في قلب صحراء مطروح. حيث تتناغم الطبيعة البِكر مع نقاء السماء وصفاء الأرض. ينمو التين كما لم ينمو في أي مكان آخر. ليس مجرد فاكهة. بل قصة طقس ومطر وصبر ومذاق لا يُنسي. هنا. لا تُسقي الأشجار من أنهار أو ترع. بل من قطرات الغيث النقي. فتثمر ذهبًا أبيضَ بنكهة المطر. ينعكس علي المائدة المصرية والعربية بجودة لا تقارن. في مطروح. أصبح التين أحد أبرز المحاصيل الاستراتيجية التي تسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتحقيق الأمن الغذائي. ويُنتظر أن يكون أحد أسرار التصدير الزراعي المصري للعالم.
تحتل زراعة التين مكانة متميزة في محافظة مطروح. فهي ليست مجرد نشاط زراعي موسمي. بل إرث زراعي متجذر في تاريخ أهالي المنطقة. يزدهر عامًا بعد عام بدعم الطبيعة وتفاني المزارعين. وتتميز مطروح بمناخها المعتدل وتربتها الخصبة. وهي عوامل جعلت منها بيئة مثالية لإنتاج أجود أنواع التين في مصر والشرق الأوسط.
تشهد المساحات المزروعة بالتين توسعًا ملحوظًا. وهو ما يعكس تنامي الوعي لدي المزارعين بأهمية هذا المحصول الاستراتيجي الذي يوفر لهم دخلًا مستدامًا. ويسهم في دعم الاقتصاد المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الفاكهة. بل والتصدير إلي الأسواق الخارجية.
بحسب البيانات المحلية. تُقدَّر المساحات المزروعة بالتين في محافظة مطروح بنحو 60 ألف فدان أو أكثر. موزعة علي عدة مراكز ومدن رئيسية. منها. الحمام: 10,300 فدان والعلمين: 3,997 فدان والضبعة: 6,998 فدان ومرسي مطروح : 27,429 فدان و النجيلة: 2,350 فدان و براني: 8,910 فدان وسيوة: 19 فدانا ويزيد إجمالي إنتاج التين في مطروح عن 150 ألف طن سنويًا. مع تفاوت طفيف في الكمية من عام لآخر. تبعًا لنسب سقوط الأمطار التي تعد العامل الأساسي في ريّ هذا المحصول.
ويقول المزارع حماد أبو شنينة إن التين المطروحي ينقسم إلي عدة أنواع. أبرزها الشحيمي والحلاوي وهو الأكثر انتشارًا ويتميز بمذاقه المختلف لاعتماده علي مياه الأمطار والسوادي والبياضي والعجلوني والموازي وهما نوعان لا يثمران إلا بريّ مباشر.
ويضيف.. سر التين المطروحي في أنه يتغذي علي ماء السماء. لا الأسمدة الكيماوية ولا المياه الجوفية. لذا يخرج بنكهة مميزة تجعله مطلوبًا في مختلف الأسواق المصرية. بل و يؤهله للمنافسة عالميًا.
أما المزارع موالي حسين. فيصف التين المطروحي بأنه "أجود أنواع التين في مصر". ويقول إن الطعم وحده كفيل بأن يُسوق هذا المحصول إلي محافظات الدلتا. التي تستقبله بترحاب شديد. نظرًا لنكهته وجودته الفريدة.
من جانبه. أوضح المهندس الزراعي شعبان الشامي أن زراعة التين تبدأ في فبراير أو في نهاية أكتوبر. حيث تُغرس الأغصان في التربة بشكل مستقيم. ويُراعي وضع البرعم لأعلي. ثم تُروي بالمياه حتي تبدأ بالإنبات. وتستغرق الشجرة المزروعة بالصحراء من 3 إلي 5 سنوات حتي تبدأ في الإثمار.
وأضاف الشامي: ما يُميز زراعة التين في مطروح اعتمادها الأساسي علي مياه الأمطار. بجانب استخدام الأسمدة العضوية. ما يمنح الثمار جودة عالية ويحافظ علي البيئة في آن واحد. وهو ما يجعلها مطلوبة في الأسواق العضوية.
اترك تعليق