هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

 مطروح.. واحة الذهب الأخضر وكنز النباتات الطبية

فى قلب الصحراء الغربية، حيث تبدو الطبيعة فى أوج قسوتها، تخبئ محافظة مطروح كنزًا لا يقدر بثمن، يتمثل فى النباتات الطبية والعطرية التى تنبت مع نزول الأمطار، فترسم لوحة فريدة تحوّل الصحراء الجرداء إلى بساط أخضر نابض بالحياة.. هذه النباتات ليست مجرد أعشاب صحراوية، بل هى ثروة قومية ذات قيمة اقتصادية وطبية وصناعية هائلة، تجعل من مطروح جنة خضراء فوق الرمال الذهبية.


وتُعد هذه النباتات مصدرًا مباشرًا للعلاج والشفاء منذ مئات السنين، حيث اعتمد عليها البدو فى علاج أمراضهم قبل أن يعرفوا طريق الأطباء، كما أنها تساهم بشكل غير مباشر فى تحسين جودة الإنتاج الحيواني، إذ تتغذى عليها أغنام البرقى الشهيرة وحيوانات الإبل، لتنتج لحومًا وألبانًا عالية الجودة، باتت مطلوبة فى الأسواق المحلية والعالمية.  

تنوع نباتى يثير الإعجاب

تتميز مطروح بتنوع نباتاتها الطبية والعطرية، حيث تنتشر فى واحة سيوة والوديان والمناطق الجبلية والصخرية أنواع نادرة من الأعشاب مثل: البردقوش، اللافندر، النعناع الفلفلي، المرمرية، الريحان، حبة البركة، حصى البان، الكمون، الخردل الأبيض والأسود، الحنة، الشعير، الكزبرة، الاستيفيا، والنعناع السعودى.

أما على طريق وادى النطرون ? العلمين فتزدهر نباتات مثل السكران بالقرب من محمية العميد، بينما تتزين الكثبان الرملية بأصناف فريدة مثل البصل الصحراوى وقصب الرمال ونبات اللوتس. ومن بين أكثر الكنوز ندرة وطلبًا، يظهر فطر الترفاس (الفقع) الذى ينمو مع وفرة الأمطار، ويُعد واحدًا من أغلى منتجات الصحراء، إذ يُقبل عليه التجار والعرب نظرًا لقيمته الغذائية والدوائية، خصوصًا فى علاج أمراض العيون، بالإضافة إلى استخدامه فى صناعات دوائية بأوروبا.  

شهادات الأهالي.. خبرة أجيال مع الصحراء

يقول عبدربه مؤمن من أهالى مدينة الحمام إن البدو كانوا يعتمدون على أعشاب الصحراء فى علاج أمراضهم، ولم يلجأوا للأطباء إلا نادرًا. ويضيف أن ما تجود به الطبيعة انعكس على الحيوانات، فأغنام البرقى تعد من أفضل السلالات بالوطن العربي، كما أن حليب الإبل الذى يتغذى على هذه النباتات يجذب المرضى من كل مكان لما يحتويه من فوائد غذائية وعلاجية. ويؤكد صالح مشرى أن هذه النباتات تمثل ثروة اقتصادية لا تقل أهمية عن النفط والغاز، إذ تدخل فى صناعة الأدوية والعطور ومستحضرات التجميل والأغذية، فضلًا عن دورها فى تعزيز التوازن البيئي.  

خطط الدولة والبحث العلمي

من جانبه، أوضح المهندس حسن عمارة مدير إدارة الضبعة الزراعية أن وزارة الزراعة استشعرت أهمية هذه النباتات فأطلقت مشروعًا قوميًّا للنهوض بزراعات النباتات الطبية والعطرية، وكان من نصيب مطروح خاصة واحة سيوة أن تكون مركزًا لهذا المشروع العملاق. وقد أسس مركز بحوث الصحراء محطتين بحثيتين فى منطقتى تجزرتى وخميسة بسيوة لدعم البحث والتطوير وتحويل هذه الثروة الطبيعية إلى مصدر دخل قومي. يشير الشيخ عمر راجح أحد أبناء واحة سيوة إلى أن هذه الزراعات تتميز بكونها نظيفة خالية من المبيدات، وتحقق عائدًا اقتصاديًا كبيرًا، إذ تدخل فى صناعات العطور والأدوية وتكمل شهرة الواحة العالمية فى إنتاج التمور والزيتون.  

ثروة تنتظر الاستثمار

مطروح اليوم تقف على أعتاب طفرة اقتصادية جديدة، بفضل ما تمتلكه من تنوع نباتى نادر يُمكن أن يحوّلها إلى مركز عالمى لإنتاج النباتات الطبية والعطرية. إنها بالفعل îذهب أخضر? يستحق الاستكشاف والاستثمار، ليس فقط لدعم الاقتصاد الوطني، ولكن أيضًا للحفاظ على تراث الطبيعة فى واحدة من أجمل بقاع الصحراء المصرية.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق