حكمت محكمة جنايات المنيا برئاسة المستشار محمد يوسف الليثي وعضوية المستشارين عمرو عبد اللطيف شحاتة ومحمد محمود حلمي، وبحضور محمود عبد العزيز وكيل النيابة، وبأمانة محسن فكري، حضورياً، بمعاقبة أحمد مكرم عبد الفتاح طلبة بالسجن المؤبد، وإلزامه بدفع المصاريف الجنائية.
كشفت تحقيقات نيابة مركز ملوي في الجناية رقم ٦١٩١ لسنة ٢٠٢٥ والمقيدة برقم ٩٧٩ لسنة ٢٠٢٥ كلي جنوب المنيا، والتي أجراها أسامة عبد اللاه، رئيس نيابة جنوب المنيا الكلية، وأمر المستشار محمد أبو كريشة، المحامي العام لنيابات جنوب المنيا، بإحالة المتهم
أحمد مكرم عبد الفتاح طلبة، ۳۹ سنة، بدون عمل، بدائرة مركز ملوي، إلى محكمة الجنايات؛ لأنه في اليوم التاسع من شهر مايو قتل أم هاشم أبو زيد سطوحي سعد - والدته - عمداً مع سبق الإصرار، وذلك بأن عقد العزم وبيت النية على قتلها، وأعد لذلك أداة (بلوك حجري)، وما أن ظفر بها حتى تعدى عليها بالأداة سالفة الذكر، بقذفها محدثًا بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية، والتي أودت بحياتها، على النحو المبين بالتحقيقات.
حاز أداة "البلوك الحجري" دون مسوغ قانوني أو مبرر من الضرورة الحرفية أو المهنية.
تعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء مجدي سالم، مدير أمن المنيا، إخطارًا من العميد محمود مشهور، مأمور مركز شرطة ملوي، يُفيد بقيام المتهم بقتل والدته.
وعقب تقنين الإجراءات القانونية التي أشرف عليها اللواء حاتم ربيع، مدير المباحث، تمكن المقدم محمد بكر، رئيس مباحث مركز شرطة ملوي، من ضبط المتهم.
وأمام العميد علاء جلال، رئيس فرع البحث الجنائي بجنوب المنيا، اعترف المتهم تفصيليًا بارتكاب الواقعة، وأرشد عن الأداة المستخدمة في الجريمة.
شهدت الشاهدة الأولى نادية مكرم عبد الفتاح طلبة - ٥٧ سنة - مقيمة بمركز ملوي، بأنها أبصرت المجني عليها تقوم بالطرق على باب المسكن الذي تقطن به هي والمتهم، بينما لم يستجب الأخير، ثم ذهبت إلى أحد الأسواق، وحين عودتها أبصرت المتهم جالسًا أمام باب المسكن مرددًا عبارة: "أنا قتلت فيّ"، وعند دخولها إلى المسكن، أبصرت المجني عليها مضرجة في دمائها وتنازع الموت، وعزت قصد المتهم إلى إزهاق روحها.
الشاهد الثاني جمال أبو زيد سطوحي سعد - ٢٠ سنة - سائق، مقيم بمركز ملوي، شهد بأنه في اليوم السابق على حدوث الواقعة، حضرت شقيقته المجني عليها إلى مسكنه، ونشبت مشاجرة بينها وبين نجلها المتهم بسبب الميراث، حاول خلالها التعدي عليها بسلاح أبيض "سكين"، واعتدى على شقيقاته، ثم حضر المتهم إلى المسكن مرة أخرى محاولاً إعادة والدته المجني عليها إلى منزلها، لكنها رفضت. وفي صباح يوم الواقعة، عادت شقيقته المجني عليها إلى مسكنها حاملة الطعام وعلبة تبغ لابنها المتهم، ثم تناهى إلى علمه قيامه بالتعدي عليها، وعزا قصده إلى إزهاق روحها. وأضاف أن المتهم مريض بـ"كهرباء زائدة في المخ"، لكنه مدرك لتصرفاته، ويدّعي العكس تجاه من يرفض له طلبًا.
الشاهدان الثالث والرابعة، عادل أبو زيد سطوحي سعد - 19 سنة، بدون عمل، مقيم بحي الشرابية - محافظة القاهرة، وبسمة مكرم عبد الفتاح طلبة - ٣٤ سنة - ربة منزل، شهدا بمضمون ما ورد على لسان الشاهدين السابقين.
أدلى الشاهد الخامس، محمد بكر - مقدم شرطة - رئيس مباحث مركز شرطة ملوي، بشهادته، أن تحرياته توصلت إلى صحة قيام المتهم بارتكاب الواقعة، وعزا قصده إلى إزهاق روح المجني عليها.
وقد أقر المتهم في تحقيقات النيابة أمام عماد حمدى شقر وكيل نيابة جنوب المنيا الكلية بارتكاب واقعة التعدي على والدته - المجني عليها - بأداة "بلوك حجري"، وعزا قصده إلى إحداث إصابتها التي أودت بحياتها، مدعيًا أنه لم يكن ينوي قتلها.
ثبت من تقرير الصفة التشريحية لجثمان المجني عليها "أم هاشم أبو زيد سطوحي" أن الإصابات المشاهدة بالرأس والوجه، والموصوفة بالكشف الظاهري، هي إصابات حيوية ذات طبيعة رضّية واحتكاكية، ناتجة عن الارتطام بجسم أو أجسام صلبة راضة، أيًّا كانت. وتحدث الإصابات وفق التصوير الوارد بمذكرة النيابة العامة، وفي تاريخ يتفق وتاريخ الواقعة، وتحدث من الحجر (البلوك) المُرسل من النيابة العامة. ويُعزى سبب الوفاة إلى الإصابات الرضية بالرأس، وما تبعها من كسور بعظم الجمجمة، ومضاعفاتها من نزيف في المخ، وهبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية.
اترك تعليق