د. محمد هاني استشاري الصحة النفسية:
المسن هو الشخص الذي تخطي عمره الستين عاماً. وأصبح غير قادر علي القيام بالعديد من الأعمال اليومية التي اعتاد علي القيام بفعلها. لذا رعاية المسنين صحيا ونفسيا من أهم الأمور التي يجب أن تتعرف عليها وقد أكدت جميع الكتب السماوية علي العناية بالإنسان. وقد ذكرت الكثير من الآيات القرانية الكريمة. والأحاديث النبوية الشريفة التي توصي علي العناية بالإنسان من بداية مرحلة الطفولة وحتي الوصول الي سن الشيخوخة.حيث قال صلي الله عليه وسلم: ليس منّا من لم يرحم صغيرنا. ويوقّر كبيرنا. ويأمر بالمعروف. وينهي عن المنكر.
إن أكثر مراحل حياة الإنسان التي تحتاج إلي القيام بالرعاية هي مرحلة الشيخوخة. إذ يعود الإنسان ضعيفاً. يحتاج إلي رعاية من جميع الأشكال:النفسية. والغذائية. والصحية. وبسبب أهمية هذه المرحلة العمرية عند الإنسان. فقد تخصصت الكثير من مؤسسات المجتمع المدني برعاية المسنين نفسيا وصحيا. كما أن القوانين الدولية منحت العناية للمسنين أهمية ضخمة. التغيرات الجسدية فكلما زاد الإنسان في العمر يظهر عليه تغيرات فسيولوجية. وتصل في مراحلها الأخيرة إلي الضعف الجسدي. فتلين عضلات جسده. وكذلك أعصابه. فهنا يحتاج المسنّ إلي مساعدته في إنجاز متطلباته اليومية.
وتحدث له تغيرات النفسية ويعيش المسّنين تحت ضغوط نفسية ضخمة. بسبب احساسه بالضعف. ويحتاج إلي المساعدة والعون. لذا يجب رعاية المسنين نفسيا بشكل صحيح التعامل معه علي أساس الواجب وليس الإحسان. وإقناعه بأنّ هذه هي سِنة الحياة وأنّ كل صغير سوف يقوم بالوصول لهذه المرحلة. ويصبح بحاجة إلي المساعدة. وما هي إلا أدوار. فأنا أعتني بوالدي من أجل أن يعتني بي ابني.
والتغيرات الغذائية فمن اهم الامور لـ رعاية المسنين صحيا لم يعد بقدرة المسن القيام بتناول أي غذاء. خاصة إذا كان مصاباً ببعض الأمراض. فيجب التعرف علي الأطعمة التي توافقه. والتي توجد بها فيتامينات. ومواد غذائية سهلة الهضم.
والتعرف علي التغيرات الصحية معرفتها تساعدك علي توجيه رعاية المسنين صحيا بشكل صحيح إنّ ضعف جسم المسن يقلل من امكانياته علي مقاومة الأمراض. لذا يجب التعرف علي الأمراض التي يعاني منها أولاً. ومن ثم القيام بتهيئة البيئة الصحية التي تخفف من إصابته بالأمراض. والتغيرات الاجتماعية: إن تواصل المسن مع أصدقائه مهم جداً. فيجب توفير البيئة المناسبة لتسهيل جلوس المسّن مع أصدقائه. خاصة رفاق الشباب. وتذكيره بمرحلة قوته. وعنفوانه. لمساعدته علي استعادة ثقته بنفسه ويعد هذا أمر هام في رعاية المسنين نفسيا وصحيا بالتبعة احترم المسن: احترم كبار السن دائمًا. علي الرغم من أن المسن قد بلغ من السن عتيًا وقد فقد صحته. إلا أنه لا يزال إنسانًا يشعر ويفكر. لا تحكم عليه من خلال حالته البدنية. إن الشيخوخة هي ببساطة جزء من دورة الحياة الطبيعية: ففي البداية قد وُلدت ثم أصبحت طفلًا ثم مراهقًا ثم بالغًا ثم في يوم من الأيام ستكون كبيرًا في السن أيضًا. احترمه واحترم مرحلته الحياتية.
وعلينا ألا ننطق كلمات قد يجدها المسن غير مناسبة. بما أنه قد نشأ في زمن مختلف وبيئة مختلفة. فقد لا يأخذ هذا الأمر ببساطة. ومساعدته علي التعايش مع فقدانه للاستقلال شجعه علي الحفاظ علي الصداقات والبقاء في حالة نشاط وتطوير اهتمامات جديدة والبقاء علي اتصال مع أفراد العائلة الآخرين وباستمرار وعمل الزيارات الدورية التي تعمل علي رعاية المسنين نفسيا بشكل كبير حيث ستوفر الزيارة تواصلاً عاطفيًا وتحسّن من صحته النفسية.
وإذا كان ينتقل هذا المسن إلي منزلك فعليك إحضار بعض متعلقاته الشخصية معه ليشعر أن منزله معه. سيشعره هذا بالكثير من الراحة والألفة في مكانه الجديد ومساهمته علي التعايش مع التغيرات الكبيرة التي تحدث له.
اترك تعليق