هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

ألوان العيون.. نافذة ساحرة تكشف أسرار الهوية والجمال

حين ننظر إلى عيون الآخرين، لا نرى مجرد لون، بل نكتشف عالماً من الغموض والجمال والبيولوجيا الدقيقة. كل نظرة تحمل حكاية فريدة، فتجذب الانتباه وتثير الفضول، وتكشف جزءًا من شخصية الإنسان ووراثته البيولوجية. الألوان المختلفة للعيون ليست مجرد ميزة جمالية، بل هي نتيجة تفاعل معقد بين الوراثة، الضوء، والميلانين، ما يجعل كل عين فريدة بطريقتها الخاصة.


وبحسب تقرير للعربية نت، تُعتبر العيون أكثر من مجرد وسيلة للرؤية؛ فهي لغة صامتة تعكس هوية الإنسان وتثير الدهشة. ويشير الخبراء إلى أن العيون البنية هي الأكثر شيوعًا حول العالم، خصوصًا في إفريقيا وآسيا، بينما تُتركز العيون الزرقاء في شمال وشرق أوروبا، فيما تمثل العيون الخضراء الأندر بنسبة لا تتجاوز 2% من البشر، بينما تضيف العيون العسلية تنوعًا بصريًا يتغير مع الضوء.

سر ألوان العيون يكمن في القزحية، الحلقة الملونة حول البؤبؤ، التي تحتوي على صبغة الميلانين. فالعيون البنية غنية بالميلانين، ما يمنحها اللون الداكن، بينما العيون الزرقاء شبه خالية من الصبغة، واللون الذي نراه نتيجة تأثير تيندال لتبعثر الضوء، وهو نفس الظاهرة التي تجعل السماء تبدو زرقاء.

أما العيون الخضراء، فهي مزيج من كمية معتدلة من الميلانين وتأثير الضوء، بينما العيون العسلية تظهر تغير اللون حسب الإضاءة بسبب توزيع الميلانين غير المتساوي.

وعلى مستوى الوراثة، لم يعد العلماء يقتنعون بالنظرية البسيطة التي تحدد لون العيون بجين واحد، فالعشرات من الجينات تتحكم في تحديد اللون، ما يفسر الاختلافات بين الإخوة، أو ولادة طفل بعينين خضراوين رغم أن والديه زرقاو العينين.

كما أن الأطفال غالبًا يولدون بعيون زرقاء أو رمادية بسبب نقص الميلانين، ويتغير لونها تدريجيًا مع تراكم الصبغة خلال السنوات الأولى. ويظل اللون غالبًا ثابتًا عند البلوغ، إلا أنه قد يتأثر بالإضاءة، أو بالملابس، أو حتى بحجم البؤبؤ، وفي حالات نادرة قد يتغير مع التقدم في العمر أو نتيجة أمراض مرتبطة بالميلانين.

ومن الظواهر النادرة التي تلفت الانتباه، تغاير اللون (heterochromia)، حيث تختلف العينان في اللون أو تظهر ألوان متعددة داخل قزحية واحدة، سواء وراثيًا أو بسبب إصابة أو مرض، وقد اشتهر بها مشاهير مثل كيت بوسورث وديفيد بوي.

يبقى اللون أكثر من مجرد صبغة؛ فهو نافذة على الهوية والجمال والبيولوجيا الدقيقة للإنسان، ويمثل مزيجًا من العلم والفن والطبيعة، حيث تحمل كل عين حكاية فريدة تختلف عن غيرها، وتظل دائمًا وسيلة ساحرة للتعبير عن الذات والجاذبية.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق