أكد الشيخ أحمد ربيع الأزهري، من علماء الازهر الشريف، مستندًا إلى ما ورد عن أئمة السلف، أن الفتوحات التي يمنّ الله بها على العلماء في استنباط المسائل الدقيقة من الأدلة الشرعية أعم نفعًا وأكثر فائدة من الفتوحات التي يمنحها للأولياء في الاطلاع على بعض المغيبات، إذ إن العلم الشرعي المؤصَّل يحقق نفعًا عامًا للأمة.
ومن الفتوحات الربانية على العلماء تحقيق ما جاء في قوله تعالى:
﴿فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا﴾ [الحج: 46]
وقوله تعالى: ﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا﴾ [الأعراف: 179]، حيث جعل الله تعالى، القلب محل الفهم والتعقل، لا مجرد الدماغ.
وأوضح المفسرون الأوائل أن ذكر القلب في هذه المواضع يأتي على سبيل التعبير عن قوة الإيمان وعمق الاعتبار، غير أن الفتوحات العلمية الحديثة كشفت عن دقة التعبير القرآني، إذ أثبتت الدراسات وجود شبكة معقدة من الخلايا العصبية في القلب تُعرف بـ "دماغ القلب الصغير"، وهي شبيهة بالخلايا الموجودة في الدماغ، ولها دور في تنظيم عمل القلب والتواصل مع الدماغ، بما يؤثر على المشاعر واتخاذ القرارات، وهو ما يفتح أفقًا جديدًا لفهم إشارات القرآن الكريم بدقة متناهية.
اترك تعليق