رئيس مجلس الإدارة
طارق لطفى
رئيس التحرير
أحمد سليمان
دراسة .. حاصرات بيتا قد تزيد خطر الوفاة لدى بعض مرضى النوبات القلبية
في تحدٍ للتوصيات الطبية المتّبعة منذ عقود، كشفت دراسة إسبانية حديثة نُشرت في مجلة القلب الأوروبية أن استخدام حاصرات بيتا بعد النوبات القلبية لا يقدم فائدة واضحة لجميع المرضى، بل قد يرتبط بزيادة خطر المضاعفات والوفاة، خصوصًا بين النساء.
وشملت الدراسة أكثر من 8500 مريض من 109 مستشفيات إسبانية، ووجدت أن المرضى الذين تلقوا العلاج بحاصرات بيتا لم يظهروا أي انخفاض ملحوظ في معدلات الوفاة أو تكرار النوبات القلبية، مقارنةً بمن لم يتلقوا هذا العلاج.
كما أظهرت النتائج أن النساء اللواتي تناولن حاصرات بيتا كنّ أكثر عرضة بنسبة 2.7% للوفاة أو دخول المستشفى بسبب فشل القلب.
وأكد الباحثون أن هذه النتائج ستدفع نحو إعادة النظر في الإرشادات الطبية الدولية، واعتماد نهج علاجي مخصص حسب الجنس، خاصة في ظل تطور العلاجات الحديثة التي غيّرت فعالية بعض الأدوية التقليدية.
وقال الدكتور فالنتين فوستر، المدير العام للمركز الوطني لأبحاث القلب والأوعية الدموية في مدريد: "ستعيد هذه النتائج صياغة جميع الإرشادات السريرية الدولية بشأن استخدام حاصرات بيتا، وستحفّز اعتماد نهج علاجي مخصص لكل جنس، وهو ما طال انتظاره".
وأضاف: "لم نجد أي فائدة لاستخدام حاصرات بيتا لدى المرضى الذين حافظوا على وظائف قلبية طبيعية بعد النوبة القلبية، رغم أن هذا العلاج يُعتمد منذ نحو 40 عاما".
وأوضح الدكتور بورخا إيبانيز، المدير العلمي للمركز وأحد المشاركين في الدراسة، أن حاصرات بيتا أُضيفت سابقا للعلاج القياسي لأنها كانت تقلل الوفيات بشكل كبير. ومع تطور العلاجات الحديثة، مثل إعادة فتح الشرايين التاجية بسرعة، تقلصت الحاجة إليها، وأصبح أثرها محدودا مقارنة بالعلاجات الجديدة.
وكان خبراء آخرون قد أشاروا سابقا إلى أن حاصرات بيتا لم تعد الخيار الأول لعلاج ارتفاع ضغط الدم، بعدما أثبتت أدوية أحدث مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين فعالية أكبر في الوقاية من السكتات القلبية والدماغية.
نشرت النتائج في مجلة القلب الأوروبية وعُرضت في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب في مدريد.
اترك تعليق