بعثت تقول:
أتابع جيدا بابكم "علمتني المحنة" وأقرأ كل تجربة بعين البصيرة لا تعلم منها وعندما فكرت في أن أكون أحد أبطال هذا الباب وأبعث لكم بتجربتي مع علمتني المحنة جلست استرجع شريط حياتي منذ أن وعيت للدنيا وبدأت أحفر في ذاكرتي ما لا أستطيع نسيانه فوجدت أنه علي مدار سنوات عمري الستين تعرضت لمحن كثيرة من الصعب أن أحصرها منها من تعلمت منه لأنني رضيت وقبلت ما أختاره الله لي ومنها ما فشلت في التعلم منه لأنني كنت أرفضها بشدة ولكني يمكنني أن أختصر درساً واحداً مهماً يشمل كل المحن مهما كانت صغيرة أو كبيرة التي رضيت بها والتي لم أرض أن كل مر يمر.
فقد رحل والدي وأنا أخطو خطواتي الأولي نحو مرحلة الشباب فوجدتني مسئولة عن شقيقي الصغيرين وأنا كنت وقتها لا أملك الخبرة أو النضوج أو القوة التي تعينني علي هذه المسئولية ولكني استعنت بالله وأعانني وقمت بدوري تجاههما حتي تزوج كل منهما واستقل بحياته ومرت هذه المحنة الكبيرة بعدها تزوجت وأنا علي مشارف الأربعين ورزقني الله بطفلين جميلين شاءت إرادة الله أن يرحل والدهما وكان أكبرهما في الخامسة وأصغرهما دون الثالثة وبدأت رحلة جديدة من الكفاح لأن والدهما لم يترك لنا أي ميراث أو معاش لأنه كان يعمل في شركة خاصة مضت السنون بحلوها ومرها حتي انتهي ولدي من دراستهما الجامعية بتفوق.
وخلال هذه الرحلة الطويلة تعرضت للكثير من المحن والتحديات كان أشدها علي وفاة أخي الذي رأيته واصبح بمثابة ابني الكبيربعد وفاة والدي.
ظننت بعد وفاته المفاجئة ان الدنيا قد توقفت تماما ولكني استعنت بالله وأعانني وواصلت مشواري مع ولدي حتي تزوجا وشعرت أنني أديت دوري كاملا وحافظت علي الأمانة التي حملني واختبرني بها الله والآن أقضي وقتي كله في العبادة وفعل الخير بكل ما يتاح لي من دروبه أنتظر كل يوم جمعة لألتقي بأسرتي التي تضاعف عددها بأحفادي من شقيقتي الصغري ومن ولدي.
اترك تعليق