تشهد الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة حاليا تدهورا بات ينعكس بشكل مباشر علي حياة المواطنين اليومية، حيث يواجه كثير من الأمريكيين صعوبات متزايدة في العثور على فرص عمل مستقرة، وشراء منازل أو حتى استئجارها، إلى جانب انخفاض القدرة على الانتقال إلى مدن جديدة بحثا عن فرص أفضل.
ذكرت صحيفة الواشنطن بوست الامريكية إن ارتفاع تكاليف الاقتراض، وتناقص فرص العمل، وتزايد حالة عدم اليقين الاقتصادى والسياسى، أدي إلي ركود اقتصادى لدي العديد من الأسر الأمريكية.. حيث يقول العديد منهم إنهم يشعرون بعدم قدرتهم على شراء منازل جديدة، أو الحصول على وظائف جديدة، أو الانتقال إلي مدن جديدة.
أضافت الصحيفة إن خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة الأسبوع الماضي - وهو الأول من نوعه هذا العام، مع توقعات بتخفيضات أخرى - ربما يكون قد عزز أسعار الأسهم، لكن من غير المرجح أن يُحدث فرقًا كبيرًا بالنسبة للأمريكيين العاديين، فبينما الاقتصاد فى حالة جيدة بشكل عام. يشعر الكثيرون بأنهم عالقون.
نقلت عن جيسيكا ريدل فى معهد مانهاتن وهو مركز أبحاث محافظ قولها "يعانى المستهلكون من شلل متزايد بسبب حالة عدم اليقين الاقتصادى، والتعريفات الجمركية، وارتفاع التضخم، واحتمالات الركود - ولن يحل تغيير ربع نقطة مئوية في أسعار الفائدة علي الأموال الفيدرالية هذه المشاكل".. مضيفة أن هناك رياح معاكسة أكبر بكثير تعيق الاقتصاد، ويجب معالجتها أولاً".
اشارت الصحيفة الي ان مبيعات المنازل الشهرية وصلت مؤخرًا إلي أدني مستوياتها منذ الركود الكبير في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين خاصة بعد توقف التوظيف بشكل كبير هذا العام.. مضيفة ان بيانات التعداد السكاني تُظهر ان الأمريكيين ينتقلون بشكل عام - إلي منازل أو مدن جديدة - بشكل أقل مما كانوا عليه منذ عقود.
وبالنسبة للكثيرين غيرهم - بمن فيهم الخريجون الجدد والعاطلون عن العمل - فإن قلة الفرص تصعب عليهم إيجاد موطئ قدم في هذا الاقتصاد.
قالت جاسيندا سنايدر البالغة من العمر 23 عامًا من ولاية كارولينا الجنوبية إنها تشعر بأنها عالقة في كل شيء تقريبًا بعد مرور ما يقرب من عام علي تخرجها بشهادة في العلوم البيئية، لا تزال تبحث عن وظيفة وتعيش مع والدتها.. متابعة إن مزيجًا من قلة فرص العمل وارتفاع تكاليف السكن يجعلها تشعر بانغلاق متزايد ولا تستطيع تحمل تكاليف الانتقال. مما يتركها مع فرص عمل محدودة.
وأضافت سنايدر الحصول علي وظيفة أمر صعب للغاية في الوقت الحالي. إيجاد مكان للعيش أمر صعب، ببساطة، لا سبيل للاستقرار.
أظهر استطلاع حديث أجرته صحيفة واشنطن بوست ومؤسسة إبسوس الاسبوع الماضي أن ما يقرب من ضعف عدد الأمريكيين - 63% - الذين يرون أن الوقت ليس مناسبًا للبحث عن وظيفة، مقارنةً بمن يعتقدون أنه وقت مناسب.
ومن جانبه.. أكد البيت الأبيض أن جيوب الركود الاقتصادي ما هي إلا عثرة مؤقتة، قبل أن تُسفر سياسات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن وفرة في الوظائف وانخفاض حاد في أسعار الفائدة.
صرح المتحدث باسم البيت الأبيض، كوش ديساي، قائلاً: "في غضون ثمانية أشهر فقط، طبقت إدارة ترامب أجندة السياسة الاقتصادية الأكثر جرأةً في تاريخ أمريكا الحديث، مُستشهدًا بالتخفيضات الضريبية الأخيرة، وإلغاء القيود التنظيمية، والصفقات التجارية، يُمكن للأمريكيين أن يطمئنوا إلي أن الأفضل لم يأتِ بعد".
لكن الكثيرين يقولون إنهم ما زالوا حذرين فهم يخشون أن تُعيد الرسوم الجمركية وحملات قمع الهجرة إشعال التضخم، وتؤدي إلي مزيد من عدم اليقين الاقتصادي.
اترك تعليق