في مشهد يعكس مفهوم الإدارة الميدانية والتواصل الحقيقي مع المواطنين، لم يتردد اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، في إيقاف جولته المفاجئة بكورنيش طنطا بعد أن لمح سائق إحدى حافلات النقل العام يلوّح له من داخل مركبته، ليتوجّه إليه فورًا، ويبدأ حوارًا مباشرًا مع السائق والركاب، مستمعًا إلى شكواهم وآرائهم ومقترحاتهم، مؤكدًا: "الشارع هو مصدر المعلومة الأصدق، والمواطن هو الأولوية".
جاء ذلك خلال جولة موسعة أجراها المحافظ لمتابعة أعمال الإصلاح الجارية بكورنيش مدينة طنطا على امتداد ترعة القاصد (الجانب الأيسر)، من كوبري فاروق حتى كوبري ميت حبيش البحرية، وهي منطقة شهدت أعمال دعم فني وهندسي مكثفة خلال الأسابيع الأخيرة، تهدف إلى معالجة التغيرات التي طرأت على التربة والمنشآت، وضمان سلامة المواطنين.
وأكد المحافظ خلال الجولة أن خطة الإصلاح تعتمد على رؤية علمية متكاملة، حيث تم الاستعانة بأحد المراكز البحثية المتخصصة لإجراء دراسة فنية دقيقة للموقع، شملت رصد التغيرات ووضع حلول هندسية وفقًا لأعلى المعايير، مشددًا على أن "كل خطوة مدروسة، وهدفنا هو حماية الناس أولًا".
وفي إطار تحسين البنية التحتية، تابع المحافظ أعمال نقل محول الكهرباء القديم أمام شارع حسن عفيفي بكورنيش السلخانة إلى الجهة المقابلة، واستبداله بـمحـول جديد ذو قدرة كهربائية أعلى، لتلبية الاحتياجات المتزايدة لسكان المنطقة، وضمان استقرار التيار الكهربائي، خاصة مع تزايد الأحمال أثناء فترة الإصلاح وبعدها.
كما وجّه بتنفيذ غلق جزئي مؤقت في نطاق المشروع لتأمين الحركة، وناشد المواطنين بالابتعاد عن الممشى الجاري العمل به حفاظًا على سلامتهم.
اللقطة الأبرز في الجولة كانت بلا شك حين لمح المحافظ سائق الحافلة يشير إليه من داخل مركبته، فما كان منه إلا أن توقف على الفور، صعد إلى الحافلة، وتحاور مع السائق والركاب، مستمعًا إليهم باهتمام وود، في مشهد إنساني يعكس نهجًا إداريًا قائمًا على القرب من الناس لا الانعزال خلف المكاتب.
وأكد المحافظ أن: "أي مشروع لا يشعر به المواطن في تفاصيل يومه لا يُعد إنجازًا حقيقيًا".
وقد وجّه المسؤولين المعنيين بدراسة ملاحظات الركاب ودمجها ضمن خطط التطوير الجاري تنفيذها، مشيرًا إلى أن النجاح الحقيقي يقاس بمدى رضا الناس وتحسين حياتهم اليومية.
الجولة لم تكن استعراضًا، بل كانت رسالة واضحة مفادها أن محافظة الغربية تمضي نحو تطوير حقيقي يبدأ من الميدان وينتهي عند راحة المواطن، حيث اختلطت قرارات البنية التحتية بلحظات التواصل الإنساني التي تثبت أن التنمية لا تكتمل إلا إذا شعر بها المواطن.
اترك تعليق