هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الذكاء الإصطناعي يعيد تعريف الحروب من ساحة دماء الي ساحة بيانات

ينقل البشرية الي مستوي جديد من الصراع المسلح والمعلوماتي

دول مارقة تنحرف بمسار التقنية الي من خدمة البشرية الي الاضرار بها
10.5 تريليون دولار خسائر عالمية جراء الهجمات التكنولوجية عام 2025
ميدان الحرب لم يعد له جغرافيا محددة فالهجوم يأتي من غرفة مظلمة يديرها مبرمجون مجهولون علي بُعد آلاف الكيلومترات
تهديد الامن الغذائي بعوامل نانوية تهاجم الزراعات وتدمر المحاصيل

كأي ابتكار يولد ليعالج أزمات البشر، لكن سرعان ما ينحرف به البعض ليحول النجاه الي فناء، والرفاهية إلي شقاء، الذكاء الإصطناعي، الذي بشر العالم بطفرة غير مسبوقة في العلم والإنتاج، تم استدراجه الي ساحات صراع تتقاطع فيها مصالح القوي الكبري وأطماع المارقين، ومع اتساع دوائر الاستغلال، تتضاءل فرص النجاة. 


عالم جديد يتشكل أمام أعيننا" يتبدد فيه الخط الفاصل بين الافتراضي والمادي. تلوح آلالات بقدرتها علي تجاوز سلطة صانعها. خوارزميات تحولت إلي جنود تلاحق الأهداف بدقة. ومسيرات تقتل بلا رحمة. فيما تتسلل حروب المعلومات إلي العقول. تعيد تشكيل الوعي وتصنع الأكاذيب. تسقط البورصات وتوقع بالبنوك. وتمول الإرهاب. فيما البرامج النووية نفسها لم تسلم منها.

الاخطر أسراب روبوتات نانوية تتسلل عبر شبكات المياه أو فتحات التهوية إلي مراكز بيانات معزولة. فتفسد الموصلات وتعطل الأجهزة دون كتشف السبب. أو غبارا ذكيا يراقب الشاشات ويسجل ضغطات المفاتيح لسرقة كلمات المرور ليخترق الاجهزة ويسرق البيانات.

ويزداد المشهد قتامة حين نصل إلي الأمن الغذائي: جزيئات نانوية مبرمجة تهاجم محاصيل بعينها. تهدد استقرار الغذاء لدول بأكملها. وفي الصناعة يتجاوز الهجوم شل البرمجيات إلي تخريب مادي مباشر يغير تركيب المواد الكيميائية نفسها.

الحروب الحديثة ما كانت لتبلغ هذا المستوي من الدمار لولا أن دولا مارقة سخرت قدرات الذكاء الإصطناعي للاستهداف والاغتيال والتضليل. ويبقي السؤال الاهم: هل تنجح قوي الخير في فرض أطر أخلاقية وقانونية تكبح عسكرة الذكاء الإصطناعي؟ أم تقودنا قوي مارقة إلي حرب رقمية تنذر بتحويل انجاز القرن الي لعنة تهدد الانسانية. قد تبدأ بهجوم علي خادم بيانات لا بصاروخ عابر للقارات؟

د. رباب الشريف عميد كلية النانو تكنولوجي بجامعة القاهرة:

اندماج النانو والذكاء الإصطناعي تهديدا استثنائيا مضاعفا في الحروب السيبرانية والهجمات التقنية

مواد ذكية تنفذ مهام معقدة تنقل الصراع من عالم الاكواد والبرمجيات إلي عالم الفيزياء والكيمياء
تنفيذ مهام تخريبية باسراب نانوية ذكية لا تُري بالعين المجردة
غبار ذكي يتلف الموصلات ويعطل الأجهزة يسرق كلمات المرور ويرصد الشاشات
تهديد الامن الغذائي بعوامل نانوية تهاجم الزراعات وتدمر المحاصيل

تشير د. رباب الشريف عميد كلية النانو تكنولوجي أن اندماج تكنولوجيا النانو مع الذكاء الإصطناعي "يمثل تهديدًا استثنائيًا مضاعفًا" في الحروب الرقمية والهجمات التقنية. مشيرة إلي أن هذا الاندماج ينقل الصراع من عالم الأكواد إلي العالم المادي بوسائل لم تكن ممكنة من قبل.
أضافت إن الجمع بين قدرات النانو والذكاء الإصطناعي "يفتح الباب لجيل جديد من التقنيات الثورية" في المراقبة والاستهداف والاختراق. موضحة أن التطور لم يعد مقصورًا علي الكاميرات أو الميكروفونات. أصبح يشمل مراقبة بيئية شاملة غير مرئية تعتمد علي مستشعرات متناهية الصغر.
أضافت أن التهديد لا يتوقف عند البرمجيات الخبيثة. يمتد إلي أسلحة سيبرانية مادية. قادرة علي تنفيذ مهام تخريبية عبر أسراب نانوية غير مرئية بالعين المجردة. يتم إطلاقها نحو أهداف حيوية مثل محطات الطاقة أو مراكز البيانات أو المنشآت العسكرية.
تابعت: أن الأسراب بحجم حبة الغبار قادرة علي التسلل من فتحات صغيرة مثل أنظمة التهوية أو شبكات المياه. وصولًا إلي الخوادم المعزولة عن الإنترنت. حيث تنفذ هجماتها بإتلاف الموصلات الدقيقة وتعطيل الأجهزة بشكل يصعب تشخيصه مؤضحة أن الذكاء الإصطناعي يمنح هذه الأسراب قدرة علي التصرف بشكل جماعي ومستقل. لتحديد الأهداف الأكثر أهمية داخل الشبكة وتنسيق الهجوم تلقائيًا دون الحاجة إلي تحكم بشري مباشر.
لفتت الي خطورة التجسس الخفي الذي يتم من خلال غبار ذكي يتكون من مستشعرات نانوية دقيقة. يسجل اهتزازات لوحات المفاتيح لاستخراج كلمات المرور ويرصد الإشعاعات الكهرومغناطيسية للشاشات.
وكشفت ان الهجمات تجاوزت سرقة البيانات إلي إحداث تغييرات مادية دقيقة. مثل التلاعب بالتركيب الكيميائي للمواد داخل المصانع أو إضعاف أجزاء ميكانيكية حيوية. ما يحول الاختراق الرقمي إلي تخريب مادي مباشر
نبهت أن الزراعة اصبحت هدفا. لعوامل نانوية مبرمجة لمهاجمة محاصيل بعينها. موجهة بخوارزميات ذكاء اصطناعي تستغل الظروف الجوية لنشر أوسع. لتهديد الأمن الغذائي للدول المستهدفة.
شددت علي أن التعاون بين النانو والذكاء الإصطناعي "ليس تهديدًا فقط". إذ يحمل في طياته إمكانات هائلة للحماية. من خلال بناء إلكترونيات حصينة وإنشاء بصمات نانوية فريدة لكل شريحة تُستخدم كمفاتيح تشفير يصعب استنساخها.
وأوضحت أن الأجهزة النانوية تستهلك طاقة أقل بكثير. ما يقلل فرص تسريب البيانات عبر الانبعاثات الجانبية. منوهة إلي إمكانية دمج خاصية التدمير الذاتي البيانات الحساسة فور محاولة اختراق الاجهزة.
واختتمت تصريحاتها بالتأكيد علي أن النانو يُمثل ركيزة مهمة في الثورة الصناعية التي تتبناها مصر. مشيرة إلي اهتمام الدولة بتوظيف الذكاء الإصطناعي في تعزيز الأمن القومي عبر تحليل البيانات الضخمة. ورصد التهديدات الإرهابية. والتعرف علي الوجوه ولوحات المركبات باستخدام الكاميرات وأجهزة الاستشعار.

لواء محمد الدسوقي أستاذ الأمن القومي والإستراتيجية بالأكاديمية العسكرية يحذر:

السباق المحموم نحو التسلح بالذكاء الإصطناعي يفتح الباب أمام فوضي بلا سقف

دول مارقة تخصص المليارات لتسخير التقنية في تحقيق اطماعها
البشرية علي أعتاب مرحلة غير مسبوقة من الحروب الذكية
محاولات فاشلة لإعادة رسم خرائط النفوذ بالمنطقة عبر السيطرة الرقمية والمعلوماتية
تقارير دولية عن قوائم استهداف علماء وقادة بخوارزميات ذكية

في الوقت الذي يتسابق فيه العالم علي تطوير تقنيات الذكاء الإصطناعي. تحذر دراسة بحثية حديثة للواء د. محمد الدسوقي أستاذ الأمن القومي والإستراتيجية ومساعد مدير الأكاديمية للدراسات العليا والبحوث العلمية من أن البشرية تقف علي أعتاب مرحلة غير مسبوقة من الحروب الذكية. لم تعد المدافع والدبابات هي التي تحسم الصراع. بل الخوارزميات والبرمجيات.
نبهت الدراسة إلي أن الدول المارقة باتت تخصص مليارات من ميزانياتها لتسخير هذه التقنية. لاستخدامها كورقة ابتزاز سياسي لاحتلال وزعزعة استقرار جيرانها. محاولة إعادة رسم خرائط النفوذ بالمنطقة مما يعيد إلي الأذهان اشكالا جديدة من الاستعمار عبر السيطرة الرقمية والمعلوماتية.
التحذير الأبرز بان السباق المحموم نحو التسلح بالذكاء الإصطناعي لا يحمل أي فرصة لتحقيق التوازن أو الردع. يفتح الباب أمام فوضي لا سقف. في ظل محاولات بعض الدول إنشاء أجهزة ومؤسسات متخصصة لتطويع الذكاء الإصطناعي لخدمة أطماعها الإقليمية. وهو ما يقوض ما تبقي من فرص السلام بالمنطقة وينعكس علي العالم.
رصد "الدسوقي" توظيف الذكاء الإصطناعي داخل ميدان العمليات العسكرية والإستخباراتية. حيث لم يعد يقتصر علي مهام تحليل البيانات أو استشراف السيناريوهات المستقبلية. ليصبح أداة مباشرة في استهداف الأشخاص بدقة غير مسبوقة مشيرا الي تقارير دولية عن قوائم استهداف أُعدت بخوارزميات ذكية تضم علماء نوويين وقادة عسكريين. بل وتحدد متي يكون الاغتيال أكثر تأثيرا علي معنويات الدول والمؤسسات. 
ينوه الي تخطي مرحلة رصد أو جمع معلومات استخباراتية. الي قدرة علي تحليل كم هائل من بيانات الكاميرات والأقمار الصناعية والتنصت الرقمي. وربطها بالهوية الحقيقية للهدف قبل تصفيته بالمسيرات.
وفقا للدراسة استخدمت هذه التقنية لتتبع قادة في حركات المقاومة وتصفيتهم. كما استهدفت علماء بارزين وقادة في جيوش نظامية بعد تحليل أنماط تحركاتهم واختيار اللحظة الأكثر إيلاماً لتوجيه الضربة.
الدسوقي وصف هذا التطور بنقلة مرعبة. حيث تنتقل عمليات الاغتيال من يد القرار البشري إلي القرار الخوارزمي" سلاح بلا روح. لا يعرف الرحمة ليس لديه مجالاً للخطأ أو النجاة.
ودعت الدراسة المجتمع الدولي إلي التحرك العاجل نحو وضع قوانين صارمة تنظم استخدام الذكاء الإصطناعي في الحروب. لتفادي الانزلاق إلي فوضي رقمية استعمارية جديدة تحول الثورة التكنولوجية من فرصة للتنمية إلي لعنة تهدد الأمن والسلام العالمي.

د. طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة:

العالم يشهد انتقالًا تدريجيا من حروب الجيل الرابع إلي الجيل الخامس

توظيف الذكاء الإصطناعي في ميادين السياسة والأمن والاقتصاد بصورة مدمرة
يجمع المعلومات ويزيف الحقائق ويشوه الشخصيات العامة
الاستهداف ليس خارجي فقط هناك الداخي كالاخوان
قوي دولية تضخم قدراتها في هذا المجال لأغراض سياسية

أكد د. طارق فهمي. أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان الاستخدامات الحديثة للذكاء الإصطناعي أصبحت جزءا أساسيا من حروب الأجيال. مشيرا الي ان العالم يشهد انتقالًا تدريجيا من حروب الجيل الرابع إلي الجيل الخامس. وهو الجيل الذي يركز بشكل أساسي علي توظيف الذكاء الإصطناعي في ميادين السياسة والأمن والاقتصاد. وبصورة تحمل استخدامات مدمرة.
اضاف أن هناك خلطا لدي البعض في فهم طبيعة الذكاء الإصطناعي. اذ تظن فئة أنه ينحصر في صناعة صور أو مواد مرئية مسيئة. بينما الحقيقة أوسع من ذلك بكثير مشيرا الي ان الذكاء الإصطناعي. يرتبط ارتباطا وثيقا باستخدامات استخباراتية في جمع المعلومات. وتزييف الحقائق. وتشويه الشخصيات. وهي ممارسات اكثر ايلاما من العسكرية لايتم كشفها دون أدوات متقدمة ومهارات خاصة.
اوضح أن أخطر ما في حروب الجيل الخامس هو توظيف الذكاء الإصطناعي في نشر الشائعات والمعلومات المضللة والملونة. التي تستهدف فقدان ثقة الشعوب في مؤسساتها. لافتا إلي أن تقنيات التزييف العميق باتت قادرة علي إنتاج وثائق مزورة وفيديوهات مصطنعة تستهدف تشويه الرموز وإحداث بلبلة في الرأي العام.
اثني فهمي علي الحرفية المصرية في التعامل مع هذه التهديدات. من خلال دحض الشائعات علي مدار الساعة. ونشر الحقائق أولًا بأول. وهو ما يقلل من فرص انتشار الأكاذيب وتأثيرها. لكنه شدد في الوقت نفسه علي ضرورة التوصل إلي تشريعات دولية ومحلية تنظم هذا المجال. مشيرا الي أهمية قانون تداول المعلومات كأداة لرقابة السلوك العدائي الرقمي.
تابع حديثه عن حروب الجيل الخامس بانها لم تعد قاصرة علي الجيوش أو الصواريخ. صارت حرب معلومات وصراع أجهزة استخبارات في المقام الأول. والذكاء الإصطناعي أصبح أحد أبرز أدواتها وأساليبها. ورجح فهمي ان يزداد حضور الذكاء الإصطناعي في السنوات المقبلة.
حذر من خطورة الاستخدام السيكولوجي للذكاء الإصطناعي في استهداف الروح المعنوية للشعوب والتأثير علي الرأي العام. مشيرًا إلي أن التهديد لا يأتي فقط من الدول المعادية. بل من عناصر داخلية مدللا باساليب تنظيم الإخوان في استخدام هذه التقنيات لتشويه الدولة المصرية ونشر الشائعات. واعتبر أن الحل يكمن في وجود إعلام مضاد يواكب هذه الحملات. ويعمل علي رفع الوعي السياسي والثقافي داخل المجتمع.
وفيما يخص سباق التسلح بالذكاء الإصطناعي واستهداف الأشخاص. أوضح أن بعض القوي الدولية تميل إلي تضخيم قدراتها في هذا المجال لأغراض سياسية. خصوصًا في ما يتعلق بتأثير هذه الأدوات علي الاستقرار السياسي والرأي العام. 
وقال: "الأخطر ليس فقط القصف أو الدمار. بل توظيف البعد النفسي للتأثير علي وعي المواطن وصناعة حالة من الإرباك والارتباك المجتمعي. وهو ما يجب التصدي له بحزم".

لواء د. عماد حلمي أستاذ الأمن السيبراني بالأكاديمية العسكرية:

تحول الجيوش من الحرب التقليدية إلي حرب معلومات ذكية

تضعف صد الهجمات باخترق الكاميرات وتعطيل المراقبة وأنظمة التعرف علي الأسلحة
الاعتماد علي التكنولوجيا الأجنبية في لوغاريتمات الذكاء الإصطناعي يجعلها عرضة لثغرات خلفية
تطوير لوغارتمات وطنية للحفاظ علي البنية التحتية

يشير لواء د. عماد حلمي استاذ الامن السيبراني بالاكاديمية العسكرية ان التطور التكنولوجي المتلاحق للجيل الخامس وانترنت الاشياء والتوام الرقمي "الواقع الافتراضي والواقع المعزز" والروبوتات والشبكات الذكية والاعتماد اللا واعي علي البيانات العملاقة للحوسبة السحابية ادي الي تحول الجيوش من الحرب التقليدية الي حرب معلومات ذكية تعتمد علي اساليب خداع الذكاء الإصطناعي.
لفت الي دقة الذكاء الإصطناعي في تدمير الاهداف المحددة من خلال لوغارتمات وآليات الرصد العاملة علي المنصات الرقمية لتحديد المحال ذات البيانات الكبيرة.
نوه الي قدرة الانظمة الذكية علي تعطيل أنظمة المراقبة الأمنية للقوات واختراق كاميرات المراقبة أو أنظمة التعرف علي الاسلحة الهجومية مما يضعف صد الهجمات مشيرا الي ان سرقة الملفات التصميمية أو التصميمات الهندسية لتلك المعدات مما يضعف اسلوب عملها.
أضاف ان الاعتماد علي التكنولوجيا الأجنبية في لوغاريتمات الذكاء الإصطناعي قد يجعلها عرضة لثغرات خلفية (Backdoors) في الأنظمة المستوردة من الخارج . مشيرا الي تطوير لوغارتمات وطنية دون استخدام منصات الشركات العالمية ذات الطابع التجاري وتطبيقها علي الحوسبة السحابية الخاصة بالدولة
لفت الي صعوبة صد هجمات الطائرات المسيرة لقدرتها علي الاخفاء مع عناء التعامل معها بانظمة الدفاع الجوي التقليدية وقدرتها علي تدمير عدد كبير من الاهداف في وقت واحد مع تباين الحجم والقدرة التدميرية ومشقة الرصد في حينه.
تطرق الي قدرة مصر علي تقليل المخاطر وحماية أصولها الاستراتيجية الخاصة في الفضاء السيبراني من خلال تطوير شبكات عسكرية معزولة (Air-Gapped Networks) للحد من الاختراق بجانب إنشاء وحدات حرب إلكترونية متخصصة مثل الفرق التابعة لحرب المعلومات الإلكترونية.
تطرق الي تعزيز البنية التحتية السيبرانية بتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي محلية وتقليل الاعتماد علي التكنولوجيا الأجنبية مشيرا الي إنشاء فرق متخصصة للرد السريع لمكافحة الهجمات السيبرانية في القطاعات الحيوية.
شدد علي التدريب المستمر للكوادر في مجال الأمن السيبراني والذكاء الإصطناعي لمواكبة التهديدات الحديثة وزيادة الوعي السيبراني عبر حملات توعوية للوحدات العسكرية حول كيفية تجنب الاختراقات. 
وانهي حديثه محذرا من خطورة ترك التكنولوجيا المتقدمة مطروحة في الأسواق العالمية دون قيود صارمة. موضحًا أن هذه الثغرة تمنح الجماعات الإرهابية فرصة ذهبية للحصول علي تقنيات عالية الحساسية. وعلي رأسها الطائرات المسيرة.
محذرا انه عندما تقع هذه الأدوات في الأيدي الخطأ. تتحول إلي أسلحة رخيصة وفعالة في نشر الذعر وزعزعة استقرار المجتمعات. فضلاً عن إضعاف الجبهات الداخلية للدول مشيرا الي أن الإهمال في الرقابة علي مسارات هذه التكنولوجيا قد يفتح الباب أمام موجات جديدة من التهديدات.

د. رحاب رحماوي أستاذ الذكاء الإصطناعي بالأكاديمية العسكرية:

تحول معرفي في حروب الجيل الخامس.. تقدم الخوارزميات وتراجع الجنود

الردع النووي دمار متبادل بينما الإصطناعي شلل متبادل

تري د. رحاب رحماوي. أستاذ الذكاء الإصطناعي بالاكاديمية العسكرية أن العلم لم يعد مجرد وسيلة لتسريع الإيقاع العسكري. أصبح يفرض إيقاعًا جديدًا للحرب نفسها. حيث تختصر الخوارزميات المسافة بين المعلومة والقرار. وتحول البيانات إلي سلاح اكثر فتكا من الرصاصة.

تشير الي أن للذكاء الإصطناعي وجوهًا متعددة في ساحات القتال: طائرات مسيرة لم تعد مجرد عين في السماء. بل "عقل محلّق" قادر علي الرؤية والاستهداف" أنظمة ترصد الإشارات الحرارية والصوتية وتحولها إلي قرار قاتل" وخوارزميات تعيد ترتيب فوضي المعلومات لتكشف النوايا قبل ان يعلن عنها. أما الحروب السيبرانية. فتمثل الوجه الخفي للصراع. إذ يمكن لزر واحد أن يطفئ أنوار مدينة كاملة.

تضيف الرحماوي أن المفارقة تكمن في ازدواجية الاستخدام: ففي المجال المدني. يطيل الذكاء الإصطناعي العمر ويحسن جودة الحياة. بينما في المجال العسكري يختصر العمر ويكثف الموت. وتستشهد بحادثة "المسيرة التي قتلت مشغّلها" حتي وإن كانت جدلية فهي تكشف سؤالًا وجوديا: هل نحن علي أعتاب آلات قد تتجاوز سلطة من صنعها؟

وتلفت إلي أن الجامعات المصرية دخلت مضمار الذكاء الإصطناعي بخطوات تأسيسية واعدة. حيث تتنوع الأبحاث بين الأمن السيبراني. الروبوتات. والرؤية الحاسوبية. وبعضها يجد طريقه إلي التطبيقات الأمنية.

أشارت الي ان تطوير أنظمة حربية ذكية لا يمكن أن يتم دون تحالف متكامل بين العلم والاقتصاد والسياسة. وبمشاركة دولية لنقل المعرفة وبناء قاعدة محلية مستدامة.

وتقارن بين السلاح النووي والذكاء الإصطناعي" موضحة ان الأول ظل حكرا علي قلة. بينما الثاني يتوسع في مختبرات مفتوحة وجامعات عالمية وشركات ناشئة. ما يجعل انتشاره أسرع وأخطر 
اضافت أن الردع النووي قام علي مبدأ "الدمار المتبادل". بينما ردع الذكاء الإصطناعي يقوم علي "الشلل المتبادل": هجوم سيبراني قد يعتم مدينة. وسلاح ذاتي قد يضرب بلا تمييز. فإذا اجتمع الاثنان نشأت فوضي رقمية مسلحة يصعب ضبطها.

وتري أن الحرب نفسها أعيد تعريفها" فلم تعد ساحات الدماء وحدها هي المعيار. بل قدرة طرف علي جعل خصمه عاجزًا عن القيادة والسيطرة. وبينما تبدو الضوابط الدولية أقرب إلي شعارات أخلاقية منها إلي التزامات حقيقية. تمضي القوي الكبري في عسكرة الذكاء الإصطناعي بلا كوابح.

وتختتم رحماوي بأن أخطر ما في الذكاء الإصطناعي ليس ما يقدر علي فعله. بل ما نسمح له أن يفعله باسمنا. مؤكدة أن الخيار الآن مصيري: إما أن نصوغ هذا المستقبل بوعي. أو نتحول إلي متلقين سلبيين لنتائجه.

م. زياد عدالتواب.. مساعد الامين العام لمجلس الوزراء للتحول للرقمي:

محاكاة للعقل البشري بصورة أسرع وأدق وأكثر اتساعاً في تخزين المعلومات

ينقل البشرية إلي مستوي جديد من الصراع المسلح والمعلوماتي

يشير م. زياد عبد التواب مساعد الامين العام لمجلس الوزراء للتحول ان الذكاء الإصطناعي هو محاولة لمحاكاة العقل البشري بصورة اسرع و ادق و اكثر اتساعا في نطاق المعلومات التي يقوم بتخزينها و تحليلها وبذلك سينقل الحروب البشرية الي مستوي جديد من الصراع المسلح والصراع المعلوماتي ايضا.
نبه الي خطورة الأسلحة المستقلة التي تمنح الروبوتات حرية كاملة في تقدير الموقف وتنفيذ العمليات دون الرجوع للإنسان. وهو ما يحول الآلة من مجرد أداة مساعدة إلي مقاتل مستقل يقرر وحده منح الحياة او الموت مشيرا الي ان هذا النوع من السلاح لا يثير قلق العسكريين فقط. بل يضع الإنسانية كلها أمام معضلة أخلاقية غير مسبوقة.
أضاف أن الخطر الأكبر يكمن في الوجه الخفي للذكاء الإصطناعي في التلاعب بالوعي الجمعي من هنا يصبح سلاح اخطر من الرصاصة أو الصاروخ. قادر علي طمس الهوية. وتغيير العادات. وتثبيط الهمم. وإشعال الفتن. وصرف المجتمعات عن مسارات التنمية والبناء. معركة صامتة في عقول البشر قبل أن تخاض علي أرض الميدان.
نوه الي انه مع تسارع التحول الرقمي. أصبحت كل مناحي الحياة مرهونة بالعالم الإلكتروني. ما يجعل أي هجوم ناجح كفيلًا بإحداث شلل واسع مشيرا الي تقدير حجم الخسائر العالمية جراء هذه الهجمات نحو 10.5 تريليون دولار عام 2025. وهو رقم يفوق في تأثيره الاقتصادي كثيرًا من نتائج الحروب العسكرية التقليدية
لفت الي ان ما سبق ولا يعني ذلك التقليل من خطورة الاستخدام العسكري المباشر للذكاء الإصطناعي. لكنه يعكس حقيقة أن الصراعات المقبلة قد تُدار لعقود طويلة علي طريقة "الحرب الباردة". التي استمرت قرابة 35 عامًا بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. غير أن الفارق اليوم أن شبكة الإنترنت تجعل الهجمات اليومية بالآلاف أمرًا واقعيًا لا مجرد افتراض.
وفي حديثه عن القدرات التقنية. لفت عبد التواب الي أن تطوير نماذج التعلم والخوارزميات يسير بوتيرة متسارعة. بينما المكونات المادية من رقائق ومعالجات وأنظمة تعتمد بالأساس علي سلاسل إمداد مترابطة بين الدول. فالولايات المتحدة والصين وتايوان. علي سبيل المثال. رغم تنافسها الحاد. تبقي متشابكة في إنتاج أجزاء ومكونات يعتمد كل منها علي الآخر.
واختتم بالإشارة إلي تصنيف "معهد مستقبل الحياة" (Future of Life Institute) في الولايات المتحدة. الذي وضع الذكاء الإصطناعي إلي جانب الأسلحة النووية والتغير المناخي كأكبر ثلاثة مخاطر تواجه البشرية. مشيرا الي الحاجة ملحة لوضع أطر دولية واضحة لتنظيم استخدام الذكاء الإصطناعي. وبالأخص في مجال التسليح. قبل أن يتحول إلي خطر لا يمكن احتواؤه.

د. محمد محسن.. مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية:

تغيير معايير القوة وتعريف الحروب من ميادين دماء إلي ميادين بيانات

لم يعد التفوق مرهونًا بعدد الدبابات أو حجم الترسانة النووية بل بقدرة الدولة علي التحكم في بياناتها

يشير د. محمد محسن مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية الي ان الذكاء الإصطناعي لم يعد ترفًا علميًا أو أداة تقنية محصورة في ميادين الطب أو الصناعة أو التعليم. بات عنصرًا فاعلًا في هندسة الصراعات العسكرية والأمنية.
لفت الي تغيير معايير القوة وتعريف الحروب من ميادين دماء إلي ميادين بيانات. فاليوم لم يعد التفوق مرهونًا بعدد الدبابات أو حجم الترسانة النووية. بل بقدرة الدولة علي التحكم في بياناتها. تأمين بنيتها الرقمية. وتوجيه أنظمة الذكاء الإصطناعي لخدمة أهدافها العسكرية.
يري محسن أن الحروب السيبرانية هي الوجه الأخطر لهذا التحول. إذ تتحول الجيوش إلي "جيوش رقمية" قادرة علي تعطيل الكهرباء والمياه والاتصالات دون إطلاق رصاصة واحدة. الي جانب تقدم الأسلحة ذاتية التشغيل. من روبوتات إلي طائرات مسيرة. لتصبح قادرة علي رصد الأهداف وتنفيذ الضربات دون تدخل بشري مباشر
ينوه الي ان أخطر ما ظهر في هذا المجال حادثة ذكرتها تقارير أممية عام 2021. حين نفذت مسيّرة تركية (Kargu-2) هجومًا في ليبيا دون أوامر بشرية واضحة. ما أثار سؤالًا وجوديًا حول اقتراب العالم من لحظة تفقد فيها البشرية السيطرة علي الآلة القاتلة.
تطرق الي بروز "حروب الوعي". حيث يستخدم الذكاء الإصطناعي في تزييف الوعي المجتمعي من خلال فيديوهات (Deepfake) ونشر الشائعات للتأثير علي الرأي العام وتقويض استقرار المجتمعات.
اشار الي الهجمات المالية التي تستهدف البنوك المركزية وأنظمة الدفع الإلكتروني عبر خوارزميات قادرة علي افتعال انهيارات بالبورصات أو تمرير عمليات غسل أموال وتمويل إرهاب يصعب تتبعه.
اكد ان الهجمات لم تعد مرتبطة بجغرافيا الصراع فقد تاتي من غرفة مظلمة علي بعد آلاف الكيلومترات. يقودها مبرمجون مجهولون قادرون علي شل البني التحتية الحيوية من شبكات الكهرباء كما حدث في أوكرانيا عام 2015. إلي أنظمة النقل والسكك الحديدية والطائرات المدنية. وحتي أنظمة التحكم الصناعي (SCADA) ليست في مأمن. كما كشف هجوم "ستاكس نت" علي البرنامج النووي الإيراني.
نوه ان المعادلة اليوم تكشف سباقًا جديدًا للتسلح. لا يقوم علي تبادل السلاح التقليدي. بل علي تبادل البيانات والقدرات الذكية. دول كبري وصغري علي حد سواء تسعي لتثبيت نفوذها عبر القوة السيبرانية. فيما تتشكل تحالفات جديدة ترتكز علي السيطرة علي البيانات بدلًا من الرؤوس النووية.
ويختم حديثه بطرح السؤال الحائر علي اجابة: هل يتجه العالم لوضع أطر قانونية وأخلاقية دولية تضبط توظيف الذكاء الإصطناعي عسكريًا؟ أم أننا أمام سباق يقود إلي "حرب عالمية رقمية".

د. هبة عسكر أستاذ الذكاء الإصطناعي بجامعة السادات:

يعيد رسم خرائط الحروب

واحده من أخطر التحولات في تاريخ الصراع البشري.. نظام عالمي جديد تصنعه الخوارزميات
يتخذ قرارات معقدة خلال ثواني بفضل تحليل البيانات الضخمة والتعلم العميق
يحارب بلا بنية تحتية: خبراء برمجة وموارد بيانات وحواسيب متقدمة
نداءات بتنظم استخداماته في الحرب وقوي كبري تتجه لعسكرته

تشير الدكتورة هبة عسكر. أستاذ الذكاء الإصطناعي بجامعة السادات. إلي أن حروب الذكاء الإصطناعي واحدة من أخطر التحولات في تاريخ الصراع البشري. حيث يتشابك البعد العلمي والتكنولوجي مع العسكري والأمني. وصولًا إلي ما يشبه حربًا باردة جديدة بين القوي الكبري.
تضيف ان حروب القرن الحادي والعشرين لم تعد مقترنة بالدبابات أو الطائرات. بعد ان دخلت مرحلة جديدة عنوانها الخوارزميات والبيانات والآلات الذكية.
توضح عسكر أن الذكاء الإصطناعي قادر علي اتخاذ قرارات معقدة خلال ثواني بفضل تحليل البيانات الضخمة والتعلم العميق. لكنه لم يستقل بعد بشكل كامل عن العنصر البشري. مشيرة إلي ان دقة الطائرات المسيرة "الدرونز" في مهام الاستطلاع والهجوم. تجعلها لا تقل خطورة عن الصواريخ الموجهة.
تلفت إلي وجود مدرستين في تقييم الخطر: الأولي تري أن الهجمات السيبرانية المدعومة بالذكاء الإصطناعي هي الأخطر. لأنها قادرة علي شل البنية التحتية لدول كاملة من دون إطلاق رصاصة. أما الثانية فتحذر من الأنظمة العسكرية الذاتية. التي قد تفشل في التمييز بين المدني والعسكري. فتقود إلي كوارث. 
تنوه الي أن كثيرا من الخبراء يقارنون موقع الذكاء الإصطناعي اليوم بمكانة الأسلحة النووية في القرن العشرين. كأداة ردع وورقة في موازين القوي مشيرة الي ان خطورة الذكاء الإصطناعي تكمن في عدم احتياجه الي بنية تحتية نووية ضخمة. فقط خبراء برمجة وموارد بيانات وخوادم حوسبية متقدمة. ما يجعل انتشاره أسرع وأكثر خطورة.
وبينما تنادي بعض الأصوات داخل أوروبا ومنظمات دولية بضرورة صياغة "اتفاقية جنيف رقمية" تنظم استخدامات الذكاء الإصطناعي في الحرب تتجه القوي الكبري نحو عسكرة الذكاء الإصطناعي" اعلنت الصين خطتها لقيادة هذا المجال بحلول 2030. وخصصت الولايات المتحدة أكثر من 280 مليار دولار عبر "قانون الرقائق" "2022". من ناحيته استثمر الاتحاد الأوروبي 30 مليار يورو. 
وتوضح عسكر أن المنافسة لا تقف عند حدود الجيش والسلاح. تمتد إلي الاقتصاد والطاقة وسلاسل التوريد. خصوصًا مع السيطرة شبه المطلقة لتايوان علي صناعة أشباه الموصلات. حيث تنتج نحو 70% من الإمدادات العالمية
وتنهي حديثها بقول: إننا أمام نظام عالمي جديد تصنعه الخوارزميات. حيث تتحول إلي المدفع والدبابة والصاروخ في آن واحد.

الأب الروحي للذكاء الإصطناعي:

في المستقبل القريب قد يتاح لأي شخص يمتلك المعرفة تطوير أسلحة بيولوجية

المخاطر الوجودية للتقنية لا تحظي باهتمام صانعي القرار لاسيما في الغرب

أوروبا تقدم الاعتبارات الاقتصادية والتجارية علي القلق الأخلاقي

يحذر جيفري هينتون. الاب الروحي للذكاء الإصطناعي الحديث عن صفحات فاينانشال تايمز من أن العالم أمام مفترق طرق حاسم. قائلاً: نحن نعيش لحظة مذهلة. وقد تكون مذهلة في خيرها أو شرها“ لا أحد يعرف يقينًا ما سيحدث. وكل من يدعي ذلك فهو واهم. لكن المؤكد أن الأمور لن تبقي علي حالها.

يعرب الحائز علي نوبل في الفيزياء. عن رؤيته المتشائمة نسبياً لما يحمله الذكاء الإصطناعي من مستقبل للبشرية. قائلًا إن ?قوة هذه التقنية ستستخدم غالبًا لتعظيم أرباح الأقلية. لا لتحسين حياة الأغلبية.

يضيف المستقيل من جوجل لتحذير البشرية ان الذكاء الإصطناعي قد يتاح في المستقبل القريب. لأي شخص يمتلك المعرفة والأدوات أن يطور أسلحة بيولوجية. مشبّهًا ذلك بإمكانية صنع قنبلة نووية من قِبل شخص عادي بمساعدة "مساعد ذكي"" كما اعتبر أن هذا النوع من المخاطر الوجودية لا يحظي بالاهتمام الكافي من قبل صانعي القرار. ولاسيما في الغرب. حيث تغلب الاعتبارات الاقتصادية والتجارية علي القلق الأخلاقي.

يوضح الأكاديمي العريق أن التطور سيستمر حتي تتجاوز هذه النماذج الإدراك البشري. ليس فقط في المعالجة اللغوية. بل في القدرة علي الاستدلال. والتحليل. واتخاذ القرار" لكنه لا يري في ذلك بالضرورة إنجازًا إيجابيًا

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق