هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

اعرف نبيك.. السرايا والغزوات قبل بدر

بعد أن شرع الله الجهاد للرسول صلي الله عليه وسلم والمسلمين للحفاظ علي الدولة الإسلامية الجديدة وإعادة حقوق المسلمين المنهوبة من قبل قريش، وقعت قبل غزوة بدر الكبري 4 سرايا و4 غزوات هي: سرية سيف البحر بعد سبعة أشهر من الهجرة.. وسرية رابغ بعد ثمانية أشهر من الهجرة وسرية الخرار بعد تسعة أشهر من الهجرة، وغزوة ودان في صفر من السنة الثانية بعد اثني عشر شهرًا من الهجرة وغزوة بواط بعد ثلاثة عشر شهرًا من الهجرة وغزوة سفوان بعد ثلاثة عشر شهرًا من الهجرة وغزوة ذي العشيرة بعد ستة عشر شهرًا من الهجرة وسرية نخلة بعد سبعة عشر شهرًا من الهجرة.


إن توجه هذه السرايا لجهات متعددة وقبائل مختلفة، ولأماكن تنوعت بين البداوة والتقدم، يؤكد دقة التخطيط ويقظة القيادة، والعمل الدءوب لخدمة الإسلام والمسلمين، وقد أدت هذه السرايا والغزوات إلي تغيير كثير من المفاهيم التي سارت بين العرب قبلها. لقد تصور العرب أن المسلمين خرجوا من مكة فارين لا شأن لهم وأن أمر الإسلام سيبقي حبيسًا في المدينة وأن سلطان المكيين سيبقي عاليًا. ولذلك لم يدخل أحد من العرب في الإسلام بعدما صدقوا ما يشيعه أهل مكة عن الإسلام والمسلمين. وبخاصة أن المكيين يفاخرون بأمجادهم ويظهرون قوتهم وسلطانهم.

وقد أدت السرايا إلي تغيير كل هذه الأفكار لأنها تمت بطريقة سديدة. فقد تحركت السرايا إلي سائر القبائل المنتشرة في البوادي. وتعددت النواحي التي قصدتها حيث اتجهت كل واحدة منها لجهة ما، ولقوم معينين، كما أن كل واحدة منها قصدت في توجهها أهل هذه النواحي أولا مع محاولة الإمساك بأموال تجارة قريش التي تمر في هذه الناحية ثانيًا، لأنها في الحقيقة أموالهم. وذلك لإحداث تأثير مزدوج في نفوس القبائل وعند أهل مكة.

وهذا الأمر يمثل ما عرف حديثًا بالحرب الاقتصادية التي يقصد بها تحقيق النصر بلا قتال، كما تعرف بالحرب النفسية لإدخال الرعب والهزيمة في نفس الأعداء أيضًا.

وحين نعلم أن السرايا والغزوات بدأتا بعد الهجرة بسبعة أشهر، واستغرقتا عشرة أشهر تقريبًا يظهر لنا ولكل عاقل مدي شجاعة المسلمين، واستعدادهم للبذل من أجل نيل حقوقهم. ومدي طاعتهم لرسول الله صلي الله عليه وسلم.

إن هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم كانت في محرم من العام الأول للهجرة، ووقعت السرية الأولي في شهر رمضان من السنة الأولي، والسرية الأخيرة في شهر رجب من العام الثاني، حين نعلم ذلك -وهو حق- ندرك مدي حيوية المسلمين ومدي نشاطهم. وحركتهم التي أذهلت قبائل العرب في الجزيرة كلها. وأظهرت قوة المسلمين واستعدادهم لمواجهة أهل مكة ومن يشايعهم بعد أشهر قليلة من الهجرة. مما جعل أهل مكة لا يهنأون بما اغتصبوا من أموال وديار، فبدءوا يعيشون الواقع الجديد وبعدما كانت قوافلهم تسافر بعدد قليل من الرجال المسلحين.


 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق