عند مدخل المتحف الكبير يقف تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني.. وخلفه تقف سيدة شامخة تضع يديها على كتفيه.
من الوهلة الأولى، يظن الزائر أنها زوجته أو حبيبته حتى إن إحدى الزائرات المصريات وقفت أمام التمثال وقالت بإعجاب: "الله علي الحنان.. زوجته واقفة في ظهره!".
فرد احد الزوار مازحا : "رمسيس قلبه كبير… الراجل ده اتجوز كتير".
لكن الحقيقة التاريخية تختلف تمامًا.. فالتمثال لا يجسد مشهدًا عاطفيًا أو عائليًا كما يعتقد البعض، بل يصور الملك رمسيس الثاني في حماية إحدى المعبودات.. وهي معبودة الحرب عنات.
هذه المعبودة كانت مرتبطة بمدينة أوغاريت في سوريا.. واشتهرت بقوة الشراسة في الحروب.. ولذلك نرى يدها على الملك في وضع حماية ورعاية له.
النص المصاحب للتمثال في المتحف يوضح أن "عنات" لم تكن مجرد معبودة حرب فقط، بل كانت اسما أطلقه رمسيس على إحدى بناته.. كما أطلقه أيضًا على إحدى زوجاته، ما يعكس مدى مكانة هذه المعبودة في وجدان الملك.
المثير أن هذا المزج بين القوة والحماية من ناحية، والدفء والحنان الذي يراه الزوار من ناحية أخرى يكشف كيف يظل الفن المصري القديم قادرًا على خداع العيون وإثارة المشاعر حتى بعد آلاف السنين.
فالتمثال الذي صنع في القرن الـ 13 قبل الميلاد ما زال يقرأ بطريقتين وهما قراءة القلب وقراءة التاريخ..
اترك تعليق