هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

ينهى حياة أطفالة الثلاثة ويطعن زوجتة بـ 13 طعنة فى نبروة

سيظل مساء ذلك اليوم محفورًا فى ذاكرة مدينة نبروة بمحافظة الدقهلية كأحد أبشع حدث، أب يفترض أن يكون ملاذ أطفاله الآمن، تحوّل إلى قاتل صامت، خنق أبناءه الثلاثة الواحد تلو الآخر، وطعن زوجته بأكثر من عشر طعنات، ثم فرّ من المنزل.

 


في محل أدوات منزلية صغير تملكه «نجوى»، الزوجة الثانية، حضر الزوج في محاولة يائسة للصلح، طالبًا منها التراجع عن قرار الطلاق.. رفضت بثبات، فطلب منها الصعود إلى «السندرة» لمحادثة هادئة بعيدًا عن العيون. لكن الهدوء تحول إلى طوفان دماء، حين استل سكينًا وسدّد إليها 13 طعنة متفرقة في جسدها، قبل أن يتركها غارقة في دمائها ويفر هاربًا.


لم يكتف القاتل بما فعل، ترك زوجته تنزف في محلها، وعاد إلى بيته الآخر حيث يسكن أطفاله الثلاثة من زوجته الأولى المتوفاة؛ كانوا ينتظرونه ببراءة، ربما ليحكي لهم حكاية قبل النوم، أو يربت على رؤوسهم الصغيرة ليعوضهم عن غياب الأم. لكن القادم لم يكن دفئًا، بل موتًا مكتومًا.

 

دخل الأب غرفة أطفاله بخطوات متثاقلة. اقترب من السرير الأول وكتم أنفاس طفلته حتى توقفت شهقاتها الصغيرة.. انتقل إلى الثاني، الذي حاول أن يقاوم ببكاء قصير، لكنه لم يجد سوى يد قاسية تُطبق على صدره وتمنع عنه الهواء.. أما الثالث، فلم يسعفه الوقت ليفهم ما يحدث؛ لم تدم محاولاته الصغيرة للدفع أو التوسل أكثر من لحظة، قبل أن يسقط صامتًا بجوار لعبه.

 

هرب الأب من البيت، لكنه لم يهرب من ذنوبه.. كتب على صفحته في «فيسبوك»: «محمد ومريم ومعاذ ماتوا في الشقة.. روحي لهم هناك».. ثم اتصل بجدة الأطفال بصوت بارد يكرر نفس الكلمات. بعدها توجّه إلى شريط القطار بمدينة طلخا، وألقى بجسده أمامه ليتحول إلى أشلاء متناثرة، معلنًا النهاية بنفسه.

 

المعاينة الأولية كشفت أن الضحايا الثلاثة هم مريم، 13 عامًا، ومعاذ، 9 سنوات، ومحمد، 7 سنوات، وُجدوا جثثًا هامدة داخل شقتهم في شارع المدارس، أما الزوجة، فكانت ما تزال على قيد الحياة رغم نزيفها الحاد، نُقلت في حالة خطرة إلى مستشفى الطوارئ بالمنصورة.

 

التحريات أكدت أن الأطفال الثلاثة من زوجته الأولى التي توفيت من فترة، بينما الزوجة الحالية لا خلافات تُذكر بينها وبين المتهم. كانت تملك محل أدوات منزلية في نبروة، وعاشت معه حياة بدت طبيعية حتى لحظة الانفجار.

 

قُيدت الواقعة كمذبحة أسرية، وتولت النيابة التحقيق، بينما لا تزال الإجابات غائبة، ولا يزال الجميع يهمس: "كيف يمكن أن يقتل الأب أولاده ثم يكتب عنهم بوست ينعيهم؟".

 

لم تكن مذبحة نبروه مجرد جريمة قتل؛ كانت اغتيالًا للأمان، وجرحًا مفتوحًا في قلب الإنسانية، أب قتل زوجته بـ13 طعنة، وخنق أطفاله الثلاثة، ثم ألقى بنفسه تحت القطار، ترك وراءه ثلاثة وجوه بريئة لن تكبر أبدًا، ومدينة بأكملها تعيش على صدى سؤال واحد: كيف ينهار السند ليصير خنجرًا؟!





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق