نجح فريق من العلماء الروس في تطوير طريقة مبتكرة لتنقية المياه من الفطريات والبكتيريا والمواد الضارة، دون الحاجة لاستخدام أجهزة معقدة أو مواد باهظة الثمن، في إنجاز قد يغيّر شكل معالجة المياه للأفضل، خصوصًا في المناطق التي تفتقر إلى البنية التحتية المتقدمة.
البحث، الذي خرج من جامعة شمال القوقاز الفيدرالية، قدّم تقنية تعتمد على جهاز تحليل كهربائي بسيط، لا يحتاج إلى صيانة دورية أو تدخل بشري مستمر، وهو ما يجعل استخدامه عمليًا في البيوت والمناطق النائية وحتى في الاستخدامات الجماعية.
في البداية، كانت بعض الطرق السابقة تعتمد على مرور المياه عبر فلاتر مسامية تحتوي على جزيئات من الفضة والنحاس، وهي فعالة لكنها مكلفة وتحتاج لاستبدال متكرر. أما الطريقة الجديدة فتعتمد على التفاعل الكهروكيميائي، حيث يتم تمرير الماء من مصدره مباشرةً عبر جهاز يحتوي على غشاء شبه نافذ، مصنوع من مواد بسيطة مثل القماش المشمع.
هذا الغشاء، إلى جانب التيار الكهربائي، يؤدي إلى إنتاج مادة مطهّرة وهي هيبوكلوريت الصوديوم، التي تعمل على قتل الميكروبات والبكتيريا داخل الماء. كما أن المجال الكهربائي نفسه يساهم في التعقيم، مما يقلل الحاجة إلى مواد إضافية أو مراحل معالجة معقدة.
الميزة اللافتة أيضًا أن النظام لا يكتفي بالتنقية، بل يمنع أيضًا نمو أي كائنات دقيقة جديدة داخل الماء بعد معالجته. كما تتم إزالة المعادن الثقيلة مثل الكالسيوم والمغنيسيوم من خلال عملية ترسيب طبيعية، مما يحسن من جودة الماء ويقلل من قساوته.
ومن التفاصيل الجميلة في هذا النظام أنه لا يهتم فقط بالتعقيم، بل أيضًا بتحسين طعم المياه، حيث تمر المياه بعد المعالجة عبر رقائق من الرخام أو الدولوميت، لتحويل مذاقها من مر أو مالح إلى طعم خفيف الحلاوة، مما يجعلها أكثر قبولًا للشرب.
والأجمل أن هذا الابتكار لا يحتاج إلى شبكة كهرباء تقليدية، بل يمكن تشغيله باستخدام بطاريات سيارات أو ألواح طاقة شمسية، مما يفتح المجال لاستخدامه في المناطق الريفية، وفي حالات الطوارئ، وحتى في الحملات الميدانية.
في نهاية الدراسة، أكد العلماء أن استهلاك الكهرباء منخفض جدًا مقارنة بحجم المياه التي يتم تنقيتها، مما يجعله خيارًا اقتصاديًا ومتينًا في آنٍ واحد.
باختصار، هو اختراع ذكي وبسيط، يقدم حلًا عمليًا لمشكلة معقدة، ويقرّبنا خطوة من عالم يستطيع فيه كل شخص الحصول على ماء نقي، دون مشقة أو تكلفة عالية.
اترك تعليق