في اكتشاف علمي مبشر، توصّل علماء من جامعة موسكو الحكومية (لومونوسوف) إلى إمكانية استخدام مركّب كان يُعرف سابقًا كمضاد للفطريات في علاج إصابات الكلى الحادة، مع قدرته على تقليل خطر التليف وتسريع تجدد الأنسجة التالفة.
تُعد إصابات الكلى الحادة من الحالات الشائعة الناتجة عن التهابات أو اضطرابات في الدورة الدموية. ورغم قدرة الكلى على التعافي، فإن عملية الشفاء قد تتعطل في بعض الحالات، ما يؤدي إلى نمو زائد للنسيج الضام وتكوّن ندوب تُعرف باسم "تليف الكلى".
لكن المشكلة الأساسية كانت دائمًا في عدم وجود علاج فعّال يستطيع استعادة الخلايا الوظيفية ومنع التليف في الوقت نفسه، بحسب ما أوضحه الباحثون.
مركّب "تريكوستاتين-أ": العلاج المحتمل
وبحسب "سبوتنيك" فقد اقترح العلماء استخدام مركّب طبيعي يُدعى "تريكوستاتين-أ"، كان يُستخدم سابقًا كمضاد للفطريات، وتبيّن لاحقًا أنه قادر على تثبيط إنزيمات مسؤولة عن تنظيم الحمض النووي، ما يساعد في تنشيط جينات مهمة لشفاء الأنسجة.
الدكتور إيغور بلوتنيكوف، رئيس مختبر بنية ووظيفة الميتوكوندريا، أكد أن المركب أظهر تأثيرًا مزدوجًا، إذ يقوم من ناحية بحماية الكلى من التندب، ومن ناحية أخرى يُسرّع عملية تجديد الخلايا، مما يجعله خيارًا واعدًا في علاج إصابات الكلى الحادة.
نتائج واعدة على الخلايا
قام الباحثون باختبار تأثير المركّب على نوعين من خلايا الكلى: خلايا الظهارة، والأرومات الليفية. النتائج كانت مبهرة:
في خلايا الظهارة الكلوية: زاد نشاطها ونموها بمعدل 2.5 ضعف.
في الأرومات الليفية: قل نشاطها وانخفض معدل انقسامها، كما تباطأت عملية تحلل الغلوكوز.
هذه النتائج تشير إلى أن "تريكوستاتين-أ" يؤثر بشكل انتقائي، فيعزز نمو الخلايا المفيدة ويثبط نشاط الخلايا الضارة، وهي خاصية نادرة وواعدة في مجال العلاج التجديدي للكلى.
ويعمل العلماء حاليًا على تطوير مركبات مشتقة من هذا المركب، بهدف الوصول إلى علاج فعّال قادر على تقليل التليف وتحسين وظائف الكلى دون التأثير السلبي على الخلايا السليمة.
اترك تعليق