هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

اعرف نبيك.. الإذن للنبي بالهجرة

حين نجحت جموع المؤمنين في الخروج من مكة. واستطاعت أن تتغلّب علي المصاعب والعقبات التي زرعتها قريشى للحيلولة دون وصولهم إلي أرض يثرب. ليجدوا إخوانهم الأنصار قد استقبلوهم ببشاشة وجهي ورحابة صدر. وفتحوا لهم قلوبهم قبل بيوتهم. مما كان له أعظم الأثر في نفوسهم. ولم يبق في مكّة سوي نفري قليل من المؤمنين ما بين مستضعفي ومفتوني ومأسوري.. وهنا أحسّت قريش بالمخاطر التي تنتظرهم. وأدركت أنها لن تستطيع تدارك الموقف وإعادة الأمور إلي نصابها إلا بالوقوف بأيّ وسيلة دون إتمام هجرة النبي -صلي الله عليه وسلم-.


فكانت المؤامرات تدور في الخفاء للقضاء علي النبي -صلي الله عليه وسلم-. وفي يوم الخميس من شهر صفر اجتمع المشركون في دار الندوة وتشاوروا في الطريقة المُثلي لتحقيق مقصودهم. فمن قائلي بضرورةِ قتله عليه الصلاة والسلام والتخلّص منه. وآخر بحبسه وإحكام وثاقه. وثالثي بنفيه وطرده. حتي اتفقت الآراء علي قتله ولكن بطريقة تَعْجَز بنو هاشم معها عن أخذ الثأر. وذلك بأن تختار قريش صفوة فتيانها من جميع القبائل فيقوموا علي النبي - صلي الله عليه وسلم - قومة رجلي واحد ويقتلوه ليتفرّق دمه بين القبائل. وفي هذه الحالة لن تستطيع بنو هاشم أن تقاتل سائر الناس. ولن يبقي أمامها سوي خياري واحد هو قبول الدية. وصدق الله عزوجل إذ يقول:پûوإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين‎.

ولم تكن قريش لتعلم أن الله سبحانه وتعالي أذن لنبيه بالهجرة إلي المدينة. فبينما هم يبرمون خطّتهم ويحيكون مؤامرتهم كان النبي -صلي الله عليه وسلم- قد استعدّ للسفر. وانطلق إلي بيتپأبي بكرپرضي الله عنه في وقت الظهيرة متخفّياً علي غير عادته. ليخبره بأمر الخروج.

وخشيپأبو بكرپرضي الله عنه أن يُحرم شرف هذه الرحلة المباركة. فاستأذن النبي -صلي الله عليه وسلم- في صحبته فأذن له. فبكي رضي الله عنه من شدّة الفرح. وكان قد جهّز راحلتين استعداداً للهجرة. فلما أعلمه النبي -صلي الله عليه وسلم-بقرب الرحيل قام من فوره واستأجر رجلاً مشركاً من بني الديل يُقال له عبد الله بن أُريقط. ودفع إليه الراحلتين ليرعاهما. واتفقا علي اللقاء في غار ثوري بعد ثلاث ليالي. في حين قامت عائشة وأختها أسماء رضي الله عنهما بتجهيز المتاع والمؤن. ووضعا السفرة في وعاء. وشقّت أسماءپ نطاقها نصفين لتربط السُفرة بنصفه وقربة الماء بالنصف الآخر. فسمّيت من يومها بذات النطاقين .

وتسارعت الأحداث. وحانت اللحظة المرتقبة. وانطلق النبي -صلي الله عليه وسلم- متخفّياً إلي بيتپأبي بكرپرضي الله عنه. وكان الميعاد بينهما ليلاً. فخرجا من فتحةي خلفية في البيت. وفي الوقت ذاته أمر النبي -صلي الله عليه وسلم-پعلي بن أبي طالبپرضي الله عنه بأن يتخلّف عن السفر ليؤدي عنه ودائع الناس وأماناتهم. وأن يلبس بردته ويبيت في فراشه تلك الليلة» من أجل إيهام قريشي .

ونجح النبي -صلي الله عليه وسلم- وصاحبه في الفرار من بين أيديهم. ولم يكشتفوا الأمر إلا عندما أصبح الصباح وخرج عليهمپعليىپرضي الله عنه وهو لابسى بردة النبي -صلي الله عليه وسلم-. فجُنّ جنونهم. وأحاطوا به يسألونه عن النبي -صلي الله عليه وسلم- وهو يتظاهر بالدهشة وعدم معرفته بمكانه. وانطلقت قريشى مسرعةً إلي بيتپأبي بكر الصدّيق رضي الله عنه. لأنّهم يعلمون أنه صاحبه ورفيق دربه. ولابد أن يصلوا من خلاله إلي معلومة تقودهم إلي وجهته. إلا أنهم فوجئوا برحيله هو الآخر. فساءلواپأسماءپعن والدها. فأبدت جهلها. فغضب أبو جهل لعنه الله ولطمها لطمة أسقطت الحليّ من أذنها.

وبدأت محاولات المطاردة للنبي -صلي الله عليه وسلم-. فقاموا بمراقبة جميع منافذ مكّة مراقبة دقيقة. وأعلنوا بين أفراد القبائل جائزة ثمينة لمن يأتي به حيّاً أو ميّتاً. وأرسلوا كلّ من له خبرة بتتبّع الآثار. وانطلقت جموعهم شمالاً علّهم يقفوا له علي أثر.
       





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق