في لحظة فارقة لم تكن تخطر على بال أحد، تحولت قرية تانيس بمركز صان الحجر في محافظة الشرقية إلى مسرح دموي لجريمة بشعة أدمت القلوب، بعدما أزهق شاب روح جاره بطعنة قاتلة في الرقبة، أنهت حياته على الفور، لتتبدل ملامح القرية الهادئة إلى صدمة وحزن لا يوصف.
الضحية شاب لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، عرفه أهل قريته بابتسامته الهادئة وأحلامه البسيطة، قبل أن تتوقف حياته فجأة بسبب مشادة كلامية تافهة تحولت إلى مشاجرة دموية. خلاف مالي قديم كان الشرارة التي أشعلت العداء، وجعلت الصداقة تتحول إلى خصومة، والخصومة إلى جريمة قتل مكتملة الأركان.
في يوم الحادث، التقى الشابان في أحد شوارع القرية، ودار بينهما نقاش محتد حول المال، الكلمات ارتفعت حرارتها سريعًا حتى تحولت إلى شجار، لم يتردد خلاله المتهم في إخراج سلاح أبيض، ليسدد طعنة غادرة في رقبة جاره، كانت كفيلة بإنهاء حياته في لحظات.
سقط الضحية مضرجًا في دمائه وسط ذهول الأهالي، الذين هرعوا لنقله إلى مستشفى الحسينية المركزي، لكنه كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بجراحه النافذة.
على الفور، تحركت الأجهزة الأمنية بقيادة اللواء عمرو رؤوف، مدير أمن الشرقية، وتحت إشراف اللواء محمد عادل، مدير المباحث الجنائية، التحريات أكدت أن القاتل هو جار المجني عليه، وأن الدافع وراء الجريمة خلافات مالية متراكمة، لم يطل الوقت حتى تمكنت قوات الشرطة من ضبط المتهم واقتياده للتحقيق، ليواجه تهمة القتل العمد.
تم إخطار النيابة العامة، التي تولت التحقيق في الواقعة، وسط مطالبات الأهالي بالقصاص العادل لروح الشاب البريء.
القرية بأكملها خرجت في جنازة مهيبة لتشييع جثمان الضحية، والدعوات تتعالى: "اللهم ارحمه وصبّر أهله، والقصاص العادل حق لازم يتحقق"، تحولت المأساة إلى درس قاسٍ يرويه الأهالي عن خطورة الانسياق وراء الغضب، وكيف أن لحظة طيش قادرة على أن تدمر أسرة وتقتل شابًا وتزج بآخر وراء القضبان.
اترك تعليق