انتهت حياتي الزوجيه بالطلاق بعد ان فشلت في اصلاح زوجي الذي كان يدمن المخدرات ولا يتحمل اي مسئولية انتقلت بأولادي الاربعة لشقة بعقد مؤقت وبدأت رحلة كفاحية معهم وبعد سنوات قليلة من طلاقي رحل ابو اولادي بجرعة مخدرات زائدة.
واصلت كفاحي علي اولادي بمساعدة جدتهم لوالدهم حتي توفاها الله واصبحت وحدي في الحياه معهم كان بداخلي حالة من الرعب ان يرثوا عن والدهم صفاته السيئة فكنت احرص علي تربيتهم علي تعالي الدين و الاخلاق.
الحقتهم بمدارس قومية للغات تحملت ما لا اطيق من النفقات وكان بداخلي شعور دائم بانني لابد ان اجد ثمرة تربيتي بتفوقهم واخلاقهم الحميدة لم اكن اتهاون في اي خطأ يحدث من ابنائي او اسمح بنقص ولو درجة واحدة في اي مادة.
مضي ثلاثة من اولادي علي النحو الذي ارضي وانحرف اوسطهم عن الطريق فكان كثير المشاكل مستواه الدراسي في تدهور مستمر حتي بنيانه الجسمي كان ضعيفاً جدا فرغم انه وصل 15 سنة الا ان من يراه يظنه ما زال في الثامنة من عمره.
كنت اصب كل غضبي علية بالضرب بكل الطرق الممكنة لدرجة انني كنت اترك في اثار ضربي بما يلحظه الجميع من اصابات متفرقه في الوجه واليدين اعود وابكي وألوم نفسي عما فعلته وارجع ابرر لها انا اضحي ومن حقي ان اجد ثمرات تضحيتي.
مرت السنون والوضع يزداد سوءا ابني هذا رفض مواصلة دراسته واصر علي احتراف كره القدم وكلما سمعت منه هذه العبارة انهال عليه ضربا ولم يكن حتي يدافع عن نفسه رغم انه يقدر علي رد الضرب أو حتي منعي من ضربه بل كان ياتي لمصالحتي وتهدئتي عندما اندم علي ما فعلت وادخل في نوبه بكاء هستيري ولم يكن احد من اخوته يجرؤ علي التدخل لحمايته مني لانني اكون في حاله هياج شديدة لايسلم منها أحد.
نصحني الكثيرون بضرورة تهدئه نفسي او حتي اللجوء لمساعدة متخصص لأحافظ علي هدوء في التعامل مع اولادي خاصه ابني الاوسط ولكني كنت اردد دائما لا احد يشعر بي وبما ابذله من مجهود في تربية اربعة اولاد وحدي.
ومنذ عده شهور دخل ابني هذا في حالة غريبة من الصمت والعزلة ورفض الأكل لدرجة انني اضطررت لنقله المستشفي للاستعانه بالمحاليل التعويضيه اجريت له العديد من الفحوص ولم يتوصل احد لسبب منطقي إلي أن اخذت حالته الصحية تتدهور واصبح في حاله شبه غيبوبة.
ما حدث لابني جعلني ادرك انني انا من كنت اعاني من غيبوبة وغياب عن الوعي وافقت علي تهديد بفقدان ابني الذي كنت اظن انني افعل ما افعله لمصلحتي لم اكن ادري انني في كل مره اضربه واهينه اقتل بداخله جزء حتي وصل لمرحله انه لا يرغب في الحياه وانفصل عنها تماما فانا الوحيده التي عرفت تشخيص حاله ابنه.
جلست ليالي طويلة احاسب نفسي واكلم ربي ادعوه ان يغفر لي ويعطيني فرصة اخيرة لتصحيح ما افسدته في تربية ابني، وصلت لحالة الهدوء التي لم اكن ادري كيف اصل لها لانني عرفت ان كل شيء يهون امام حياه ابني وحالته النفسيه.
مضي ثلاث شهور وحاله ابني تتدهور من سيئ لاسوء وانا لم اتوقف عن الدعاء والامل في ان يعطيني الله فرصة جديدة.
كنت اذهب لابني في المستشفي كل يوم احدثه عما يدور بداخلي وعن ندمي ثم بدأت احاول زرع الثقه في نفسه من جديد لم يكن يجيبني ولو حتي بنظرة ولكني لم اياس استعنت بطبيب نفسي وضع معي خطة دقيقة لعلاجه ورغم طول المدة وعدم ظهور اي تحسن عليه الا انني كنت اثق في ان الله غفور رحيم وسيعطيني فرصة أخري وفعلا بدا ابني يتحسن تدريجيا وبدا يلتفت لي ويستمع لكلامي ويستجيب تارة بالدموع وآخري بنظرات العتاب حتي اعاد الله فيه الحياة من جديد وعاهدت الله علي أن احافظ علي هدوئي وان اشكر نعمته علي في اولادي شكرا عمليا بان اتعامل معهم بالحسني.
الغريب ان احوال ابني تبدلت تماما فتحسنت اخلاقه ودرجاته الدراسيه وواصل تفوقة في كره القدم ويختار الان بين أكثر من نادي لينضم للعب فيهم اغرب من هذا تحسنت البنية الجسمية لأبني وزياده ملحوظة في طوله رغم انه لم يحصل علي اي ادويه.
كان درسا صعبا ومحنة كبيره لكن لولالها ما تعلمت من خطأي وتحسنت علاقتي بأولادي الذين كنت اظلمهم ظلما شديدا دون أن ادري.
اترك تعليق