قرار الموافقة على الخطوبة أو فسخها ليس قرارًا منفردًا للفتاة فقط أو لوليها فقط إنما هو قرار جماعي توافقي يُبنى على معايير موضوعية دون هوى أو تحكم من هنا أو هناك ،فلا يجوز تشدد الأسرة برفض الخاطب الكفء، كما لا يجوز للفتاة أن تفرض من تريده مُتجاهلة رؤية أسرتها.
يوضح فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد خيري أحمد عبد الحفيظ أستاذ الفقه المساعد بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف وعضو لجنة الدراسات الفقهية بهيئة كبار العلماء النقاط الأساسية من أجل خِطبة آمنة
– الهدايا المتبادلة بين الخاطب ومخطوبته وسيلة للتواد (تهادوا تحابوا)، ومن ثم لا يجوز أن تكون سببًا للشقاق والخلاف والإرهاق بكثرتها كما وكيفا: هدية في عيد الأم لأم الفتاة وأم الشاب، وعيد ميلاد الشاب وعيد ميلاد الفتاة، وعيد الحب، والكريسماس، وعيد أول نظرة، والنجاح في الثانوية أو الدبلوم فضلا عن العيدين ... وهذا كله حمل ثقيل قد يؤدي إلى مشكلات وأزمات، وهو بُعد عن المنهج النبوي: (يسروا ولا تعسروا).
ويؤكد فضيلة الدكتور أحمد خيري بأن شُرعت الخطبة ليكون اتخاذ القرار المصيري (الزواج) عن وعي وبصيرة، ولم تشرع للاستمتاع والتلذذ، ويوم أن تنحرف الخطوبة عن هدفها الأصلي فإن كل طرف يعمى ويصم عما يجب أن يبصره ويجب أن تعرف كل فتاة أن أي تنازل منها للشاب في فترة الخطوبة ستجني منه المر العلقم بعد الزواج وقد يكون سببا في فسخ الخطوبة، فاعلموا أن ما عند الله لا ينال بمعصيته، والشاب المستهتر الذي يطلب ما ليس له وفي غير وقته وبغير حقه فاقد الرجولة والدين معًا فاحذروه (الفتاة وأسرتها) ومعظم مشاكل الزواج بسبب ما يحدث من تنازلات ؛ إذ لا يجد العروسان جديدًا في حياتهما وينتهي بالفشل.
-من الدين وحسن الخلق الوفاء بالوعد، وما ينبغي التحلل من الالتزام به من غير سبب قوي معتبر، فلا يليق فسخ الخطوبة لأسباب تافهة أو غير شرعية، كما نسمع كثيرًا أن خطوبة فسخت من أجل أن الفتاة لا تهاتف الشاب في التليفون أو بسبب أنه لم يهنئها بعيد ميلادها، أو لم يأت لها بهدية في ما يسمى زورًا عيد الحب، ويمكن أن يكون الاختلاف من أجل طاقم أكواب أو من يأت بالسجاد والستائر وغير ذلك من التفاهات...
اترك تعليق