يُعد عقد الزواج في الشريعة الإسلامية ميثاقًا مقدسًا ورباطًا وثيقًا بين الرجل والمرأة، يهدف إلى تحقيق السكن والمودة والرحمة بين الزوجين، وبناء أسرة مستقرة وصالحة وقد أولى الإسلام عناية خاصة بهذا العقد، ووضع له أركانًا وشروطًا تضمن استقراره ودوامه، وتحقق مقاصده النبيلة.
ويوضح فضيلة الدكتور محمد نجيب عوضين أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة القاهرة بأن يتميز عقد الزواج في الإسلام بأركان أساسية تضمن صحته وشرعيته، وهي:
* التراضي (الإيجاب والقبول): يجب أن يكون الزواج مبنيًا على رضا وقبول تامين من الطرفين، دون إكراه أو ضغط.
* الأطراف (الزوج والزوجة): يشترط في الزوجين الأهلية الشرعية لإبرام العقد، أي أن يكونا بالغين عاقلين.
* ولي المرأة: يعتبر وجود ولي المرأة ركنًا أساسيًا في عقد الزواج، فهو الذي يتولى عقد النكاح نيابة عنها، ويضمن حقوقها.
* الشهود: يشترط حضور شاهدين عدلين على عقد الزواج، لإثباته وتوثيقه.
* المهر: هو حق مالي للمرأة على زوجها، يُدفع لها عند العقد أو بعده، وهو تعبير عن تقدير الزوج لزوجته.
تميز عقد الزواج عن باقي العقود
أكد الدكتور محمد نجيب عوضين، أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة القاهرة أن عقد الزواج يختلف عن باقي العقود في عدة جوانب، منها:
* المقصد: يهدف عقد الزواج إلى تحقيق الاستقرار الأسري والمودة والرحمة بين الزوجين، بينما تهدف العقود الأخرى إلى تحقيق المصالح المادية أو التجارية.
* الدوام: الأصل في عقد الزواج الدوام والاستمرار، بينما العقود الأخرى مؤقتة أو محددة المدة.
* القدسية: يحظى عقد الزواج بمكانة خاصة في الإسلام، فهو ميثاق مقدس بين الزوجين، ويترتب عليه حقوق وواجبات متبادلة.
عقد الزواج في الإسلام: حصن للمجتمع
يُعد عقد الزواج في الإسلام حصنًا للمجتمع، فهو يساهم في بناء أسر مستقرة وصالحة، ويحمي المجتمع من الفساد والانحلال وقد حث الإسلام على تيسير الزواج وتذليل العقبات التي تحول دونه، لما فيه من خير ومصلحة للفرد والمجتمع.
ختامًا، يُعد عقد الزواج في الإسلام ميثاقًا مقدسًا وأسسًا متينة لبناء أسرة مستقرة وصالحة، فهو ليس مجرد عقد مدني، بل هو رباط وثيق بين الزوجين، يهدف إلى تحقيق السكن والمودة والرحمة، وبناء مجتمع قوي ومتماسك.
اترك تعليق