" الدعاء عبادة تقلب الأقدار، وتجعل الممكن يطرق أبواب المستحيل.. فكم من أمل لا يُرى بالأسباب، تُشرق شمسه باليقين والثقة بالله "
مع اقتراب لحظة الإعلان عن نتيجة شهادة الثانوية العامة، وتزايد الترقب والقلق، تتعالى دعوات الأهل والأحبة، وعلى رأسهم الطلاب، بنيل أعلى الدرجات والالتحاق بالكليات التي يرون فيها مستقبلهم المشرق، وفي مقدمتها كلية الطب، لما تمثله من قيمة علمية واجتماعية كبيرة في نظر الناس.
وفي هذا السياق، تساءل البعض:
هل يُعَدّ الدعاء بالالتحاق بكلية طبّ مع غياب الأسباب الظاهرة، اعتداءً في الدعاء؟
وإجابة عن ذلك، أكد أهل العلم أن الدعاء بالتأهل لكلية الطب – أو غيرها من الكليات المرموقة – رغم عدم امتلاك الطالب للأسباب الظاهرة، جائزٌ شرعًا، وليس من باب الاعتداء في الدعاء، ما دام احتمال حدوث ذلك قائمًا، ولو بشكل ضئيل، مع اليقين بأن الدعاء من أعظم أسباب تحقّق المطلوب.
وأوضحوا أن الاعتداء في الدعاء يكون عند الدعاء بالأمور المحرمة، كالدعاء بقطع الأرحام، أو طلب المعونة على الظلم، أو الدعاء بما هو مستحيل شرعًا، كأن يطلب الإنسان الخلود في الدنيا، أو رفع لوازم البشرية عنه من جوع ومرض ونحو ذلك.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى:
"فالاعتداء في الدعاء تارة بأن يسأل ما لا يجوز له سؤاله من المعونة على المحرمات، وتارة يسأل ما لا يفعله الله، مثل أن يسأل تخليده إلى يوم القيامة، أو أن يرفع عنه لوازم البشرية، أو أن يُطلعه على غيبه، أو أن يجعله من المعصومين".
فالخلاصة: الدعاء مفتوح الأبواب ما دام لم يتجاوز حدود الأدب الشرعي، ولو لم تظهر الأسباب، فإن الله على كل شيء قدير.
اترك تعليق