في أجواء الانتخابات ومع حركة المواطنين نحو لجان التصويت، قد يبدو للبعض أن المهم هو الإدلاء بالصوت فقط، لكن الحقيقة أن طريقة تصويتك وسلوكك داخل اللجنة تقول عنك الكثير… فهي شهادة أخلاقية قبل أن تكون سياسية.
تقول دعاء بيرو خبيرة الإتيكيت والسلوك الاجتماعي لـ"الجمهورية اونلاين" أن يوم التصويت ليس فقط مناسبة سياسية، بل هو أيضًا اختبار حقيقي للذوق العام والوعي المجتمعي، مشيرة إلى أن الإتيكيت لا يقتصر على المطاعم والمقابلات الرسمية بل يبدأ من سلوكنا البسيط في المواقف العامة، ومنها لحظة دخولنا اللجنة الانتخابية.
وتوضح بيرو أن أول ما يعكس احترام المواطن لنفسه ولمجتمعه هو مظهره العام، فاختيار ملابس مهندمة ومحايدة تعكس وعيًا بمكانة اللحظة، وتجنب الرموز السياسية أو الشعارات الحزبية داخل اللجان يعد من أبجديات السلوك الحضاري، لأنه يظهر احترامًا لفكرة الحياد الانتخابي.
وعن السلوك داخل اللجنة، تقول بيرو: "وقوفك في الصف بهدوء، واحترامك لكبار السن وذوي الاحتياجات، هو تعبير راقى عن وعيك، بل ويعطي صورة مشرّفة عن سلوك المصريين أمام العالم".
وتضيف أن الحديث السياسي الحاد أو الجدال داخل اللجنة لا يظهر وعيا، بل يخلق توترًا لا داعي له في مكان يفترض أن يكون هادئًا ومحترمًا.
وتشير بيرو أن من أكثر الأخطاء شيوعًا والتي يجب الحذر منها، هي محاولة معرفة اختيارات الآخرين أو التأثير عليهم، وتقول: "السؤال عن نوايا التصويت يعتبر تطفلًا حتى لو جاء من باب المزاح"، مؤكدة أن الخصوصية هنا واجبة تمامًا كأي موقف شخصي.
أما استخدام الهاتف داخل اللجنة، فتراه بيرو سلوكًا غير لائق خاصة في ما يتعلق بالتصوير أو نقل أجواء التصويت على السوشيال ميديا، موضحة أن "اللجان ليست ساحة استعراض، بل مكان له قدسية تتطلب احترامًا ووعيًا حقيقيًا".
وتختم دعاء بيرو حديثها بالقول إن أبسط لفتة مثل قول "شكرًا" لمنظمي الانتخابات، أو تقديم ابتسامة لموظفي اللجنة، تعد سلوكًا راقيًا يعكس مستوى التحضر في المجتمع، وتؤكد أن "يوم التصويت لا يعبر فقط عن رأيك السياسي، بل عن مدى نضجك الأخلاقي والاجتماعي".
اترك تعليق