أشار باحثون إلى أن المشي للخلف – أو ما يُعرف بـ"المشي العكسي" – قد يكون وسيلة فعّالة لتعزيز صحة الدماغ، خاصة لدى كبار السن. فقد أظهرت دراسات حديثة أن هذه الممارسة البسيطة تحفّز مناطق مهمة في الدماغ مسؤولة عن التركيز والذاكرة وحل المشكلات، بل ويمكن أن تُحدث تحسناً ملموساً في القدرات الإدراكية خلال أسابيع قليلة فقط.
فبدلا من أن تكون مجرد حركة غريبة، تشير أدلة علمية ناشئة إلى أن هذه الممارسة غير الاعتيادية يمكن أن تكون تمرينا قويا للعقل والجسم معا.
وتكمن الفكرة الرئيسية في أن المشي إلى الوراء، أو ما يسمى "المشي العكسي"، يضع الدماغ في حالة من التركيز المتزايد. ونظرا لأن هذه الحركة غير مألوفة، فإنها تجبر الدماغ على العمل بجهد أكبر لمعالجة المعلومات الحسية وتنسيق الحركة.
وهذا الجهد الإضافي ينشط بشكل خاص قشرة الفص الجبهي، وهي مركز القيادة في الدماغ المسؤول عن المهام المعقدة مثل حل المشكلات، والذاكرة العاملة، والمنطق. والأكثر إثارة للدهشة أن مجرد تخيل فعل المشي للخلف – حتى أثناء الجلوس ساكنا – أظهر في إحدى الدراسات قدرة على تحسين أداء الذاكرة لدى المشاركين.
ولعل أقوى الأدلة على ذلك تأتي من دراسة حديثة أجريت في الهند على مجموعة من كبار السن. وبعد ستة أسابيع فقط من التدريب المنتظم على المشي العكسي، لوحظ تحسن في الوظائف الإدراكية لديهم، حيث قفزت نتائجهم في اختبارات الإدراك من نطاق "الضعف الإدراكي الخفيف" – الذي يعتبر مقدمة محتملة للخرف – إلى النطاق "الطبيعي". وهذا التحول، وإن بدا بسيطا في الأرقام، إلا أنه قد يعني فارقا كبيرا في الحفاظ على الاستقلالية وجودة الحياة مع التقدم في السن.
اترك تعليق