هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

ليلة وداع الأبطال

حكايات وأعمار وأقدار.. فى حريق مصنع "البشبيشي" المنهار

طالب البحرية وبطل التايكوندو ورجل الحماية المدنية..
دفعوا حياتهم ثمناً الشهامه

مصرع 14 واصابة 35 آخرين..
والتعويضات وصلت إلى 400 الف جنيه

فى فجر يوم الجمعه الماضى استيقظ اهالى وسكان مدينة المحلة الكبرى بصفه عامه واهالى وسكان منطقة سيدى اليماتى والمنطقة الصناعية على حادث كارثى عندما اندلع حريق داخل مبنى مكون من ست طوابق يضم مخازن للوبريات ومصبغه ومصنع للزوى حيث اندلع حريق فجأة داخل المبنى فجرا نتيجة حدوث ماس كهربائى فى لوحة مفاتيح الكهرباء سرعان ما اشتعلت النيران وامتدت لجميع طوابق المصنع.


كالعادة تمت الاستغاثة اهالى المنطقه الذين هرعوا إلى مكان المبنى لمحاولة اخماد الحريق كما هرعت عدد من سيارات الحماية المدنية والحريق وبدا رجال قوات الحماية المدنية فى التعامل مع الحريق ومحاولة اخماد النيران وقد زاد التجمع من اهالى المنطقة للمشاركه فى السيطرة على الحريق دون أن يخطر فى بال احد انه يوجد داخل المبنى غلاية ضخمه خاصة بالمصبغه يمكن أن تنفجر وتحدث كارثه ولكن الجميع كان مشغولا باطفاء الحريق والسيطرة عليه حتى لابمتد إلى الأماكن المجاورة

حدث الانفجار المتوقع
وكما كان متوقعا انفجرت الغلاية فجأه لتحدث انهيار فى المبنى كان السبب الرئيسى فى ارتفاع عدد الضحايا اللى تجمعوا حول المبنى لمحاولة إطفاء الحريق.

الحادث كشف أوجه القصور
وقد كشف الحادث عن أوجه القصور فى اجراءات الأمن الصناعى الذى يوفر الأمن والسلامه للعاملين بهذه المصانع التى تأكد بما لايدع مجالا للشك انها تعمل بطريقة واسلوب عشوائى فى توفير الأمن والسلامه والحماية للعاملين بها وهو ماحدث فى المصنع المنهار الذى لم تتواجد به اى إجراءات للأمن والسلامه للتعامل مع مثل هذه الحوادث الطارئه وخاصة اشتعال الحرائق وهى أمور متوقعه.

قصص وحكايات مأساوية وقدرية للضحايا
وقد خرج من رحم الحادث المشئوم قصصا وحكايات ماساويه وقدرية عديده اثارت الأسى والشجون لمجموعة من الشباب راحت ضحية الحادث الماساوى.

طالب الأكاديمية البحرية
احمد محمد زغلول هو طالب بالأكاديمية البحرية ساقته اقداره للنزول اجازة قصيرة يقضيها مع أسرته واصدقاؤه بمسقط راسه بالمحلة الكبرى ولكن كان القدر فى انتظاره عندما علم بأن هناك حريق اندلع بأحد المصانع الكائنة بالمنطقة التى يقطن بها مع أسرته وبشهامة الرجال وأولاد البلد الجدعان سارع إلى مكان الحريق ليشارك اهل المنطقه فى اخماد الحريق ولم يهب من النيران المشتعلة والادخنة الكثيفة المتصاعدة التى تعرض بسببها إلى حالة اختناق ليسقط وسط النيران ويلقى حتفه بعد أن دفع حياته ثمنا لشهامته ورجولته لتكون الاجازه الاخيره له من دراسته بالأكاديمية البحرية ليترك جرحا غائرا فى قلوب أسرته واصدقاؤه وكل من يعرفه حيث اشاد الجميع بأخلاقه ورجولته وهو ماوضح أثناء تشييع جنازته.

بطل التايكوندو ضحيه
ثم تأتى الضحيه الثانية وهو محمد مدحت شاب فى عمر الزهور كله نشاط وحبويه عمره ١٨ ربيعا فقط وبطل الجمهوريه فى رياضة التايكوندو ابى ان يرى مشهد الحريق ولم يشارك فى اخماده وأداء الواجب مع أهل المنطقه وأثناء مشاركته فى إطفاء الحريق انفجرت الغلاية وانهار المبنى ليلقى مصرعه تحت الانقاض حيث تم انتشاله من تحت الانقاض فى مشهد ماساوى يدمى القلوب بعد أن أصيبت أسرته بحالة من الصدمه والذهول وهى لاتصدق انها فقدت ابنها فى لحظات حيث تم تشييع جنازته فى موكب مهيب

الحاج حسن الصديق الوفى
كما كشف الحادث الماساوى عن معدن الرجال واصول الصداقه الحقيقية التى كان بطلها احد ضحايا الحادث وهو الحاج حسن محمد الصعيدى ٦٥ عاما الصديق المقرب لصاحب المصنع المنكوب  الحاج مجدى البشبيشى حيث سارع فور علمه باندلاع حريق فى مصنع صديقه بركوب سيارته النصف نقل بعد أن قام بتحميلها بعدد من طفايات الحريق وتوجه مسرعا إلى مصنع صديقه الانتيم حيث لم يتحمل مشهد النيران وهى تدمر مصنع صديقه وأثناء محاولته المشاركة فى اخماد الحريق سقط مغشيا عليه ليتبين لاحقا انه قد فارق الحياة حزنا وكمدا على مصنع صديقه الانتيم.

اخر الضحايا بين الانقاض
ثم بجئ اخر الضحايا الذى تم استخراج جثته من بين الانقاض بعد أكثر من ١٥ ساعة من وقوع الحادث وهو الدسوقى البيومى سليمان صاحب مصنع الزوى بالطابق السادس والأخير للمبنى المنهار حيث انهار عليه المبنى وبعد جهود مكثفة من رجال قوات الحماية تم استخراج جثته ليكون الضحيه رقم ١٣ فى المتوفين.

رجال الحمايه المدنية دفعوا أيضا الثمن
ولم ينجو من الحادث الكارثى أيضا رجال قوات الحماية المدنية الذى تعرض بعضهم للاصابات الخطيره وتم نقله إلى المستشفى للعلاج مثل النقيب عمر الزغل والملازم اول محمد عماد الذين ضربوا المثل فى أداء الواجب بشكل بطولى لإنقاذ مايمكن انقاذه  ولم يشعروا بأنفسهم الا وهم فى إحدى المستشفيات التى تم نقلهما إليها.

بالإضافة إلى استشهاد خميس محمد سليمان احد افراد قوات الحماية المدنية وهو يؤدى واجبه.

ضحية تصوير الحريق
كما دفع أيضا شاب حياته ثمنا لاصراره على تصوير الحريق والنيران المشتعلة قبل أن ينهار المبنى حيث رفع هاتفه المحمول لتصوير مشهد النيران المشتعلة وأثناء اندماجه فى التصوير انهار المبنى ليدفنه تحت الانقاض ويتم انتشاله جثه هامده وسط ضدمة وذهول أسرته واصدقاؤه.

وتعتبر المصبغه الموجوده بالمبنى والتى انفجرت الغلايه الخاصة بها وادت إلى انهيار المبنى من أقدم المصابغ بمدينة المحلة حيث تقوم بتجهيز والاقمشه والغزول وتلوينها قبل دخولها المصانع لتصنيعها ملابس مفروشات ووبريات وخلافه.

أصبحت هناك كل ساعة وكل لحظة منذ وقوع حادث انهيار مصنع البشبيسى المنكوب بالمحلة تظهر حكاية جديدة ضمن ملحمة الشهامه والرجولة التى قدمها اهالى مدينه المحلة الكبرى لمواجهة الحادث الماساوى ودفعوا ثمنها حياتهم الغاليه.

ومن هؤلاء الحاج وليد حسن الزكى ٤٨ عاما والذى لم يمنعه مشهد الحريق المخيف للمصنع فى ان يسارع للمشاركة بكل طاقته فى محاولة اخماد الحريق لينهار فى النهايه مع انهيار المصنع ويفقد حياته ضاربا اروع الأمثلة فى الشهامه والرجوله.

400 الف جنيه
أعلن محمد جبران وزير العمل أثناء زيارته لمدينة المحلة الكبرى لمتابعة حادث ضحايا انهيار مصنع ومصبغه البشبيسى الذى راح ضحيته 14 متوفيا و35 مصابا بأنه تم الاتفاق مع الدكتورة مايا مرسى وزيرة التضامن الاجتماعى على مضاعفة قيمة التعويضات لأسر الضحايا من المتوفين لتصبح 400 الف جنيه لأسرة كل متوفى بدلا من مائة ألف جنيه.

وقد قام وزير العمل خلال زيارته إلى مدينة المحلة بتقديم واجب العزاء لأسر ضحايا الحادث والاطمئنان على المصابين بالمستشفى.

فى زيارة لمحافظة الغربية
وزير العمل يتفقد المصنع المنكوب وزيارة المصابين بالمستشفى ويقدم واجب العزاء لأسر الضحايا.

قام محمد جبران وزير العمل بزيارة ميدانية لمدينة المحلة الكبرى لمتابعة الحادث الماساوى بسبب انهيار مصنع ومصبغه مما أدى إلى مصرع ١٤ ضحية واصابة مايقرب من ٣٥ مصابا

حيث كان فى استقباله اللواء اشرف الجندى محافظ الغربيه والذى رافقه خلال جولته لزيارة المصابين بالمستشفى وتقديم واجب العزاء لأسر عائلات الضحايا الذين لقوا حتفهم فى الحادث المشئوم.

تشيع جنازات.. ودموع على اللي مات سرادق جماعي..
فى المدينة العمالية.. بحضور المحافظ ووزير العمل

عاشت مدينة المحلة الكبرى قلعة الصناعة المصرية والمدينه العمالية الكبيرة لحظات من الحزن والوجع خلال الساعات الاخيرة بعد أن شهدت فاجعة وكارثة انهيار المصنع الذى راح ضحيته 14 ضحية معظمهم من الشباب حيث تحولت المدينة الكبيرة طوال الساعات الماضية إلى تشييع جنازات ونعوش حملها الاهالى فى مواكب جنائزية مهيبة لتوديع ضحايا الحادث المؤلم إلى مثواهم الاخير.

كما تحولت المدينة العمالية أيضا فى العديد من مناطقها إلى سرادقات كبيرة إقامتها أسر الضحايا لتلقى العزاء فى ضحاياهم وشارك فيها جميع اهالى المحلة الكبرى بمختلف انتمائتهم والقيادات التنفيذية والبرلمانية بمحافظة العربية تقدمهم محمد جبران وزير العمل ومعه اللواء اشرف الجندى محافظ الغربية اللذان تقدما الصفوف لتقديم واجب العزاء لأسر الضحايا فى مناطقهم المختلفة والاطمئنان على المصابين فى المستشفيات لتخفيف الآلام عن أسر الضحايا والمصابين أمام هذا الحادث الجلل.

علي العطافى ..الجثة الأخيرة

بعد مجهودات كبيرة مكثفه من رجال قوات الحماية المدنية والدفاع المدنى على مدى ساعات الليل والنهار وبمعاونة الاهالى عثر اخير على جثة اخر ضحايا المصنع المنكوب والذى ظل فى عداد المفقودين طوال الساعات الماضيه حيث عثر عليه اخيرا تحت الانقاض وتم انتشال جثته ونقلها إلى مشرحة مستشفى المحلة العام لاتخاذ الإجراءات القانونيه للتصربح بدفنها.

كارثة في  معاينة النيابة
المصنع مقام على 700 متر بدون تراخيص
وعمال المصنع غير مؤمن عليهم

اثبتت معاينه فريق النيابه الذى قام بإجراء معاينه ميدانية لموقع المبنى المنهار بأن المصنع الذى شهد الكارثة مقام على مساحة 700متر مربع ومكون من خمس طوابق ومقام بدون تراخيص.

كما كشف تقرير النيابة أيضا ان العاملين بالمصنع غير مؤمن عليهم ولاتربطهم اى علاقة تعاقدية للعمل مع أصحاب المصنع.

كما تبين ان المصنع مقام من خمسة طوابق ملك إبراهيم الشوبكى وجميع طوابقا مستأجرة.

الاول والثانى مخزن وتصنيع فوط والثانى والثالث مصبغه والرابع مصنع ذوى والخامس مصنع لحاف فايبر

اخلاء سبيل ثلاث مستأجرين
كما قررت النيابه اخلاء سبيل ثلاثه من مستأجرى المصنع بكفالة مالية قدرها عشرة الاف جنيه لكل منهما لعدم مسئوليتهما عن تراخيص المصنع المملوك لشخص اخر يدعى إبراهيم الشوبكى.

كما تبين من معاينه النيابة بأن الحريق نتج عن ماس كهربائى فى مصنع الزوى.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق