وقف الطبيب المصري موقفًا إنسانيًا نادرًا، في ذروة الحزن على مأساة طفل البحيرة، فبينما كانت العواصف تشتد، وكان طفل صغير يتألم في صمت بسبب تدهور حالته الصحية، لم تكن هناك سيارة لنقله أو سبيل للوصول إلى العلاج، ومع تعذر كل الحلول، قرر الطبيب أن يخاطر بحياته، وأن يربط نفسه داخل إحدى عربات النقل الثقيل ليقطع مسافة 600 كيلومتر ذهابًا وإيابًا بحثًا عن دم من نفس الفصيلة، في مهمة إنسانية لم يطلبها منه أحد.
حيث كان الهيموجلوبين تحت مستوى الخطر، والوضع حياة أو موت لكن الطبيب الشاب محمود ابو العزم، لم يتردد، ولم يكن هذا ضمن جدول عمله، ولم يكن يومًا عاديًا، بل كان يوم إجازته، ومع ذلك لبّى نداء الطفل الذي أصبح بمثابة صديقه الصغير، وسعى وحده ليمنحه أملًا في النجاة، كي لا ينكسر حلمه بأن يصبح طبيبًا يومًا ما وينقذ مرضى يعانون مثلما عانى هو.
وعاد الطبيب محمود أبو العزم بالعلاج، منهكًا وأغلق على نفسه غرفته يبكي بصمت حتى حان موعد نوبته التالية.
ونجح الطبيب محمود أبو العزم فى إثبات أن الطب مهنة إنسانية قبل ما تكون وظيفة لشفاء الناس، ووثقت منظمة اليونيسيف صورته، حين أنقذ امرأة طفلتها بعد ولادة مفاجئة في الشارع، واحتواهما بملابسه حتى وصول الإسعاف.
حيث كان الطبيب محمود ابو العزم يؤدي فترة العمل الإلزامي بعد حصوله على الماجستير في طب الأطفال، أربع أشهر من العمل لم يقضها بتأفف أو تذمر، بل انغمس في تفاصيل الحياة اليومية لأهالي القرية حتى صار واحدًا منهم.
اترك تعليق