عمرى 46 سنة تربيت فى أسرة شديدة لا تسمح بالخطأ فكانت أمى من الشخصيات الكمالية وساعدها ابى بشخصيته الصعيدية المتشددة فلم تكن هناك حلول وسط فى اى شيء لونى الحياة هما الابيض والاسود فقط.
كرهت هذه الحياة ورفضتها بشدة وظننت اننى سانتهج مع أسرتى مسارا معاكسا تماما لما عشته.
والان وبعد أكثر من 15 سنة زواج اكتشفت اننى تزوجت من رجل يشبه ابى فى كثير من السمات واننى اربى اولادى الثلاثة بنفس الطريقة وما الذى جعلنى افيق على هذه الحقيقة المؤلمة هى ابنتى التى لم تتجاوز الخامسة عشرة فعلمتنى درسا لن انساه عندما واجهتنى بما لم اكن اعرفه عن نفسى عندما صرخت فى وجهى باكية وهى تقول انا واخواتى ندفع ثمن معاناتك مع جدى وجدتي.
صدمتنى الحقيقة كأنها قلم صفعنى على وجههى وقررت ان التصالح مع نفسى فاشتركت فى العديد من كورسات التنمية البشرية ولجأت لطبيب نفسى وعرفت معنى الحكمة القائلة من عرف نفسه فقد عرف ربه فبدأت اتقرب من ربى وتعلمت أن كل ما على هو السعى فقط وأنه سبحانه لن يحاسبنا على النتائج ولا تذر وازرة وزر أخرى بمعنى اننى لوبذلت ما فى وسعى فى اى شيء ولم تأتى النتيجة المرجوة فهناك حكمة ما وهلى أن اتقبل النتائج كما هى واستفيد من الاخطاء واتعلم.
علمت أن الله واسع وهناك ابواب متعددة لكل شيء والدرس الأكبر الذى تعلمته من محنتى أن التسليم هو بداية الفرج وهو عمل قلبى لا يغنينا عن سعى الجوارح ولكن يرزقنا الاطمئنان والسكينة ونحن نسعي.
اترك تعليق