في قلب الصحراء الغربية&Search=" target="_blank">الصحراء الغربية. وعلي بعد 150 كيلومترًا فقط من القاهرة. ينهض جبل المدورة شامخًا وسط محمية وادي الريان بمحافظة الفيوم. كتحفة جيولوجية نادرة رسمتها الطبيعة عبر ملايين السنين. هذا الجبل الدائري الفريد الذي يبلغ عمره نحو 45 مليون عام. ليس مجرد تكوين صخري عتيق. بل سجل حي يروي حكاية الأرض من عصور ما قبل العصر الإيوسيني حتي اليوم. حيث تختلط فيه الرمال الذهبية بالمياه الصافية والسماء المليئة بالنجوم.
يقول الدكتور نبيل حنضل المستشار السياحي لمحافظة الفيوم. إن جبل المدورة عبارة عن هضبة عالية تتخذ شكل دائرة متكاملة وفي أسفلها بحيرة طبيعية نقية خالية من التلوث. مما جعله مقصدًا لعشاق الطبيعة ورحلات السفاري والتزحلق علي الرمال وتسلق الجبال. ويضيف: "إنه نقطة التقاء بين الصحراء والماء. وبين التاريخ والحاضر. في قلب واحدة من أندر المحميات الطبيعية في مصر".
تضم محمية وادي الريان التي يحتضنها جبل المدورة بيئة متكاملة من الكثبان الرملية. والعيون الطبيعية. والمسطحات المائية.
إضافة إلي حياة نباتية وحيوانية متنوعة. فضلًا عن حفريات بحرية هامة تكشف أسرار عصور سحيقة. ويشير سيد الشورة. مدير عام آثار الفيوم السابق. إلي أن تكوين جبل المدورة يرجع إلي ما قبل العصر الإيوسيني. حيث لعبت عوامل التآكل والكثبان الرملية دورًا في تشكيله وإزالة طبقات سطحية قديمة كانت تحتوي علي بقايا حيوانات متحجرة. كما تنتشر في محيطه "حفر الملاك". وهي تكوينات صخرية تشبه العملات المتحجرة. تزيد من فرادة المكان.
ليال ساحرة ومرصد طبيعي للفلك فلا يقتصر سحر جبل المدورة علي ضوء النهار وألوانه الزاهية بل يتحول ليلًا إلي مرصد طبيعي فريد بعيدًا عن التلوث الضوئي حيث يتلألأ المشهد برؤية واضحة للنجوم والمجرات.
ويوضح أحمد عبد العال. مدير عام آثار الفيوم الأسبق. أن الظروف الطبيعية المميزة للجبل جعلته قبلة لعلماء الفلك في معهد البحوث الفلكية. حيث يُستخدم لمراقبة حركة النجوم ورصد بدايات الشهور الهجرية بدقة عالية. مما أكسبه لقبًا استثنائيًا هو "جد البحر الأبيض المتوسط". في إشارة إلي قدمه الجيولوجي وأهميته العلمية.
كما يعد وجهة سياحية وبحثية عالمية اليوم. حيث يمثل جبل المدورة ومحيطه إحدي أكثر الوجهات السياحية سحرًا في الفيوم. يجذب الباحثين عن المغامرة وهواة الطبيعة وعلماء الجيولوجيا والفلك. فهو يجمع بين المتعة العلمية والجمالية» فمن جهة يقدم سجلًا طبيعيًا لفهم تاريخ الأرض. ومن جهة أخري يوفر بيئة مثالية للأنشطة السياحية والرحلات التعليمية. وبحسب تقارير وزارة البيئة. فإن منطقة بحيرات الريان المحيطة بالجبل تُعد بيئة نقية خالية من التلوث. ما يعزز مكانتها كوجهة عالمية للسياحة البيئية والجيولوجية والفلكية علي حد سواء.
اترك تعليق