لم تكن صحراء القنطرة شرق، الهادئة مجرد بقعة رملية تابعة لمحافظة الإسماعيلية؛ بل كانت مرتعًا سريًا لشبكة إجرامية خطيرة، تعمل في الخفاء على تدمير عقول الشباب المصري كانت المنطقة التي تتسم بوعورة تضاريسها ملاذًا آمنًا لمزرعة ضخمة، تُزرع فيها مخدر "الهيدرو" المخدرة، ويُقدر ثمن منتجاتها بمبلغ خيالي يصل إلى 1.6 مليار جنيه.
هذه القضية ليست مجرد خبر عابر، بل هي فصل جديد في حرب مستمرة لا تهدأ بين تجار السموم والدولة .
ومع ازدهار النشاط الاقتصادي في منطقة قناة السويس، وتوسع العمران، ازدادت محاولات العصابات الإجرامية لاستغلال الظهير الصحراوي لتهريب وزراعة المخدرات، في محاولة لاستنزاف المجتمع وتحقيق أرباح غير مشروعة.
لكن، كانت عين الداخلية الساهرة ترصد كل التحركات، وفي ضربة استباقية حاسمة، كشف قطاع مكافحة المخدرات والأسلحة والذخائر غير المرخصة عن مخطط هذا التشكيل العصابي. أكدت المعلومات التي تم جمعها أن المزرعة تمتد على مساحة 3.5 فدان، وأنها لا تحتوي على مجرد نباتات نامية، بل تضم مخازن سرية لإخفاء كميات ضخمة من الهيدرو الجاهز للترويج.
بعد استصدار إذن من النيابة العامة ، تحولت الصحراء الهادئة إلى ساحة مواجهة قادتها فرقة عمل من أمهر ضباط الإدارة العامة لمكافحة المخدرات برئاسة اللواء مفيد فوزي، مساعد الوزير، وبالتنسيق مع مديرية أمن الإسماعيلية تحت إشراف اللواء محمد عامر، مدير الأمن، وقيادة اللواء أحمد عليان، مدير المباحث الجنائية لم تكن المهمة سهلة، حيث تم استدعاء قوات الأمن المركزي والقوات الخاصة لمداهمة المزرعة بشكل مفاجئ.
عندما وصلت القوات، وجدوا ما يفوق التوقعات: 27.5 طن من مخدر الهيدرو، منها 21 طنًا من النباتات التي وصلت إلى مرحلة النضج الكامل، و6.5 طن أخرى مخبأة في مخازن سرية. لم تقتصر المضبوطات على المخدرات فقط؛ بل تم العثور على أسلحة نارية، منها بندقية آلية وبندقية خرطوش، كما تم ضبط أحد عناصر التشكيل وبحوزته 90 كيلو من مخدر الحشيش، و10 كيلو من الهيدرو.
بدأت النيابة العامة بالإسماعيلية تحقيقاتها مع المتهمين،لتقديمهم للعدالة لينالوا عقابهم سيبقى هذا الملف مفتوحًا، فالمعركة ضد تجار السموم لا تعرف الكلل، وقبضة الأمن ستظل بالمرصاد لكل من يحاول العبث بأمن هذا الوطن ومستقبل شبابه.
اترك تعليق