الفلسطينيين باتجاه معبر رفح يمثل خطاً أحمر يهدد الأمن القومى المصرى وهو ما لن تسمح به مصر.

إصرار مصر على موقفها الذى يراعى مقتضيات القرارات والمواثيق الدولية والقانون الإنسانى جعل دول العالم تعيد التفكير وتغير مواقفها الرافضة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ويتبدل موقفها من دعم حكومة الاحتلال إلى معارضتها وبشدة، خاصة مع الجولات المكوكية التى قام بها الدكتور بدرعبد العاطى وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج للترويج لهذا الموقف وتصحيح الصورة الذهنية السلبية التى روجتها وسائل الإعلام الغربية بالخطأ عن القضية الفلسطينية، وهو الوزير النشط منذ اليوم الأول لتوليه المسؤولية وكثرة المهام التى يقوم بها خاصة فيما يتعلق بملف القضية الفلسطينية، ولعل آخر هذه الرحلات دوره المهم والحيوة فى التواصل مع وفود دول العالم قبيل وأثناء وبعد انعقاد الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.

لقد كانت حرباً دبلوماسية فازت بها مصر باكتساح مع أول أيام شهر أكتوبر، شهر الانتصارات المصرية، فكانت هذه المواقف التاريخية للدول التى أعلنت اعترافها بالدولة الفلسطينية وفى المقدمة منها بريطانيا صاحبة وعد بلفور الذى منح أرضاً لدولة الاحتلال لتكون وطناً قومياً لليهود من كل أنحاء العالم، ومن قبلها توالت الاعترافات بالدولة الفلسطينية من دول أوروبية وأفريقية وأسيوية ومن الأمريكتين أيضاً قبل وخلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ أيام، وتم تتويج هذه الجهود بالخطة الأمريكية التى يتضمن أحد بنودها إقامة دولة فلسطينية، وهو ما لم يكن مطروحاً من الأساس فى عهد الرئيس ترامب الذى منح حكومة الاحتلال 22 مليار دولار فى شكل معونات وأسلحة تساعدها فى القضاء على من تبقى من الفلسطينيين فى غزة.

أيضاً كان من نتيجة نجاح مصر فى حربها الدبلوماسية ضد حكومة الاحتلال أن غادرت الغالبية العظمى من الوفود المشاركة فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك للقاعة الرئيسية أثناء إلقاء رئيس حكومة الاحتلال لكلمته فكانت صفعة كبرى له ولحكومته وجيشه وسياساته المتغطرسة.

هذه هى مصر التى استطاعت تغيير العالم و(بقت قد الدنيا).

لقد فرضت مصر إرادتها على العالم وبادرت الدول المختلفة إلى تبنى الموقف المصرى ليس لشئ إلا لكونة يتسق مع العقل والمنطق والعدل والمواثيق والقرارات الدولية وحقوق الإنسان، فرضت مصر إرادتها على العالم على الرغم من الحملات الشعواء التى كانت ومازالت تشنها بعض وسائل الإعلام العالمية ذات التوجهات التى تميل إلى صف حكومة الاحتلال، وبمساعدة الكتائب الإليكترونية للجماعة الإرهابية التى لا تكف عن بث الشائعات ومحاولة شق الصف المصرى، وهو ما لم ولن يتحقق بإذن الله فى ظل تماسك الجبهة الداخلية والوقوف صفاً واحداً خلف القيادة السياسية ومنح السيد الرئيس تفويضاً مفتوحاً لاتخاذ ما يراه مناسبا من خطوات تحفظ مصر والمصريين ومقدرات هذا الوطن.

الحرب لم تكن دبلوماسية فقط، ولكنها شملت من بين جوانبها الشق العسكرى، ففى عصر القوة الذى نعيشه لم يكن من الممكن أن تقبل حكومة الاحتلال ولا داعموها بعرض خطة والموافقة عليها تتضمن إقامة دولة فلسطينية والرجوع عن تهجير الفلسطينيين لولا وجود جيش مصرى قوى تحرك فور شعوره باقتراب التهديد لأمن مصر القومى وكشر عن انيابه سواء بالتدريبات العسكرية المتتالية أو الدخول فى مناورات عسكرية تتضمن سيناريوهات شبيهة بما يمكن أن يحدث على ارض الواقع بما فيه من تهديدات بالحرب الكيميائية والإليكترونية والبحرية والجوية والدفاع الجوى.

إن امتلاك مصر لأسباب القوة فى عصر لم يعد أحد يعترف فيه بالضعفاء جعلها عندما تتكلم ينصت لها الجميع، وجعلها بتحركاتها المحسوبة المبنية على السياسة النظيفة تنال احترام وتقدير العالم، وفى الوقت نفسه تبث الرهبة والخوف فى أنفس الأعداء الذين تم إجبارهم على قبول الخطة الأمريكية لوقف إطلاق النار، ليس هذا فقط بل ومحاولة إقناع اليمين المتطرف فى حكومة الاحتلال بهذه الخطة الأمريكية.

عندما قال الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والانتاج الحربى (مصر ام الدنيا وهتبقى قد الدنيا) لم نكن نعلم ان السيد الرئيس قد أعد العدة لذلك، وقد جهز برنامج عمل لتصبح هذه العبارة واقعاً نعيشه ويراه العالم أجمع بعد اثنتى عشرة سنة من إطلاقها لأول مرة.

وعندما كان السيد الرئيس يذكرنا من وقت لآخر بهذه العبارة فإنه كان يعلم جيداً أن الأمور تسير فى هذا الاتجاه فعلا، وأن مصر فى طريقها للوصول إلى هدفها المنشود ، واحتلال مكانتها التى تليق بها بين العالمين، فأصبحت قد الدنيا، وحديث كل شعوب الدنيا وتنال شكر وتقدير واحترام كل قادة الدنيا لأنها فعلا أم الدنيا، وخلال شهر من الآن ستتجه انظار الدنيا كلها، وسيلتقى قادة الدنيا كلها على أرض مصر لمشاهدة العظمة المصرية والفخامة المصرية والرقى المصرى والحضارة المصرية فى افتتاح المتحف المصرى الكبير أول نوفمبر المقبل.

يحق لكل مصرى أن يفخر ولكل مصرية أن تفخر بما وصلت إليه بلدهم من مكانة ومنزلة على مستوى العالم، ومن المؤكد أن هناك من الخطط والبرامج لدى الرئيس السيسى ما يجعل مصر تتقدم الصفوف لتصبح من الدول الكبرى فى كل المجالات بعد أن حجزت لنفسها ترتيبات متقدمة فى تصنيف جيوش العالم وتسير بخطى ثابتة نحو تحقيق انطلاقة اقتصادية، وزيادة تماسك المصريين ووعيهم بحقيقة ما يدار من حولهم واستعدادهم لتحمل الصعاب مهما كانت (لتستمر مصر أم الدنيا قد الدنيا).





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق