أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء، أن كثيرًا من المسلمين يقرؤون القرآن بلا تدبر، فيبقى مجرد ألفاظ محفوظة لا تتحول إلى طاقة عمل وبناء.
ولفت إلى أن الخطر الحقيقي يكمن في "الكسل الفكري" الذي يُصيب الأمة، فيحرمها من ثمار التفكر والتدبر.
وأشار الدكتور جمعة إلى قول الله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ﴾ سورة آل عمران: 118
موضحًا أن المقصود بالبطانة: المستشار أو المرجع من غير المؤمنين، ممن لا يعملون لصالح الأمة، بل يسعون لإضعافها لتظل سوقًا استهلاكية تابعة لغيرها.
وبيَّن أن قوله تعالى: ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ﴾ يتجلى في الخطاب الغربي المعاصر الذي يروّج للتفوق الحضاري على حساب الآخرين، عبر مقولات مثل "نهاية التاريخ" أو تصوير المسلم في صورة "متخلف" أو "إرهابي"، حتى لو كان مبدعًا ومتميزًا.
وقال: "هذه الصورة الكاذبة تُكرَّر عالميًا حتى تُصدَّق وتتحول في أعين الناس إلى واقع".
وشدد الدكتور جمعة على أن اجتماع المسلمين على التدبر والتفكر يمثل معجزة حضارية، فبرغم اختلاف الأعراق واللغات، تبقى الأمة موحدة في قبلتها وكتابها ورسولها وفرائضها، مما يجعل الوحدة الدينية دليلًا عمليًا على إمكانية النهوض إذا أُحسن تفعيل العقل والعمل.
برنامج عملي للأمة كما حدده الدكتور جمعة:
الاعتماد على الذات.
إدراك حقيقة البغضاء الحضارية الموجهة إليها.
التحرر بالعبودية لله.
الخروج من الكسل الفكري إلى التدبر والعمل.
استثمار الوحدة الدينية لصناعة الريادة.
الكسل الفكري أخطر أدواء المسلمين
اترك تعليق