مشروع تنموي عملاق بـ 8.61 مليون دولار.. لتعزيز معيشة أبناء المحافظة

دعم قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية والمياه والتعليم والصحة والبنية الأساسية

في خطوة تعكس الرؤية الاستراتيجية للدولة نحو تنمية المناطق الصحراوية وتحويلها إلي بؤر إنتاجية نابضة بالحياة. أعلن الدكتور حسام شوقي. رئيس مركز بحوث الصحراء. أن المركز ممثلاً في مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح. ينفذ مشروعًا تنمويًا عملاقًا بتكلفة 61.8 مليون دولار. بتمويل من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية "الإيفاد". تحت رعاية وتوجيهات السيد علاء الدين فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي.

ويستمر المشروع علي مدار سبع سنوات منذ انطلاقه في عام 2020 وحتي 2027. ليشكل ركيزة أساسية في تحسين مستوي معيشة أبناء محافظة مطروح عبر حزمة من المشروعات التنموية المتكاملة التي تشمل قطاعات الزراعة. الثروة الحيوانية. المياه. البنية الأساسية. التعليم. الصحة. ودعم المرأة الريفية.

يمتد المشروع علي طول الشريط الساحلي من غربي مدينة الضبعة عند قرية الجفيرة وحتي مدينة السلوم. بامتداد يزيد عن 300 كيلومتر وبعمق يتراوح بين 40 و70 كيلومترًا جنوبًا. بالإضافة إلي منطقتي جنوب العلمين وواحة سيوة. بما يجعله واحدًا من أضخم المشروعات التنموية في البيئات الصحراوية بمصر.

تنمية موارد المياه 

حصاد الأمطار

شهدت السنوات الماضية حفر عدد كبير من الآبار النشو ضمن خطة إنشاء 6000 بئر لحصاد مياه الأمطار. بما يوفر 720 ألف متر مكعب من المياه سنويًا لأغراض الشرب والاستخدام المنزلي.

كما تم إنشاء 500 خزان بسعة إجمالية تبلغ 150 ألف متر مكعب لاستغلالها في الري التكميلي لزراعة الخضروات علي مساحة 500 فدان.

وأُعيد تأهيل 100 بئر روماني قديم لحصاد 100 ألف متر مكعب من مياه الأمطار. إلي جانب إنشاء 700 خزان جديد لحصاد 10 آلاف و500 متر مكعب إضافية لسقي الحيوانات بالمراعي الطبيعية.

كشف المهندس محمود الأمير. مدير مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح والمدير التنفيذي للمشروع. أنه تم استصلاح نحو 1900 فدان في بطون الوديان. وتنفيذ نماذج إرشادية لتحسين الممارسات الزراعية علي مساحة 500 فدان للمحاصيل البستانية.. كما شمل المشروع إنشاء مشاتل لإنتاج شتلات الزيتون والتين واللوز والعنب والنباتات الطبية والعطرية. وتحسين زراعات الشعير والشجيرات الرعوية بنظم التحميل علي مساحة 1500 فدان.

وبالإضافة إلي ذلك. جري إنشاء نماذج رعوية للتدريب وجمع البذور علي مساحة 5000 فدان. وتنمية المراعي الطبيعية علي مساحة 90 ألف فدان. مع تحسين الأصناف النباتية المقاومة للجفاف والملوحة.

الثروة الحيوانية 

يهدف المشروع إلي تحسين الثروة الحيوانية لنحو 500 ألف رأس من الأغنام والماعز والإبل. مع إنتاج كباش محسنة وتداول حوالي 120 كبش أو تيس محسن سنويًا بين المربين. كما يتم تدريب 5000 مزارع علي الزراعة العضوية والمكافحة الحيوية. بما يسهم في رفع كفاءة الإنتاج الحيواني والبيئي.

البنية التحتية 

في قطاع الطرق. ساهم المشروع في تمهيد ورصف 250 كيلومترًا للربط بين التجمعات السكنية في مطروح وسيوة. كما تم إنشاء 3 وحدات صحية ثابتة. و15 مدرسة تعليم أساسي تستوعب 1000 تلميذ سنويًا من بينهم فتيات في المناطق النائية. بالإضافة إلي 3 مدارس ثانوية ومركز خدمات بحثي وإرشادي في الأراضي المستصلحة.

وفي قطاع مياه الشرب. يتم إنشاء محطة تحلية بجنوب العلمين لتوفير المياه النقية للمواطنين. مع تنفيذ برامج تدريبية لترشيد استخدام المياه ورفع جودة مياه الشرب.

يحمل المشروع بُعدًا اجتماعيًا مهمًا. إذ يوفر دعمًا مباشرًا للمرأة البدوية عبر إنشاء 3000 دورة مياه منزلية. ومحو أمية 10 آلاف سيدة وفتاة. بجانب تنفيذ مشروعات صغيرة مثل تربية الدواجن والماعز. أبراج الحمام. الخياطة. المنسوجات الصوفية. إنتاج النباتات الطبية والعطرية ونحل العسل. ليستفيد منها نحو 400 سيدة. بما يعزز دور المرأة في التنمية المستدامة.

بهذا المشروع العملاق. تُرسّخ مطروح مكانتها كأحد أهم النماذج الوطنية في التنمية المستدامة للبيئة الصحراوية. حيث تتحول الأراضي الجافة إلي واحات إنتاجية. ويُعاد توظيف الموارد الطبيعية لخدمة الإنسان والمجتمع. بما يتماشي مع رؤية الدولة نحو تحقيق التنمية الشاملة والأمن الغذائي والاجتماعي للأجيال القادمة.