في خطوة تاريخية تحدث من جديد وضمن أجندة قومية واضحة وضعها الرئيس عبدالفتاح السيسي لإعادة مصر إلي موقعها الريادي في إنتاج الحرير الطبيعي شهدت محافظة الوادي الجديد انطلاق أولي مراحل المشروع القومي لتوطين صناعة الحرير.
وجاءت البداية بتوقيع بروتوكول إنشاء أول مركز متكامل لإنتاج الحرير الطبيعي بمدينة الخارجة. علي مساحة 250 فدانًا. ليكون نقطة الانطلاق التي تُعيد لهذا المنتج العريق مكانته علي خريطة الإنتاج والتصدير العالمي. وليفتح الباب أمام مستقبل واعد يقوم علي الصناعة النظيفة والاقتصاد الأخضر وتوفير فرص العمل للشباب والسيدات.
رصدت "الجمهورية أون لاين" أبعاد المشروع القومي عقب مراسم توقيع البروتوكول بحضور وزيري الزراعة والتنمية المحلية ومحافظ الوادي الجديد. حيث اتفقت كافة الأطراف علي أن المركز الجديد سيكون بمثابة منصة قومية لتوطين صناعة الحرير في مصر. ونموذج تجريبي متكامل قابل للتعميم علي مختلف المحافظات. حيث تتضمن الخطة التنفيذية مراحل زمنية واضحة تبدأ بزراعة مساحات التوت. وتخصيص مناطق التربية. وإنشاء عنابر الإنتاج. وتوفير أدوات الميكنة الزراعية. وآبار المياه. ومحطات الطاقة. إلي جانب الصوب الزراعية المخصصة لتغذية دود القز. وصولًا إلي تجهيز مجمع الشرانق وخطوط إنتاج الخيوط الحريرية.
أكد اللواء د. محمد الزملوط. محافظ الوادي الجديد. أن البروتوكول يأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بإنشاء أول مركز متكامل لإنتاج الحرير الطبيعي. مشددًا علي أن المحافظة لن تدخر جهدًا في تقديم كل الدعم اللوجيستي والإداري لتسريع خطوات التنفيذ. معربا عن خالص تقديره للقيادة السياسية ورئيس مجلس الوزراء ووزارتي التنمية المحلية والزراعة. وشركاء التنمية. علي ما يولونه من دعم لهذا المشروع القومي الطموح. الذي يُسهم في تعزيز القيمة المضافة وتقليل فاتورة الاستيراد وفتح آفاق جديدة للتنمية ودعم الاقتصاد.
وأشار المحافظ إلي أن المشروع لا يقف عند حدود إنتاج الحرير فحسب. بل يفتح آفاقًا أوسع أمام شباب المحافظة وصغار المزارعين واصحاب الشركات والاستثمار لاكتساب خبرات جديدة في مجالات الزراعة والصناعة والتسويق. ثمنا جهود المخلصين والجادين وكل مشارك ومساهم في تحويل المنطقة إلي مركز محوري لصناعة الحرير الطبيعي بمصر.
وأوضح الدكتور مجد المرسي وكيل وزارة الزراعة بالوادي الجديد. أن المحافظة أنهت إعداد خطة شاملة لتنفيذ المركز النموذجي. بالتعاون مع قسم بحوث الحرير والخبراء المختصين. حيث تتضمن الخطة زراعة مئات الأفدنة بأشجار التوت عالية الجودة. وتجهيز مناطق التربية ومعامل الإنتاج. مع عقد برامج تدريبية عملية للشباب والسيدات. بما يعزز التمكين الاقتصادي للأسر المنتجة ويُسهم في خلق قاعدة صناعية وزراعية متينة.
وأضاف " المرسي" أن المشروع يتكامل مع مبادرات الدولة للتوسع في الصناعات الريفية والزراعية. ويعتمد علي أحدث الأساليب العلمية لتطوير إنتاج الحرير الطبيعي. بما يحقق الاكتفاء المحلي ويدعم فرص التصدير للأسواق العالمية.
وقال المشرف علي مشروعات الحرير بالمحافظة مهندس محمد عبدالوهاب. إن زراعة أشجار التوت تُشكل حجر الأساس لإنتاج الشرانق. حيث تتنوع الأصناف المنزرعة بين الأنواع الدولية وفقًا للظروف البيئية المحلية. ما يوفر تنوعًا ثريًا في المحصول ويزيد من كفاءة الإنتاج. مشيرا إلي أن المحافظة نجحت بالفعل في زراعة نحو 31 ألف شجرة توت. وتخصيص 471 فداناً للمشروع كبداية في مستهل التجربة. إلي جانب تنفيذ برامج تدريبية بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة "الفاو". وتفعيل الشراكات مع المدارس الزراعية ومؤسسات المجتمع المدني لدمج الشباب في العملية الإنتاجية.
وبدورهم أكد عدد من القيادات التنفيذية أن المشروع يعكس فكرًا استراتيجيًا غير تقليدي. ويجسد رؤية عصرية قوامها الاستفادة من الموارد المحلية وتحويلها إلي قيمة اقتصادية مضافة. بينما اعتبره شباب المحافظة نقطة تحول كبيرة تمنحهم الأمل في مستقبل مشرق. وفرص عمل كريمة داخل محافظتهم دون الحاجة للهجرة أو البحث عن فرص بعيدة. وأشاروا إلي أن المشروع سيحول الأسر البسيطة إلي أسر منتجة تدر دخلًا كريمًا. كما أنه يعيد للحرير المصري مجده العالمي ويضع الوادي الجديد في مصاف المحافظات الرائدة في الصناعات الزراعية الطبيعية.
وعن الشباب والخريجين. اوضح إسلام عمران. عضو المجلس التطوعي للشباب بمحافظة الوادي الجديد. بأن هذه الخطوة التاريخية..تعكس حرص الدولة علي إشراك الشباب في قاطرة التنمية. مؤكدا أن إنشاء المركز المتكامل لإنتاج الحرير الطبيعي سيُعيد رسم الخريطة الاقتصادية للمحافظة. ويمنح شبابها فرص عمل كريمة داخل محافظتهم. فضلًا عن اعتزازهم بالمساهمة في صناعة تحمل إرثًا حضاريًا وتاريخيًا طالما تميزت به مصر عبر العصور.
من جانبهم أعرب أهالي المحافظة بمراكز الخارجة والداخلة والفرافرة وباريس وبلاط عن بالغ سعادتهم وتقديرهم للقيادة السياسية والدولة المصرية علي هذه الخطوة التاريخية. مؤكدين أن إنشاء المركز المتكامل لإنتاج الحرير يمثل حلمًا طال انتظاره وفرصة ذهبية للنهوض باقتصاد المحافظة الذي يشهد حاليا طفرة توسعية غير مسبوقة في مختلف المجالات منذ قدوم الزملوط محافظا علي مدار ال8 سنوات الأخيرة.
ويأتي توقيع بروتوكول التعاون بين وزارتي التنمية المحلية والزراعة ومحافظة الوادي الجديد بمثابة الانطلاقة الرسمية لهذا المشروع القومي. حيث وضع البروتوكول الأسس العملية لإنشاء أول مركز متكامل لإنتاج الحرير الطبيعي. وحدد الأدوار والمسؤوليات التنفيذية للجهات المعنية. بما يضمن تنفيذ المشروع وفق جدول زمني مدروس. ليصبح نموذجًا رائدًا يمكن تكراره في باقي المحافظات.
كما يعتبر مشروع إنشاء أول مركز متكامل لإنتاج الحرير الطبيعي بالوادي الجديد بمثابة إنجاز تنموي. يجسد حلقة في سلسلة طويلة من جهود الدولة المصرية تحت قيادة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي. لإعادة بناء الاقتصاد الوطني علي أسس قوية ومستدامة. حيث كان الحرير المصري يومًا ما علامة فارقة في الأسواق العالمية. ليعود اليوم من قلب الصحراء الغربية. محملًا بآمال جديدة. ليضع مصر علي خريطة الحرير الإقليمية والدولية من جديد. وليفتح صفحة جديدة من صفحات الإنجازات الوطنية التي ستظل محفورة في ذاكرة التاريخ.
اترك تعليق