للإفتاء مقامٌ عظيم في الشرع الشريف، فهو بمنزلة التوقيع عن الله تعالى، وبيانٌ لأحكامه لعباده، وتنـزيلٌ لها على وقائعهم المتجددة.
وفي ظل أهمية الفُتيا ومكانتها، ينعقد المؤتمر الدولي للإفتاء في شهر أغسطس المقبل، تحت عنوان:"صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي"
في محاولة للإجابة عن تساؤلات العصر الرقمي، ومنها: هل يجوز الرجوع إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المسائل الشرعية، وأخذ الأحكام منها، والاعتماد على ما تقترحه من فتاوى؟
وقد أجمع العلماء على أن الذكاء الاصطناعي أداة مباحة في أصلها، لكن لا يجوز استفتاؤه أو الاعتماد على أجوبته الشرعية،
لأنه يفتقر إلى أهلية الفتوى التي تتطلب:
_فقهًا راسخًا في الدين
_إدراكًا دقيقًا للواقع
_التمييز بين الأحوال والوقائع
_مراعاة الفروق الفردية والاجتماعية
_كما أن أجوبة الذكاء الاصطناعي تُولَّد آليًا، بناءً على بيانات قد تكون مجهولة المصدر، أو تتضمن أخطاءً أو انحيازات، ولا تمرّ على رقابة علمية تُصحّحها.
وأشار العلماء إلى أنه يجوز للباحث أو طالب العلم الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي في جمع المادة الشرعية أو تحليل الواقع، بشرط التحقق من مصادرها، وعدم الاعتماد عليها في الإفتاء أو ترجيح الأحكام.
أما العامي، فلا يجوز له الأخذ من الذكاء الاصطناعي مباشرة في الأمور الدينية، بل يُلزَم شرعًا بسؤال أهل العلم الموثوقين، كما قال تعالى:
"فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" [النحل: 43].
ويُذكر أن الذكاء الاصطناعي (AI) يُعرَّف بأنه:"أنظمةٌ تستخدم تقنياتٍ قادرةً على جمعِ البيانات واستخدامِها للتنبؤ، أو التوصية، أو اتخاذ القرار، بمستوياتٍ متفاوتةٍ من التحكم الذاتي، لاختيار أفضل إجراء لتحقيق أهدافٍ محددة."
اترك تعليق