هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

صحف عالمية تكشف وثائق مسربة لإشارات روسية إلى مستقبل مضيق تايوان

كتبت: دينا يحيى الأدغم 
كشفت صحيفة " واشنطن بوست" عن وثائق مسربة حصلت عليها مجموعة قرصنة إلكترونية تُعرف باسم "بلاك مون" وتمت مراجعتها من قبل صحيفة واشنطن بوست والتحقق منها من قبل المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدراسات الدفاعية (RUSI) في بريطانيا , وقد وافقت روسيا في أكتوبر 2024 على بيع بكين 37 مركبة قتالية برمائية من طراز BMD-4M، و11 مدفعاً ذاتي الحركة مضاداً للدبابات من طراز Sprut-SDM1، و11 ناقلة جنود مدرعة من طراز BTR-MDM، إضافة إلى مركبات قيادة ورصد ومنظومات مظلات خاصة بإنزال المعدات الثقيلة من ارتفاعات شاهقة.


برامج تدريب متقدمة

تتضمن الاتفاقيات أيضاً برامج تدريب للجنود الصينيين على أيدي خبراء روس، تشمل الاستخدام القتالي للمعدات الحديثة وأنظمة القيادة والسيطرة الميدانية المتقدمة. وسيجري التدريب أولاً في روسيا، قبل أن يمتد لاحقاً إلى الصين. ويرى خبراء أن هذه البرامج ستمنح القوات الجوية الصينية قدرات مناورة جوية موسعة وخيارات هجومية في مناطق حساسة مثل تايوان والفلبين والجزر الاستراتيجية في المحيط الهادئ.

دوافع موسكو وبكين

يأتي التعاون في وقت تعتمد فيه موسكو بشكل متزايد على الصين للحصول على معدات مزدوجة الاستخدام تسند صناعتها العسكرية المتضررة من العقوبات الغربية، فيما تستفيد بكين من الخبرات القتالية الروسية المتراكمة في أوكرانيا وسوريا. ويقول خبراء إن روسيا , التي تسعى لتقويض النظام الدولي الذي تقوده واشنطن أصبحت بمثابة “ممكّن استراتيجي” للصين في مجالات يظل تفوقها فيها محدوداً، مثل قدرات الإنزال الجوي.

انعكاسات على تايوان

بالنسبة لتايوان، فإن التعاون الروسي-الصيني يثير قلقاً متزايداً، إذ يمنح بكين القدرة على إنزال وحدات صغيرة ومدربة جيداً في عمق الجزيرة، ما قد يربك الدفاعات التايوانية في حال اندلاع نزاع. وسبق أن حذرت تسريبات للبنتاغون عام 2023 من هشاشة الدفاعات الجوية التايوانية أمام ضربات صاروخية صينية قد تسمح لبكين بانتزاع التفوق الجوي مبكراً.

وتشير تقارير إلى أن الجيش التايواني يراقب عن كثب تزويد الصين بأنظمة قيادة روسية متقدمة ويعكف على تطوير قدراته لمواجهة سيناريوهات إنزال جوي تستهدف مواقع استراتيجية مثل مطار تاويوان الدولي.

أبعاد أوسع

يأتي هذا في ظل تعزيز التعاون العسكري بين موسكو وبكين، حيث شارك جيشا البلدين في 14 مناورة مشتركة عام 2024، وهو ضعف العدد تقريباً قبل عقد من الزمن. كما حضر وفود صينية مناورات “زاباد 2025” الروسية-البيلاروسية التي استعرضت خلالها موسكو عمليات إنزال معدات ثقيلة من ارتفاعات عالية، وهي ذات التقنية التي تسعى الصين إلى نقلها وتوطينها.

ويرى محللون أن روسيا لا تقدم للصين المعدات فحسب، بل تتيح لها أيضاً فرصة تطوير نسخ محلية محدثة عبر نقل التكنولوجيا، الأمر الذي يعزز خطط الرئيس الصيني شي جين بينغ لتسريع تحديث جيشه والاستعداد لسيناريو السيطرة على تايوان بحلول عام 2027.
ويؤكد الخبراء أن موسكو، الساعية لاسترضاء بكين والحفاظ على دعمها الاقتصادي والسياسي، تبدو مستعدة لتقديم أقصى ما لديها في هذا المجال، ما يجعل التعاون العسكري بين الجانبين عاملاً مضاعفاً لتعقيد حسابات الولايات المتحدة وحلفائها في آسيا والمحيط الهادئ.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق