هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

محافظ المنيا يستجيب لمناشدة أم مسنة ويأمر بتوفير عمل لابنها

ترك اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، جولة العمل الرسمية جانبًا ليجلس على أريكة بسيطة بجوار سيدة مسنة، يسمع منها همومها بإنصات، ويواسيها بكلمات صادقة، قبل أن يحوّل كلماتها إلى أفعال فورية على أرض الواقع. هذه ليست مجرد استجابة لمطلب فردي، بل رسالة واضحة بأن القيادة الحقيقية تبدأ من قلب نابض بحب الناس، وإرادة صادقة لتغيير حياتهم نحو الأفضل.


أثناء تفقد اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، وحدة طب الأسرة بقرية الرحمانية التابعة لإدارة ديرمواس الصحية، تقدمت الحاجة بدرية عبد الله (66 عامًا) بطلب للحديث معه على انفراد. وبابتسامة هادئة وإيماءة ودودة، اصطحبها المحافظ إلى ركن جانبي وجلس بجوارها على أريكة متواضعة، ليمنحها المساحة الكاملة لعرض مشكلتها بعيدًا عن الزحام.

 

بدأت الحاجة بدرية حديثها قائلة: "أنا متزوجة من الحاج فؤاد عبد الراضي، 77 سنة، نعيش في قرية الرحمانية، ورزقنا الله بثلاثة أبناء: محمد (36 عامًا)، أحمد (33 عامًا)، وحنان (31 عامًا)، لكن قدر الله أن يكونوا جميعًا من ذوي الهمم ويعانون من إعاقة حركية… نحمد ربنا على كل حال، لكننا الآن كبار في السن، وظروفنا المعيشية والصحية صعبة".

 

وأضافت بصوت يملؤه الرجاء: "يا سيادة المحافظ، نحن أسرة كادحة، لا نملك من الدنيا شيئًا، وكل ما أتمناه هو أن يجد ابني فرصة عمل تؤمن لنا لقمة العيش وتساعده على رعايتنا، لأننا لم نعد قادرين على مواجهة الحياة وحدنا".

 

استمع المحافظ إلى كلماتها بكل اهتمام، ثم وعدها بأن طلبها لن يبقى حبرًا على ورق. وعلى الفور، أصدر توجيهاته بصرف إعانة مالية شهرية للأسرة، وتوفير فرصة عمل مناسبة لابنها، بالإضافة إلى صرف مساعدات مالية شهرية و غذائية بجانب الاحتياجات الأساسية.

 

وبعيون امتلأت بالدموع ووجه يكسوه الامتنان، قالت الحاجة بدرية  بعد استجابة اللواء عماد كدواني لطلباتها: "والله يا سيادة المحافظ ما كنت أتوقع إنك تسمعني كده وتستجيب بسرعة… إنت ريحت قلبي ورفعت عني هم كبير… ربنا يجزيك خير ويبارك في عمرك ويجعله في ميزان حسناتك… إحنا دعواتنا معاك ليل ونهار". ثم أضافت وهي تمسك بيد المحافظ وصوتها يرتجف من شدة التأثر: "سترتنا… روح ربنا يسترك دنيا وآخرة… إنت فرّجت كربنا وكنت سند لينا في وقت الشدة". وأكدت أن هذه اللفتة الكريمة أعادت لها الأمل والإحساس بالأمان، وأثبتت أن ما زال بين المسؤولين من يضع مصلحة الناس فوق أي اعتبار.
 

هذا الموقف الإنساني لم يكن غريبًا على اللواء عماد كدواني، الذي جعل من أبواب مكتبه وجولاته الميدانية نافذة أمل للمواطنين، مؤكدًا أن المنصب مسؤولية قبل أن يكون وجاهة، وأن خدمة الناس والاستماع إليهم وتحويل مطالبهم إلى واقع هي جوهر العمل العام.

 

 لم يكن هذا الموقف إلا حلقة في سلسلة من المواقف التي عُرف بها اللواء عماد كدواني منذ توليه مهام منصبه، حيث يحرص في جولاته الميدانية على النزول إلى الشارع، والجلوس وسط المواطنين، ومناقشة مشاكلهم وجهًا لوجه. فبينما يرى البعض أن المسؤولية تقتصر على إدارة الملفات من المكاتب، يثبت كدواني أن القيادة الحقيقية تبدأ من الميدان، ومن قلب الناس. مواقفه الإنسانية ورسائله الداعمة للفئات البسيطة وذوي الهمم جعلت اسمه يرتبط في أذهان الأهالي بالأمل، والثقة، والعمل الجاد، لتظل المنيا شاهدة على عهدٍ قطعه على نفسه: أن يكون خادمًا لأهلها قبل أن يكون محافظًا لها.

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق