هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

نتنياهو يخدع ترامب بأوهام النصر السريع في غزة

يحاول إطالة أمد الحرب وإرضاء المتطرفين في حكومته

يسعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. لعرقلة المفاوضات مع حماس حول اتفاق بوقف إطلاق النار في غزة. وصفقة تبادل المحتجزين في القطاع بأسري فلسطينيين في سجون الاحتلال. وإطالة أمد الحرب من خلال بيع "أوهام النصر السريع" علي الحركة الفلسطينية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.


وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية. أن الرئيس الأمريكي يصدق أوهام رئيس الوزراء الإسرائيلي بإمكانية هزيمة حماس من خلال هجوم عسكري سريع للسيطرة علي مدينة غزة. ولذلك. لا يضغط ترامب علي نتنياهو للموافقة علي الصفقة.وقالت الصحيفة إن حماس قدمت ردًّا إيجابيًّا في 18 أغسطس للوسطاء. مع تحفظات طفيفة. ومنذ ذلك الحين. يراوغ نتنياهو. ولم يقدم أي رد علي المقترح. ومن غير المرجح أن يصدر أي رد.
وأضافت الصحيفة أن التقارير الإخبارية عن مشاورات سياسية رفيعة المستوي. أو فريق تفاوض علي وشك المغادرة إلي وجهة جديدة. أو مقترحات جديدة قد يطرحها الوسطاء خلال المحادثات للتوصل إلي اتفاق بشأن المحتجزين. تهدف إلي تحويل الانتباه لتخفيف الضغط الناجم عن المظاهرات الحاشدة التي نظمها منتدي عائلات المحتجزين والمفقودين.
ويفترض ترامب جدية نتنياهو. وأن الجيش الإسرائيلي سيحقق قريبًا مكاسب عسكرية باهرة. ولذلك. علي ما يبدو. صرّح الرئيس الأمريكي هذا الأسبوع بأنه يتوقع انتهاء الحرب خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. في حين قدم مبعوثه ستيف ويتكوف توقعات أكثر حذرًا بحلول نهاية العام.
وتشير "هآرتس" إلي أن الوضع علي الأرض لا يزال بعيدًا كل البعد عن الأوهام التي يروّجها نتنياهو لترامب. فالتحضيرات للعملية تسير ببطء. إذ إن أوامر استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط مجدولة في الثاني من سبتمبر. وحتي ذلك الحين. لا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به قبل السيطرة علي مدينة غزة. التي وافق مجلس الوزراء الأمني وافق علي عملية تهدف للسيطرة عليها. وليس علي اجتياح كامل.
ورأي رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير معروف» فهو يفضل صفقة تبادل. حتي لو كانت جزئية. علي حساب أي خطوة عسكرية.وقد أعرب زامير عن شكوكه في أن يُحدث اجتياح بري لمدينة غزة فرقًا. حسبما وعد نتنياهو ترامب. كما أنه قلق علي حياة المحتجزين والجنود» فالمعلومات الاستخباراتية لدي الجيش الإسرائيلي ليست مفصلة بما فيه الكفاية. وسيكون من الصعب تنفيذ عملية برية واسعة النطاق وطويلة في مدينة غزة دون تعريض المحتجزين للخطر. فضلًا عن صعوبة أخري تتمثل في تهجير المدنيين.
لا يزال نتنياهو فخورًا بإنجازه في مايو 2024. حين حذره الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن من أن إسرائيل لن تنجح في تهجير مئات الآلاف من المدنيين من رفح الفلسطينية. لكن عملية التهجير اكتملت في غضون أيام قليلة. هذه المرة. تسير الأمور بوتيرة أبطأ.
دعا الجيش الإسرائيلي السكان في مدينة غزة بالفعل إلي النزوح جنوبًا. لكن لم يغادر مدينة غزة سوي بضعة آلاف خلال الأسابيع القليلة الماضية. وأحد الأسباب هو أن ما يسمي بالمناطق الآمنة التي حددها جيش الاحتلال لا تبدو في الواقع آمنة. وفي مناقشات مغلقة. قدّر مسؤولو الاستخبارات أن حوالي 300 ألف شخص. أي ما يقرب من ثلث الموجودين حاليًّا في المدينة. لن يستجيبوا لطلب المغادرة.والنتيجة المترتبة علي ذلك هي أنه إذا أصرت الحكومة الإسرائيلية علي المضي قدمًا في العملية. فسوف يتم اتخاذ تدابير أكثر عدوانية. وهو ما من شأنه أن يعرّض حياة العديد من المدنيين للخطر.
وحسب "هآرتس". من الصعب التنبؤ أو الجزم بأن ترامب سيفقد صبره. إلا أنه من الواضح أنه يرغب في انتهاء الحرب. إذ إنه كل بضعة أيام. يعرب عن قلقه إزاء الوضع في قطاع غزة. مقدّمًا بذلك تهدئة كلامية لمؤيديه الذين سئموا من عدوان إسرائيل علي غزة. لكنه لم يوجّه إلي نتنياهو حتي الآن إنذارًا نهائيًّا.
وأوضحت الصحيفة أنه إذا كان هناك في مجلس الوزراء الأمني نوع من النزاع بين الصقور "بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن جفير. وإلي حد ما نتنياهو ورون ديرمر" والوزراء الأقل تشددًا "أرييه درعي وجدعون ساعر". فإن ترامب يقف تمامًا مع المجموعة الأولي.
وشككت الصحيفة في أن تكون هزيمة حماس. كما وعد نتنياهو ترامب. هدفًا قابلًا للتحقيق. وذلك علي الرغم من تدهور القدرات العسكرية الرئيسية لحماس في مناطق واسعة من غزة. وفقدانها قيادتها عدة مرات.واستشهدت الصحيفة العبرية بما مرت به حماس مطلع العام الجاري. وتحديدًا عندما أُعلن وقف إطلاق النار عقب الاتفاق الذي بدأه بايدن وأكمله ويتكوف. إذ كانت الحركة في أسوأ حالاتها وقتها. إلا أنها منذ ذلك الحين. أعادت تأهيل شبكاتها تدريجيًّا. التي يعمل معظمها الآن بأسلوب "حرب العصابات". حسب وصف "هآرتس".
وخلُصت الصحيفة إلي أنه من الصعب تصور وضع يلقي فيه آخر مقاتل في حماس سلاحه دون اتفاق علي وقف إطلاق النار. ورجحت أن جيوب المقاومة سوف تستمر. مشيرة إلي أن الجيش الإسرائيلي قدّر أن تستغرق العملية أشهرًا طويلة.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق