هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

المتحدثون الإعلاميون بالوزارات.. في قفص الاتهام..!!

الخبراء: لم ينجحوا في الرد علي نشر الوعي ومواجهة الشائعات

دائمًا في اجتماعات.. ولا يعقدون مؤتمرات صحفية

في ظل انتشار الإنترنت والسوشيال ميديا وسهولة انتشار الشائعات وتداول الأكاذيب والأخبار المغلوطة التي تحاول تأجيج الرأي العام تزداد أهمية وظيفة المتحدثين الرسميين للتواصل المستمر مع الجمهور وإمداده بالمعلومات الصحيحة والبيانات لتفنيد الشائعات والتعامل بشكل صحيح مع الأزمات.


فهل نجح المتحدثون الإعلاميون في الرد علي مختلف التساؤلات والاستفسارات والشكوك التي تراود المواطنون. وهل نجحوا في القيام بدورهم علي أكمل وجه في نشر الوعي ودحض الشائعات وهل يمثلون بالفعل حلقة وصل بين المؤسسات والجمهور؟

سألنا خبراء الإعلام .. فماذا قالوا .. ؟!!

د. محمود فوزي :

يتعاملون مع الأزمات بتسرع ..  ولا يردون علي تساؤلات الشارع

يوضح د.محمود فوزي رشاد "أستاذ الاجتماع الإعلامي بجامعة مصر" أن دور المتحدث الإعلامي من المفترض أن يتمثل في تصحيح المفاهيم الخاطئة ودحض الشائعات والرد علي الأكاذيب والمغالطات. بالإضافة إلي إعداد البيانات الإعلامية بمختلف أشكالها. وتحليل المحتويات الإعلامية سواء المطبوعة أو الإليكترونية وغيرها. وكذلك رصد ومتابعة كل ما يقال عن المنظمة أو المؤسسة التي يعمل بها. بالإضافة إلي التنبؤ بإشارات الإنذار التي تنم عن أي أزمات اتصالية أو دعائية وشيكة قد تتعرض لها المؤسسة ليقوم بمواجهتها والرد عليها سواء من خلال عقد مؤتمرات أو إعداد بيانات صحفية وغيرها والتي تعتمد علي بث المعلومات التصحيحية لإقناع الجمهور. دون تحيز أو مبالغة.
يضيف أن هناك خطأ شائع يقع فيه العديد من المتحدثين الرسميين يتمثل في التحيز للمؤسسة والتعامل مع أي أزمات باعتبار مؤسسته علي صواب دوما. ولا يردون علي تساؤلات الشارع  مما يأتي بنتائج عكسية. وكذلك فمن المؤسف أن بعض المتحدثين يعانون ضعفا في ثقافتهم الإعلامية مما يجعلهم يمثلون عبئا علي المؤسسات التي يعملون بها من خلال الانزلاق في تعاملات ومشاحنات وردود غير لائقة. وكذلك هناك خطأ شائعا يقع فيه بعض المتحدثين هو التسرع وعدم الحكمة في التعامل مع الأزمات التي تتعرض لها مؤسساتهم. وبالتالي إصدار بيانات غير مدروسة. أو مخاطبة الجمهور بلغة أو ثقافة غير مناسبة   
يؤكد ضرورة أن تراعي مختلف المؤسسات توافر بعض المعايير في المتحدثين الإعلاميين. أهمها التعدد الثقافي واتقان العديد من اللغات بالإضافة إلي القدرة علي الإقناع والتحاور والتواصل وإجادة التمثيل الدبلوماسي والتحلي بالحكمة والانضباط الانفعالي والقدرة علي الابتكار والتحليل والمرونة وان يكون لديه دراية بالمستجدات الإعلامية والسياسية والاقتصادية وغيرها من السمات والمهارات اللازمة.

د. عبد الرحمن عبد العال :

المتحدث الرسمي مشغول دائمًا.. ولا يعقد مؤتمرات إعلامية..!!

يري دكتور عبد الرحمن عبد العال "أستاذ العلوم السياسية بجامعة بني سويف" أن وجود المتحدث الرسمي في الوزارات مهم للغاية لاعتبارات عديدة يتمثل أهمها في المشاغل الكبيرة للوزراء التي تتطلب منهم التفرغ الكامل لملفات وزاراتهم وبالتالي عدم وجود الوقت الكافي لديهم لمخاطبة وسائل الإعلام والرأي العام بخصوص أداء وزاراتهم والقرارات التي يتخذونها. وبالإضافة إلي ذلك فإن مصر دولة مستهدفة بدليل حجم الشائعات غير المسبوق الذي يستهدف ليس فقط نظام الحكم  وكل ما يقوم به من مشروعات  وإنما أيضا قيم وتماسك المجتمع بغرض التشكيك وفقدان الشعب ثقته في قيادته وفي نفسه. فلابد من وجود المتحدث الرسمي للرد أولا بأول علي كل ذلك.. ولكنه لا يفعل ذلك ولا يعقد مؤتمرات صحفية أو إعلامية 
يضيف أن فاعلية المتحدث الرسمي تختلف من وزارة إلي أخري. وهذا يرتبط بعوامل عديدة منها ما يتعلق بمؤهلات ذلك الشخص ومدي إلمامه بعمل  وملفات الوزارة التي يمثلها وكذلك مدي قدرته علي التواصل مع وسائل الإعلام ومخاطبة الشرائح المختلفة للرأي العام بلغة سهلة ومقنعة. ومنها ما يرتبط أيضا بطبيعة العلاقة بين المتحدث الرسمي والوزير المسئول ومستوي التنسيق بينهما في المعلومات ذات الصلة باهتمامات الرأي العام.  لذلك من المهم عقد دورات تدريبية للمتحدثين الرسميين من فترة لأخري لتدريبهم علي كيفية التفاعل الناجح مع الأحداث وفي مخاطبة الشعب بفئاته المختلفة بلغة سهلة موثقة بأساليب متنوعة من البيانات والإحصاءات الدقيقة بما يدعم مصداقيتها ويفوت الفرصة علي مروجي الشائعات.

د.  محمود عبد الباسط:

بصراحة.. أغلبهم غير مؤهلين علميا ومهنيا وفنيا

يمارسون العمل بدون احترافية.. ولا يردون علي التليفونات

يؤكد دكتور محمود عبد الباسط "خبير الإعلام والعلاقات العامة" أن هناك حقيقة علمية ومهنية في مجال الإعلام والرأي العام وهي أن صدور المعلومات من مصادرها الرسمية تطفئ الشائعات كما يطفئ الماء النار. فكلما كانت أي مؤسسة حاضرة باستمرار وعلي اتصال بالجمهور والرأي العام كلما قلل ذلك من خطر انتشار الشائعات والأخبار الزائفة ضدها. ولا شك أن وظيفة المتحدث الرسمي للمؤسسة أو الجهة الحكومية تصب في هذا الاتجاه من خلال التواصل مع الجمهور عبر وسائل الإعلام التقليدية وقنوات التواصل الاجتماعي للمؤسسة من أجل إشباع حاجات الجماهير في توضيح المواقف والأنشطة ذات الصلة بعمل المؤسسة. 
يضيف أنه لا شك أنه في أوقات الأزمات تزيد أهمية وظيفة المتحدث الرسمي نظرا لأن الأزمات تعتبر بيئة خصبة لنمو وانتشار الشائعات. لذا يكون علي المتحدث الرسمي التعامل مع الأزمة إعلاميا لتوضيح الصورة ونشر المعلومات الحقيقية للحفاظ علي هيبة المؤسسة وعدم اهتزاز صورتها أمام الجمهور والرأي العام.ولكن أغلبهم للأسف لا يردون علي التليفونات.
يشير إلي أننا في مصر نعاني ندرة في كادر المتحدث الرسمي المحترف المؤهل علميا ومهنيا وفنيا بسبب عدة عوامل مما جعل وظيفة المتحدث الرسمي وظيفة تقليدية وغير مؤثرة مما يضر بمصالح المؤسسات. موضحا أنه لكي يمارس المتحدث الرسمي عمله باحترافية لابد أولا من اختيار الكفاءات لهذه المهمة وتدريبهم أو تأهيلهم وإعطاءهم الصلاحيات اللازمة للتواصل مع الجمهور ووسائل الإعلام. حتي لا يحدث تباطؤ في التعامل مع المواقف والأحداث ومن ثم إعطاء الفرصة لانتشار الشائعات
كما أن المتحدث الرسمي الجيد لابد أن يكون مستمعا جيدا للرأي العام في جميع الأوقات من خلال رصد وتحليل آراء واتجاهات الجمهور باستمرار. وأيضا من الضروري إجراء استطلاعات الرأي بشكل دوري لتقييم فاعلية الخطاب الإعلامي والاتصالي للمؤسسة عموما وفاعلية خطاب المتحدث الرسمي بشكل خاص للوقوف علي نقاط القوة والضعف ومن أجل تحسين الأداء مستقبلا.

  د. حاتم الروبي:  

للأسف ليس لهم أي دور.. ولا أحد يشعر بهم

لابد من إرساء استراتيجية محددة تتضمن التدريب والتأهيل

يؤكد السفير الدكتور حاتم الروبي "خبير العلاقات العامة والإعلام ورئيس مجلس إدارة مؤسسة سفراء العمل التطوعي" أن الاستعانة بالمتحدث الإعلامي تعد ضرورة ملحة لكافة المؤسسات الحكومية والخاصة» نظرا لدوره الجوهري في التواصل مع الشرائح الجماهيرية المختلفة والرد علي تساؤلاتهم بشكل آني ومتزامن خاصة بأوقات الفعاليات وكذلك الأزمات التي قد تتعرض لها المنظمات. فضلا عن دوره في تعريف الرأي العام بأهم الأنشطة والإنجازات التي حققتها المنظمة وتصحيح أي سوء فهم قد يثار عنها.
يضيف أن وظيفة المتحدث الإعلامي تواجه معيارا مهنيا وأخلاقيا مهما وهو ضرورة الالتزام بالأطر والحدود المسموحة له فقط» وفق المتطلبات المهنية» فلا يقحم المتحدث رأيه الشخصي في الأمور والمسائل المهنية إلا إذا طلب منه ذلك صراحة» لأنه يعد مجرد ناقل للتوجيهات والأحداث من الموقع إلي المجتمع والإعلام. ويعتبر المتحدث قناة اتصال دائمة مع المجتمع» لذا ينبغي أن يكون ملما بكافة الأحداث والمتغيرات المجتمعية والثقافية» فضلا عن وفرة المعلومات» والقدرة علي إدارة الحوار والإنصات الجيد وتقبل النقد ولديه القدرة علي الحوار وتقبل النقد» والتزام الثبات الانفعالي وضبط النفس» فضلا عن الكياسة والضمير اليقظ والفضيلة المدنية والروح الرياضية فيترفع عن الصغائر ولا يتصيد الأخطاء للآخرين.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق