العين ليست مجرد نافذة للرؤية، بل هي أيضًا مرآة دقيقة تكشف عن خبايا الحالة الصحية للجسم. هذا ما يؤكده الدكتور أنطون كازانتسيف، أخصائي طب وجراحة العيون، الذي يشير إلى أن التغيرات التي تظهر في العين قد تكون مؤشرات مبكرة لأمراض خفية، بعضها خطير ويستدعي التدخل الفوري.
ويشرح كازانتسيف أن الاحمرار المتكرر في العين لا يجب إغفاله، فقد يكون علامة على ارتفاع ضغط الدم المزمن أو حتى السكري، إذ يمكن أن يؤدي تلف الأوعية الدموية في الشبكية إلى ما يُعرف بـ"اعتلال الشبكية السكري". أما إذا كان الاحمرار مفاجئًا وشديدًا، ومصحوبًا بألم وفقدان في الرؤية، فقد يشير إلى الزرق (الغلوكوما)، وهي حالة طارئة قد تؤدي إلى العمى إن لم تُعالج سريعًا.
أما جفاف العين، فقد يكون أكثر من مجرد تأثير جانبي للجلوس أمام الشاشات، إذ يُمكن أن يدل على اضطرابات مناعية مثل متلازمة شوغرن أو التهاب المفاصل الروماتويدي، وحتى خلل في الغدة الدرقية سواء فرط النشاط أو القصور.
ويلفت كازانتسيف إلى أن اصفرار بياض العين يُعد إشارة واضحة على مشاكل الكبد مثل التهاب الكبد أو التليف، نتيجة تراكم مادة البيليروبين في الجسم. وغالبًا ما يصاحبه تغيّر في لون الجلد أيضًا.
أما بروز العين المفاجئ فقد يكون علامة على مرض جريفز، وهو اضطراب مناعي يصيب الغدة الدرقية، ومن أعراضه تسارع نبضات القلب والتعرق والقلق المستمر.
وعن ازدواج الرؤية، يوضح الطبيب أنه قد يتراوح بين عرض مؤقت ناتج عن إجهاد، أو مؤشر على مشاكل عصبية خطيرة مثل السكتة الدماغية أو التصلب اللويحي.
ويختتم كازانتسيف بالتأكيد على أن فقدان البصر المفاجئ، حتى وإن كان مؤقتًا، لا يجب تجاهله، فقد يكون ناتجًا عن انسداد في شريان الشبكية، أو انفصال الشبكية، أو بداية جلطة دماغية، وكلها حالات تستوجب تدخلًا طبيًا عاجلًا للحفاظ على النظر وربما الحياة.
اترك تعليق