هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

كلمة مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين تحت شعار "هي تستطيع"

الصعيدي : المرأة وذوي الهِمَم شركاء في بناء التنمية المستدامة

أعربت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين وعميدة كلية العلوم الإسلامية للوافدين، عن رؤيةٍ شاملة ترى في المرأة وذوي الهِمَم شريكين أصيلين في تحقيق التنمية المستدامة، مؤكدةً أن الإسلام أنصفهما ومنحهما مكانةً رياديةً في المجتمع.


جاء ذلك خلال مشاركتها في فعاليات المؤتمر الدولي الذي نظمته لجنة خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة الأزهر تحت شعار "هي تستطيع"، والذي عُقد بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، ضمن فعاليات رؤية مصر 2030 والمبادرة الرئاسية "بداية جديدة".

وألقت الدكتورة الصعيدي كلمةً بعنوان: "المرأة وذوو الهِمَم في قلب التنمية المستدامة: منظور أزهري إنساني"، أوضحت فيها أن هذا العنوان ليس مجرد شعار أو خطاب عابر، بل رؤية متكاملة تستمد جذورها من صميم تعاليم الإسلام، وتجسد الرسالة العالمية للأزهر الشريف، الذي يؤمن بكرامة الإنسان إيمانًا راسخًا، وبأن لكل فرد في المجتمع، سواء كان رجلًا أو امرأة، من ذوي الهِمَم أو غيرهم، دورًا محوريًا في بناء المجتمعات وصناعة الحضارات.

وأضافت أن الشريعة الإسلامية منحت المرأة مكانة سامية وكاملة؛ فكرمتها ابنة، وصانتها زوجة، ورفعت قدرها أمًّا، وجعلتها شريكة فاعلة في عملية البناء المجتمعي، ومسؤولة عن التنشئة والتربية، وركنًا أساسيًا في تحقيق الاستقرار والازدهار. وأكدت أن التنمية الحقيقية لا تُقاس بالأرقام والمؤشرات الاقتصادية فقط، بل بما يتحقق على أرض الواقع من عدالة وشراكة حقيقية وتكافؤ في الفرص بين جميع أفراد المجتمع.

وفي السياق نفسه، شددت مستشارة شيخ الأزهر على أن أصحاب الهِمَم يحظون في ميزان الشريعة الإسلامية بتقدير عالٍ، فهم ليسوا أقل شأنًا من غيرهم، بل كثيرًا ما يتمتعون بعزيمة تفوق أقرانهم. وأكدت أن وصفهم بـ"ذوي الإعاقة" مجافٍ للحقيقة، فهم أصحاب قدرات مختلفة ومتنوعة تستحق الدعم والاحترام الكامل، وعلى المجتمع والدولة، بل وعلى المؤسسات الدينية والتعليمية، أن تحتضنهم وتفتح أمامهم آفاق المشاركة والتميز.

كما أكدت أن الأزهر الشريف، الذي يحمل لواء العلم والهداية لأكثر من ألف عام، يؤمن أن لا تنمية مستدامة دون تمكين المرأة، ولا نهضة شاملة دون إدماج ذوي الهِمَم. ومن خلال مناهجه العلمية وخطابه الدعوي ومبادراته المجتمعية، يعمل على ترسيخ مفاهيم العدل والرحمة والتكافؤ، انطلاقًا من إيمانه بأن الإنسان في جوهره روح وعقل وقدرة، لا يحده جسد، ولا تقيده صورة. واستشهدت بقول الله تعالى: "ولقد كرَّمنا بني آدم"، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الناس سواسية كأسنان المشط، لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى"، مؤكدة أن التنمية الحقيقية لا تُقاس بالأرقام فقط، بل بما يتحقق من عدالة وشراكة وتكافؤ فرص.

كما استشهدت مستشارة شيخ الأزهر بالنموذج الإسلامي في التعامل مع ذوي الهمم، مثل "عبد الله بن أم مكتوم"، الذي ولّاه النبي ﷺ الأذان واستخلفه على المدينة، و"عمرو بن الجموح"، الذي قاتل رغم إعاقته واستشهد في سبيل الله، مؤكدةً أن الإسلام يعتبر الكرامة الإنسانية حقاً أصيلاً لكل فرد بغض النظر عن حالته الجسدية أو العقلية.

وأوضحت أن التنمية الحقيقية لا تُقاس بالأرقام فقط، بل بتحقيق العدالة والشراكة وتكافؤ الفرص بين جميع فئات المجتمع، مشددةً على أن ذوي الهمم ليسوا "أصحاب إعاقة"، بل أصحاب قدرات مختلفة تستحق الدعم والاحترام، وأن واجب المجتمع والدولة والمؤسسات الدينية هو تمكينهم وإتاحة الفرص لهم.  

وسلطت الضوء على دور المرأة، لا سيما الأم والمعلمة، في دعم وتمكين ذوي الهِمَم، مشيرة إلى أن الأمهات الواعيات يُحدثن فرقًا كبيرًا في حياة أبنائهن من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأن المعلمات يسهمن في بناء الثقة وتحقيق التمكين.

وفي ختام كلمتها، دعت إلى دمج قضايا ذوي الهِمَم في الخطاب الديني والتعليمي، وتصحيح المفاهيم المغلوطة عنهم، وبناء وعي مجتمعي يعترف بحقوقهم وقدراتهم، مشددة على أن النهضة الشاملة لا تتحقق إلا بمشاركة جميع فئات المجتمع، وفي مقدمتهم المرأة وأصحاب الهِمَم.

يأتي هذا المؤتمر في إطار جهود الأزهر الشريف لدعم أهداف رؤية مصر 2030، التي تسعى لتحقيق تنمية مستدامة تُعلي من قيمة الإنسان وتضمن العدالة الاجتماعية للجميع.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق