رئيس مجلس الإدارة
طارق لطفى
رئيس التحرير
أحمد سليمان
غرسة دماغية ذكية تكشف الألم وتكافحه فورًا
في اختراق علمي غير مسبوق، طور باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو غرسة دماغية ذكية قادرة على رصد نوبات الألم المزمن والتصدي لها فورًا عبر التحفيز العميق للدماغ، في خطوة قد تمثل أملًا لملايين المرضى الذين يعانون من آلام لا تستجيب للعلاجات التقليدية.
تعتمد التقنية على تحليل النشاط العصبي الفردي لكل مريض لتحديد مناطق التحفيز المثلى وترددات النبضات المناسبة، ما يميزها عن العلاجات السابقة التي كانت تعتمد مقاربة موحدة.
وفي تجربة سريرية شملت ستة مرضى، تمكنت الغرسة من تقليل شدة الألم بنسبة 50% في المتوسط، مع تحسن واضح في المزاج والنشاط البدني، وفاعلية مستمرة لأكثر من ثلاث سنوات. إحدى الحالات المؤثرة كانت لمريض تمكن للمرة الأولى منذ سنوات من احتضان زوجته بعد تحسن قدرته البدنية، رغم استمرار بعض الألم، ما يعكس الأثر العميق لهذا الابتكار على نوعية الحياة.
ويصيب الألم المزمن نحو 20٪ من الأمريكيين، وغالبا ما يقاوم العلاج التقليدي بسبب تغيرات معقدة في الشبكات العصبية الدماغية. وعلى عكس التحفيز العميق التقليدي الذي يستهدف منطقة دماغية واحدة لجميع المرضى، فإن التكنولوجيا الجديدة تختار نقاط التأثير وتردد النبضات بشكل فردي استنادا إلى مراقبة النشاط الدماغي لكل مريض.
خضعت الغرسة لاختبارات متعددة المراحل: في البداية، سجلت الأقطاب الكهربائية النشاط على مدى 10 أيام وجُربت أنماط مختلفة من التحفيز، ثم تم تركيب غرسات دائمة تُشغل عند اكتشاف الألم وتتوقف أثناء النوم.
بعد ستة أشهر من الضبط، خفض التحفيز الحقيقي شدة الألم بنسبة 50٪ في المتوسط، بينما زاد التحفيز الوهمي الألم بنسبة 11٪. وأبلغ المشاركون عن تحسن في المزاج وزيادة النشاط البدني، واستمر تأثير الغرسة لأكثر من ثلاث سنوات.
وتعد هذه الطريقة الشخصية طفرة حقيقية لملايين الأشخاص الذين يعانون من آلام مزمنة، وفتحا لآفاق جديدة في مجال التحفيز العصبي ومكافحة آثار الألم.
اترك تعليق