هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الدروس الأوليَّة في الأخلاق المرْضيَّة..

وصفة عِلميَّة لبناء شخص سوي ومجتمع متكامل

يجمع هذا الكتاب  -الذي ألَّفه العلَّامة محمد شاكر، وكيل الأزهر الأسبق- مِنَ الأخلاق ما لا ينبغي لأحد الجهل بها، ولطلبة العلم خاصَّة، لأنَّ طالب العِلم في مقام القدوة؛ فلذا عليه أن يتحلَّى بكلِّ محمود مِنَ الأخلاق والشِّيم؛ لأنَّ العِلم شرفٌ، ولا ينبغي أن يتحمَّله إلا ذو نفْس شريفة.


قدَّم للكتاب واعتنى به الدكتور محمد أحمد معبد، وقال في وصفه: هو كتاب  به من النَّصائح الثمينة التي تُنير للمرء طريقَه في دِينه ودنياه إنْ وضعه نصب عينيه، واحتذاها في حياته، ويشعر قارئها بصدق نصيحة المؤلِّف، وإخلاصه فيها، وكأنه أب له يبتغي علو شأنه، والسعادة له في حياته؛ إذ إنه يبدأ أغلب نصائحه بكلمة: «يا بني».

ضمَّن الكاتب كتابه عشرين درسًا، راجيًا أن ينتفع بكتابه خَلْق كثير، وكان الدرس الأول بعنوان: (نصيحة الأستاذ لتلميذه)، عبارات وجيزة تحوى عظيم المعاني؛ تهيِّئ القارئ لقبول ما بعدها من نصائح، ثمَّ تابع الكاتب في إلقاء النَّصائح بأسلوب يجمع ما بين الترغيب والترهيب، كلامه باللين غالبًا، وفي بعض النَّصائح تجد الشِّدة في التوجيه؛ لشدَّة حِرصه على أن يستوعب القارئ نصائحه؛ حتى يكون أقرب إلى الكمال خُلُقًا.

وجاء الدرس الثاني في الوصية بتقوى الله، التي لا تقتصر على العبادات؛ بل تشمل سائر الأخلاق الحميدة، وتابع الكاتب في دروسه التي تُعدُّ بمنزلة حِصنٍ واقٍ لطلبة العِلم من شرور الخلق؛ منها: ما هو موجَّه لمراعاة حقوق الله -عزَّ وجلَّ- ونبيِّه المصطفى ﷺ، وحقوق الوالدين، وحقوق الإخوان، وآداب طلب العِلم، وآداب المطالعة والمذاكرة، التي قال فيها: «يا بني، إياك أن تكون مذاكِّراتك عبارة عن حِفظ ألفاظ لا تعقل معناها، ولكن اجعل همَّتك موجَّهة إلى تعقُّل المعاني وتثبيتها في ذهنك؛ فالعلم هو ما تفهمه لا ما تحفظه».

 كما تعرَّض لآداب الرياضة والمشي في الطُّرقات، التي قد تغيب على كثير منَّا، وكذلك آداب الطعام والشراب، وأدب المجالس، وأدب الحديث، وأدب العبادة والمساجد، وعرَّج على أهم الفضائل التي ينبغي لطالب العلم ألَّا يجانبها؛ كفضيلة الصِّدق والأمانة والعفَّة والمروءة والشهامة وعزَّة النَّفْس، وكذلك نهى عن الصفات المذمومة التي لا تليق بطالب العِلم؛ كالغيبة والنميمة والحقد والحسد والكِبر والغرور، ولم يخلُ الكتاب عمَّا يجب أن يكون عليه طالب العِلم مع ربِّه؛ مِنَ الخوف والرَّجاء والصَّبر والشُّكر والتَّوبة، كما أرشد إلى أهميَّة العمل والكسب مع التوكُّل والزُّهد، وجاء تعبيره بفضيلة العمل، رافعًا بقيمة العمل في قلب المتلقِّي، كما حضَّ على أهميَّة إخلاص النيَّة لله -تعالى- في جميع الأعمال، وجاءت خاتمة الوصايا في ضرورة مدارسة القرآن الكريم، وأهميَّة الجمع بين حِفظه وفَهْم معانيه مع تدبُّرها.

والكتاب مع عدد ورقاته المعدودة، التي قد لا تستغرق نصف ساعة في قراءتها؛ تخرج منه بقِيَم عِلميَّة وخُلُقيَّة رائعة تزيد مِنْ قيمة طالب العِلم وترفع من شأنه.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق